أكد مصدر يمني أن السعودية تعيد ترتيب أوراقها وتحالفاتها في اليمن، بينما رفضت ميليشيات الحوثي الخروج من صنعاء رغم انطلاق عدة تظاهرات للمطالبة بخروجهم، وسط مخاوف أمنية من تجدد هجمات القاعدة في اليمن ضد الحوثيين.
ذكر مصدر رسمي يمني أن المملكة العربية السعودية تعيد ترتيب تحالفاتها داخل اليمن، وأكد: «السعودية تتحرك باتجاه ترتيب تحالفاتها مع عدد من مشايخ قبيلة حاشد اليمنية لوقف التمدد الحوثي داخل اليمن الذي مثل صدمة للرياض».
وأضاف المسؤول اليمني أنه «جرت خلال الفترة الماضية مراجعات للموقف في القيادة السعودية، وأن الملك «عبدالله بن عبد العزيز» قد كلف «خالد التويجري» رئيس الديوان الملكي بالتواصل مع عدد من مشائخ قبيلة «حاشد» وغيرهم ممن حولوا ولاءهم للحوثيين وليسوا على ارتباط إيديولوجي معه».
وجددت السعودية تحذيرها من تدهور الأوضاع في اليمن، وأنها قد تمتد لتؤثر على الأمن الإقليمي والدولي، وقال وزير الخارجية السعودي «سعود الفيصل»: «دائرة العنف والصراع (في اليمن) ستمتد بلا شك لتهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي وقد تصل لمرحلة تجعل من الصـعوبة بمكان إخمادها مهما بذل لذلك من جهود وموارد».
من ناحية أخرى، تظاهر عشرات من الناشطين اليمنيين في صنعاء أمس، للمرة الثانية خلال أسبوع، للمطالبة بخروج الحوثيين من المدينة، فيما أكدت المليشيات أن عناصرها الذين وصفتهم بـ «اللجان الشعبية» سيبقون لحماية العاصمة وحفظ الأمن، بالتنسيق مع الجهات الرسمية. كما أعلنت الميليشيات الحوثية أنها أعادت مقار تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح كانت استولت عليها، وكذلك منازل ومؤسسات إعلامية وجمعيات خيرية يديرها أعضاء في الحزب.
وكان الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» قد وجه تساؤلا مؤخرا للمليشيات قائلا: «هل الإصلاحات التى ادعى الحوثيون أنهم يتظاهرون لأجلها تأتى عن طريق نهب البيوت والمقار الحزبية والاعتداء على الآمنين؟!».
وفي ظل تكهنات بهجمات جديدة قد يشنّها تنظيم «القاعدة» على الحوثيين، بخاصة في محافظة البيضاء (جنوب صنعاء)، عقدت السلطات الأمنية في المحافظة أمس اجتماعا لدرس الوضع الأمني على خلفية حوادث وهجمات تبنّاها التنظيم مؤخرا، استهدفت عناصر تابعة لمليشيات الحوثي.
وكشفت مصادر حوثية في صنعاء أن عناصرها فككوا أمس عبوة ناسفة زُرعت أمام منزل ضابطٍ رفيع المستوى في الجيش من المؤيدين للحوثيين فيما قالت مصادر أمنية إن «أربعة جنود أصيبوا بانفجار عبوة استهدفت دورية للجيش في مدينة عزان في محافظة شبوة» (جنوب شرقي صنعاء).
وكشف الناطق باسم الحوثيين «محمد عبدالسلام» أن لا نية لدى جماعته لسحب مسلحيها من صنعاء، في الأمد القريب على الأقل، رغم تصاعد الاحتجاجات في صنعاء ضد سيطرتهم على المدينة وتولّيهم مهمات الأمن في ظل غياب الأجهزة الرسمية.
وقال «عبدالسلام» إن «اللجان الشعبية ستكون جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية لحماية صنعاء في إطار منضبط وفي شكل إيجابي لا يؤثر في الحياة العامة، أَو حركة السير أَو سلامة الناس واستقرارهم، وذلك بطريقة تحفظ الأمن وتحاولُ سد الثغراتِ بالتنسيق مع الجهات المعنية».
