غضب في مصر بسبب رفع أعلام السعودية في ذكرى تحرير سيناء

الثلاثاء 26 أبريل 2016 11:04 ص

انتشرت صور لمصريين يرفعون علم المملكة العربية السعودية أثناء مظاهرات واحتفالات «عيد تحرير سيناء»، أمس الاثنين، ما أثار جدلا واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأعرب عدد من الإعلاميين والصحفيين عن انتقادهم للأمر، حتى وصفه الإعلامي الموالي للنظام «سيد علي» بـ«الهطل الوطني» فيما اتهم الإعلامي «باسم يوسف»، الرئيس «عبدالفتاح السيسي» بالاحتماء وراء الجيش العسكري وحماية ما وصفها بـ«مظاهرات كيادة مأجورة رافعين علم بلد أخرى».

من جانبه، قال الإعلامي المصري، «باسم يوسف»: «النهاردة يوم مشهود في مصر، النظام اللي بيتشدق بالعسكرية و الوطنية و حماية الأرض حرفيا خان كل المبادئ دي، قبض على شباب بينادي بمصرية الأرض و حمى مظاهرات كيادة مأجورة رافعين علم بلد تانية (يقصد السعودية)، نظام مرعوب منزل قوات جيش لو بعتها سينا كان خلصت المعركة دي من زمان، نظام بيوجه أسلحته و إمكانياته ضد شعبه لمصلحة بلد تانية، نظام واطي وإعلام اوطي». وفق تعبيره.

بدوره انتقد الإعلامي المصري «سيد علي»، رفع علم السعودية في مظاهرات 25 أبريل، قائلا إنه «في ناس عبيطة تمارس نوع من أنواع الهطل الوطني، اللي نزلوا مع كل تقديري واحترامي وهما رافعين علم السعودية بأمارة إيه؟ مفيش دولة بتحتفل بيوم قومي عندها وبترفع أعلام دولة تانية، هذا لا يقلل من شأن السعودية، ولكنه يحرج السعودية ويحرج القيادة المصرية، إيه المنظر العبيط الأهطل ده؟ ما هذا الهطل الوطني؟ إيه شغل كيد النسا ده؟ ما هذا التدني الوطني؟ ما هذا الغباء الوطني؟»، وفق قوله.

أما الإعلامي «خالد تليمة» فعبر عن استيائه من رفع بعض المواطنين لعلم السعودية وصورة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في ذكرى تحرير سيناء.

وأضاف مقدم برنامج «صباح أون» المذاع على فضائية «أون تي في»، اليوم الثلاثاء، أن وسط البلد أصبحت منطقة مشفرة بالأمس، حيث كانت صورة الملك «سلمان» بمثابة جواز سفر لدخول ميدان التحرير.

وقال «تليمة»: «قامت ثورتين عشان تحصل حياة سياسية مشرفة وبالرغم من ذلك يتم حصار حزب سياسي أكثر من 4 ساعات أيا كانت توجهاته أو موقفه»، ووجه رسالة للمواطنين، قائلا: «محستش بأي إهانة لكرامتك لما تكون صورة الملك سلمان هي مصدر الأمان ليك».

مظاهرات واحتفالات

وشهد أمس الاثنين، فعاليات مختلفة في الشارع المصري، فمن جانب تظاهرت القوى الثورية في القاهرة وعدة محافظات احتجاجا على ترسيم الحدود بين مصر والسعودية الذي قضى بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، ومن جانب آخر شهدت بعض الميادين احتفالات لمؤيدي النظام في ذكرى تحرير سيناء، بينما احتل وسم «ثورتنا مستمرة» صدارة التفاعلات على «تويتر».

وفرقت قوات الأمن المصري مظاهرات خرجت في القاهرة ومحافظات أخرى واعتقلت هذه القوات أكثر من مئة شخص، بينهم صحفيون، واستخدمت قوات مكافحة الشغب وتشكيلات أمنية أخرى قنابل الغاز والهري لتفريق متظاهرين تجمعوا الاثنين في ميدان المساحة بمنطقة الدقي في الجيزة، واعتقلت عشرات منهم.

وقالت مصادر صحفية إن المسيرة كانت في طريقها إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، والذي تم تطويقه وقطع الطرق المؤدية إليه.

وفي الوقت نفسه فرق الأمن مسيرة أخرى انطلقت من منطقة بولاق الدكرور في محافظة الجيزة التي شهدت أيضا مظاهرة في منطقة فيصل، كما تم تفريق مسيرتين في إمبابة وناهيا بالجيزة. وردد المحتجون في بعض المسيرات هتافات مناهضة لـ«السيسي»، بينها «ارحل» و«الشعب يريد إسقاط النظام».

وكانت أكثر من عشرين حركة سياسية قد دعت إلى التظاهر بكثافة في الميادين والشوارع لإسقاط نظام «السيسي» الذي يتهمونه بالتفريط في حقوق البلاد وقمع الحريات واعتقال الأبرياء.

ودعا إلى التظاهر كل من الاشتراكيون الثوريون و«حركة 6 أبريل» و«حزب الدستور» وحركات وتيارات ليبرالية واشتراكية أخرى، كما أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» مشاركتها في الاحتجاجات.

وتحسبا لمظاهرات الاثنين، كانت السلطات قد نشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة معززة بالآليات في الشوارع وحول الميادين الرئيسية، خاصة في القاهرة والجيزة، وبادرت منذ الخميس الماضي باعتقال عشرات الناشطين.

وقال ناشطون ومحامون إنه بحلول مساء الاثنين اعتقل مئة شخص.

بدوره قال وكيل نقابة الصحفيين «خالد البلشي» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن 33 صحفيا اعتقلوا، وأفرج لاحقا عن أغلبهم.

كما قالت مصادر أمنية إن ستة اعتقلوا في دمياط، و12 في مدينة المحلة، وشملت المظاهرات محافظات مصرية أخرى بينها الإسكندرية والفيوم.

وفي مقابل التصدي لاحتجاجات المعارضين في القاهرة والجيزة وغيرهما، سمحت السلطات لمئات من مؤيدي السيسي بالتظاهر في ميدان عابدين بالقاهرة.

وكان وزير الداخلية المصري «مجدي عبدالغفار» هدد الأحد بالتصدي بحزم لما سماها محاولات الخروج عن القانون، في إشارة إلى حظر التظاهر الذي فرضته السلطات بعد الإطاحة بالرئيس «محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز 2013، وقال «عبدالغفار» إنه لا تهاون مع من يفكر في تعكير صفو الأمن العام.

وتتصاعد حالة الاستياء من السلطة الحالية بسبب فشلها في التصدي للأزمات الاقتصادية، وكذلك بسبب القمع الأمني الذي شمل مختلف التيارات السياسية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر تيرن وصنافير عبدالفتاح السيسي مظاهرات 25 أبريل

‏الأمن المصري يطلق الغاز على متظاهري 25 أبريل ويشن اعتقالات عشوائية

«القرضاوي» داعيا المصريين للتظاهر بـ25 أبريل: الشعوب إذا قامت لا يمكن منعها

قبل «25 أبريل» .. «السيسي» يتوعد بالتصدي بحزم لمحاولات زعزعة أمن مصر

مصر.. إقالة رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون بسبب برنامج دعا لتظاهرات 25 أبريل

مصر.. حملة اعتقالات تشمل نشطاء قبل أيام من مظاهرات 25 أبريل

التحقيق مع أسرة برنامج على التليفزيون المصري تضمن دعوات للتظاهر في 25 أبريل

«نقابة الصحفيين» المصرية تعتزم مقاضاة وزير الداخلية