استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لا جهات تضبط زيادة الرسوم ولا مؤسسات رقابية.. حافظ على جيبك!

الثلاثاء 26 أبريل 2016 05:04 ص

خلال أقل من أربعة أشهر، فجأة ارتفعت أسعار معظم السلع والخدمات التي يحصل عليها الناس، فسببت لهم ربكة وعدم تقدير في كيفية التعامل مع المتغيّرات.

بعض الأسعار ارتفعت بوضوح، وبعضها بعشوائية وغير مدروسة، كما حدث في طريقة احتساب استهلاك المياه وما صاحبها من لغط كبير، والبعض الآخر استغل الزحمة ورفع أسعار الخدمات والسلع وكل بطريقته، إما بقرار داخلي وسري وإما التعذر بارتفاع مواد الخام في الأسواق الخارجية، وآخر المعلومات، أن الجمارك السعودية في قرار داخلي رفعت أسعار رسوم التخزين، وبالتالي توقعوا أن أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية سترتفع، ونحن على أبواب الشهر الكريم.

وبحسب خطاب رئيس غرفة جدة صالح كامل إلى المدير العام للجمارك كما نشر في صحيفة «الاقتصادية»، أن هناك تبايناً في استيفاء رسوم التخزين في بعض المنافذ، إذ إن المدة المحددة لتخزين البضائع الواردة سبعة أيام للإجراءات وثلاثة أيام للتحميل بعد التسديد، فيما أن التعميم الداخلي في الجمارك لم يتطرق إلى تلك المدة.

أعتقد في مثل هذه الحالات سيستغل الكثيرون موجة الزيادات، وذلك باختراع رسوم وزيادات وربما تكون غير معلنة، إنما سيكتشفها الناس من خلال تعاملاتهم، وبالتالي فيجب على الناس التهيؤ النفسي لأي زيادات متوقعة وعدم التذمر.

فمثل هذه الأوضاع تحصل وفق الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتعيشها معظم الدول، إنما نحتاج من هذه الجهات وخصوصاً المعنية بحقوق الإنسان أن تطالب المؤسسات الحكومية بجدولة زيادة الرسوم، حتى لا تثقل كاهل المواطن، وتظفر بها مؤسسات أهلية، خصوصاً أننا نعلم أن 60% منها تستّر تجاري، يستغل أصحابها موجة الغلاء في زيادة أسعار السلع، حتى لو لم تكن لها علاقة بأي أزمة لا محلية ولا عالمية، فقط السير «مع الخيل يا شقرا»، فما هو المطلوب من الناس، وكيف عليهم مواجهة المرحلة المهمة وهي ولادة السعودية ما بعد النفط؟

من المهم جداً أن يسهم هذا التحول الكبير في زيادة الرسوم والأسعار في تغيير النمط الاستهلاكي، وأن يخلق وعياً في تنظيم سلوكيات خاطئة موجودة، والتعامل مع المرحلة المقبلة بكل جدية، إذ لا أمل أن تعود الخدمات المجانية، وأن تتراجع الأسعار بالشكل المطلوب كما كانت من قبل.

بيدك أن تكيّف حياتك وفق موازنتك بما يسمح لك أن تعيش حياة كريمة، وهذا يتطلب منك أن تتنازل عن بعض السلوكيات التي تجعلك تدفع رسوماً أو تشتري سلعاً، المرحلة المقبلة المستهدف هو جيبك ومحفظتك، إن لم تحافظ عليها بتغيير سلوكك فتأكد أنك لن تستطيع مسايرة الحياة وستدخل في متاهات عدة، على سبيل المثال قلّلْ مشاويرك، تخلّص من شرائح الجوال واكتفِ بشريحة واحدة، تخلص من عاملتك المنزلية واتبع أسلوب الاعتماد الأسري في التنظيف، واجعلها مرة في الأسبوع للتنظيف الشامل، أو شارك مع مجموعة في تنظيم عمل العاملة بجدول تتولى دفع أجرة الأيام التي تعمل لديك.

تخلّص من السائق، ازرع روح التعاون في المنزل، ولا تخرج إلا للضرورة، استخدم الإنترنت لعمل حجوزات زيارة الإدارات الحكومية، استخدم تطبيقات وبرامج مجانية في الاتصال، خفض استهلاك الكهرباء، والحال نفسها بالنسبة إلى المياه، قلّلْ من استخدام الأطباق التي تحتاج إلى غسل، ملابسك لا ترسلها إلى المغسلة، بالنسبة إلى الضيوف غيّر نمط استقبالهم، قدّم لهم وجبات خفيفة، قدّم دجاجاً في مناسباتك الاجتماعية، تعوّد أن تعد الطعام في المنزل للضيوف، حفلات الزواج جرب أن تشترك في الاحتفال الجماعي، اقتصد في استهلاك الوقود، من خلال تقليص المشاوير.

لا تخجل وأنت تغيّر سلوكك الاجتماعي وفق الحاجات الضرورية، تواصل مع أقاربك ومعارفك هاتفياً أو عبر تطبيقات المكالمات المجانية، خصوصاً البرامج التي فيها محادثة بكاميرا، حينما يكون هناك اجتماع عائلي حاول أن تلتقوا في فضاء خارجي مثل الحديقة أو البحر، واكتفوا بالتسالي والمكسرات، لا ترهق نفسك بمصاريف ترهقك.

غيّر نمطك الغذائي، قلّلْ من اللحوم، حاول أن تأكل في اليوم وجبة رئيسة واحدة واتبع أسلوب الوجبات الخفيفة في الصباح والمساء، وبالتالي ستحافظ على صحتك ولا تحتاج إلى زيارة الطبيب أو طلب حجز في مستشفى حكومي تنتظره أشهراً. اجعل صلتك بذوي القربى وصلة الرحم قوية في تنظيم مناسبات جماعية والدفع المشترك.

غيّر نمط التسوّق، لا تدخل مركز التسوق إلا مرة في الشهر، لا تستخدم العربة، تعلم أن تشتري صنفين أو ثلاثة تحملهم في يدك فقط للاستخدام اليومي، قلّلْ من الشاي، خفض من التدخين أو اتركه.

لا تقترض من أي بنك مهما كانت المغريات، احرص أن تغرس في أسرتك حب العمل الجماعي والانخراط في أي عمل منزلي، وتنمية هوايات لديهم من خياطة أو تطريز أو عمل وجبات وأكلات يمكن تسويقها وبيعها.

لا تبحث عن وظيفة وتبقى عالقاً في أن تطرق بابك يوماً ما، اصنع لنفسك عملاً، خذ «سطلاً» اغسل السيارات، أمسك فرشاة وتعلم طلاء المنازل، أمسك مكينة حلاقة واعمل في محل.

لا تقف مكتوف الأيدي تولول من ارتفاع الأسعار.

أنت أمام اختبار صعب في تغيير نمط حياتك، ربما هذه الأفكار التي طرحتها تناسب ذوي الدخل المحدود وتحت المتوسط، ويمكن لأي إنسان أن يجدول حياته وفق موازنته، طالما لا توجد جهات تضبط حركة زيادة الرسوم ولا مؤسسات رقابية، وطالما أن الضمير نائم لدى مستغلي الفرص. فحفاظك على جيبك مسؤوليتك.

* جمال بنون صحافي وكاتب اقتصادي.

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية ارتفاع الأسعار زيادة الرسوم رفع الدعم الرقابة الاستغلال الأسعار الدخل المحدود

محافظ «مؤسسة النقد»: السعودية طبقت عدة تدابير للتخفيف من تأثير انخفاض أسعار النفط

السعودية تدرس إعادة النظر في أسعار بوالص التأمين على السيارات

«فاينانشيال تايمز»: التناقض في سياسة التقشف السعودية

الخليج وفلسفة التقشف

«الجارديان»: وثائق مسربة تظهر توجه الحكومة السعودية نحو تطبيق خطة تقشفية