مسؤول قطري: نطبق بجدية معايير رعاية العمال في كافة مواقع مشاريع كأس العالم

الأحد 1 مايو 2016 08:05 ص

أكد «حسن الذوادي» الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن معايير رعاية العمال الخاصة باللجنة تطبق بجدية في كافة مواقع مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم، وتجري مراقبتها من خلال نظام تدقيق شامل، لافتا إلى أن هذه الرعاية راسخة في بنى الدولة وقيم المتجمع المستمدة من الدين الإسلامي ومن الرؤية التي رسمها دستور البلاد.

وقال «الذوادي» في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر رعاية العمال الذي نظمته اليوم الأحد دار الشرق وألقاها بالنيابة عنه «ياسر الجمال» نائب رئيس المكتب الفني للمشاريع في اللجنة إنّ «إدراك الدولة والمجتمع القطري لأهميّة حماية حقوق العمال ليس مسألة مستحدثة أو طارئة، بل هو إدراك راسخ في بنى الدولة وقيم المجتمع يستند إلى ثوابت ديننا الحنيف، وإلى الرؤية التي رسمها دستور البلاد للمجتمع القطريّ القائم على دعامات العدل، والإحسان، والحرية، والمساواة، ومكارم الأخلاق».

وأضاف أن «بطولة كأس العالم لكرة القدم ما هي إلا محطة في الجهد الذي بدأ مع انطلاقة نهضة قطر الحديثة لحفظ حقوق العمال ورعايتهم، إذ كنا وما زلنا نرى فيهم شركاء في إعمار بلادنا وتطويرها لا ننكر لهم جهداً ولا نبخسهم حقاً ولا فضلا».

وأوضح أن «الوتيرة المتسارعة التي نما بها حجم العمالة الوافدة في بلادنا فرضت تحديات كبيرة، سواءً لناحية ضبط سوق العمل وتنظيمه، أو لناحية توفير الخدمات والمساكن المناسبة، أو فرض الرقابة اللازمة لضمان حفظ حقوق أرباب العمل والعاملين على حد سواء، مشيرا إلى الجهود التي بذلتها الدولة لمواجهة هذه التحديات».

وقال إن «الجهد الكبير الذي بذلته دولة قطر لتحسين أوضاع العمالة الوافدة خلال السنوات الماضية -رغم التزايد المضطرد لعدد العمال- هو جهدٌ مشهودٌ له لا يُنكره إلا جاحد، وقد كان هذا الجهد سابقاً لفوز دولة قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وحتى لتقدمنا بملف الاستضافة».

وأضاف أن «الرؤية التي وضعها دستور البلاد لحقوق العمال والدور الذي حفظته لهم رؤية قطر الوطنية 2030 هما ما دفعانا للتعهد بأن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 عاملاً مساعداً يُسهم في تحسين أوضاع العمال وتوفير بيئة العمل والسكن المناسبة لهم».

وتابع «وقد عملنا بالفعل خلال السنوات الخمس الماضية وبالتعاون مع شركائنا في القطاعين العام والخاص على ضمان حقوق كافة العاملين بمشاريع كأس العالم، وذلك من خلال إطلاق ميثاق رعاية العمال والنسختين الأولى والثانية من معايير رعاية العمال، والتي جاءت وليدة مشاورات بناءة مع الشركات المحلية حتى نضمن أن تكون معايير واقعية وعملية وقابلة للتطبيق تصب في نهاية المطاف في مصلحة السوق المحلي».

وأكد «الذوادي» أن معايير رعاية العمال الخاصة باللجنة العليا للمشاريع والإرث تُطبق بجدية في كافة مواقع مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم، وتجري مراقبتها من خلال نظام تدقيق شامل من 4 مراحل يتضمن رقابة ذاتية من المقاولين أنفسهم، ورقابة من اللجنة العليا، ومن مراقب خارجي مستقل، بالإضافة إلى رقابة وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية.

وأشار إلى أن اللجنة أطلقت حتى الآن ثلاثة تقارير لمراقبة تطبيق معايير رعاية العمال.

وقال «وبناء على ما جاء فيها من نتائج اتخذنا إجراءات فورية لمعالجة أغلب القضايا والملاحظات، وقمنا بالتعاقد خلال الشهر الماضي مع شركة متخصصة في شؤون العمال كمراقب خارجيّ مستقل، لنُضفي شفافية أكبر على عملية التدقيق».

وأضاف «وقد حرصنا خلال تطبيق هذه الإجراءات على تبني سياسة إيجابية وبناءة في تعاملنا مع الشركات وأرباب العمل، إذ قدمنا تحقيق التغيير الإيجابيّ على فرض العقوبات، وكنا نعمل بشكل وثيق مع المتعهدين لتطوير خطط لتصحيح الأوضاع لا تجعلهم مؤهلين فقط للعمل في مشروعات كأس العالم بل تزيد أيضاً من إنتاجية العمال وتفتح أمامهم الطريق للمشاركة في أي مشروع آخر ذي مواصفات عالمية».

واستطرد قائلا «إن دولة قطر وبوصفها أول دولة عربية وإسلامية تستضيف مناسبة كبرى بحجم بطولة كأس العالم لكرة القدم ستواجه بلا شكّ الكثير من التحديات، إلا أننا نجحنا في الحصول على اعترافٍ من أكبر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بالجهود التي تبذلها اللجنة العليا للحفاظ على حقوق العمال في جميع مشاريع بطولة كأس العالم».

ولفت الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث إلى أن اللجنة عملت خلال الفترة الماضية على تعزيز نظام الرقابة لديها لكي تضمن إغلاق أي مدخلٍ يُمكن استخدامه للتشكيك في قدرة دولة قطر على استضافة بطولة كأس العالم، مبينا في الوقت ذاته أن القضاء على التجاوزات التي يُمكن استغلالها يحتاج إلى جهدٍ جماعيّ ليس فقط لعكس صورة حقيقية عن بلادنا وثقافتنا للعالم الذي ينظر إلينا عن قرب، بل أيضاً لضمان أن نبقى أوفياء لقيمنا ورؤيتنا لمستقبل بلادنا ومجتمعنا.

واختتم «الذوادي» كلمته بالقول إن «العبرة ليست في بطولة كأس العالم ذاتها، لكن بما نصنعه نحن منها، وبأيدينا جميعاً وبعملنا معاً يُمكن أن نجعلها قصة لا تنسى يحملها العالم عن بلادٍ ليست فقط الأغنى بما حباها الله من النعم، ولكنها أيضاً الأغنى بثقافة أبنائها وقيمهم التي تحفظ للإنسان كرامته دون النظر إلى جاهٍ أو عرقٍ أو لون».

ونهاية الشهر الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية قطر، بما وصفته بـ«انتهاكات منهجية» لحقوق العمالة الوافدة في تقرير تحت عنوان «الجانب القبيح للرياضة الجميلة: استغلال العمال في قطر لكأس العالم».

غير أن دولة قطر، ردت على المنظمة بالتأكيد على أن تأمين حياة كريمة للعمالة الوافدة هي إحدى أهم أولوياتها الرئيسية، مشددة على التزامها بالإصلاح الممنهج والمستمر لقانون العمل القطري، مشيرة إلى أنها «قلقة» من الاتهامات الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية حول العمال الأجانب في قطر.

 

 

المصدر | الخليج الجديد + أرقام

  كلمات مفتاحية

قطر المونديال عمالة كرة القدم

إشادة دولية بتقدم قطر في الرعاية الاجتماعية لعمال مونديال 2022

«الزياني»: دول التعاون الخليجي تدعم استضافة قطر لكأس العالم 2022

«الجامعة العربية» تعرب عن دعمها لاستضافة قطر مونديال 2022

صنداي تليغراف تواصل حملتها ضد استضافة قطر لمونديال 2022

رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي: استضافة قطر لمونديال 2022 أمر مفروغ منه