صرح مسؤولون بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» قتل جنديا أمريكيا في شمال العراق، أمس الثلاثاء، عندما اجتاح دفاعات كردية واقتحم بلدة في أكبر هجوم في المنطقة منذ شهور.

ويعد هذا ثالث جندي أمريكي يلقى حتفه في قتال مباشر منذ بدء حملة تنفذها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم في عام 2014 لإضعافه وتدميره.

وقال وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» للصحفيين أثناء زيارة لألمانيا «إن الجندي لقى حتفه أثناء عملية قتالية وهو ما سبب حزنا عميقا لدينا».

وأوضح مسؤول عسكري أمريكي أن القتيل من عناصر قوات العمليات الخاصة التابعة لمشاة البحرية الأمريكية.

وقال مسؤول كبير من قوات «البيشمركة» الكردية العراقية إن الجندي قتل قرب بلدة تل أسقف الواقعة على بعد 28 كيلومترا من الموصل.

وسيطر التنظيم على البلدة فجر الثلاثاء لكن قوات «البيشمركة» أجبرتهم على الانسحاب في وقت لاحق.

وذكر مسؤول عسكري أمريكي أن قوات التحالف ساعدت «البيشمركة» في صد الهجوم بدعم جوي من طائرات إف15 وطائرات بلا طيار.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الجندي الأمريكي قتل بنيران مباشرة من «الدولة الإسلامية».

كما قال «بيتر كوك» المتحدث باسم «كارتر» إن الواقعة حدثت أثناء هجوم لـ«الدولة الإسلامية» على موقع لـ«البيشمركة» على بعد ما بين ثلاثة وخمسة كيلومترات خلف خط المواجهة.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في منتصف أبريل/نيسان الماضي خططا لإرسال 200 عسكري إضافي إلى العراق ونشرهم بمناطق أقرب إلى خطوط الجبهة لتقديم المشورة للقوات العراقية في الحرب ضد التنظيم.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إنه رغم أن الجندي لقي حتفه في موقف قتالي فإنه لم يكن في مهمة قتالية فيما يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة للدور الأمريكي في العراق.

بدوره، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش إرنست»: «لم يكن في الخطوط الأمامية لكنه كان على بعد ميلين، ويتضح أن البقاء على بعد ميلين من خطوط المواجهة بين القوات العراقية والدولة الإسلامية وضع خطير للغاية».

وقتل السارجنت الأمريكي «لويس كاردين» وأصيب ثمانية أمريكيين آخرين في هجوم للتنظيم الشهر الماضي على قاعدة أمريكية بينما كانوا يقدمون الدعم لقوات الجيش العراقي.

ويندر توغل التنظيم في شمال العراق حيث صدت «البيشمركة» عناصره بمساعدة الضربات الجوية للتحالف وأقامت خطوطا دفاعية يصعب اختراقها.

وقال زعيم فصيل مسيحي يقاتل إلى جانب قوات «البيشمركة» في منطقة تل أسقف إن البلدة تعرضت لهجوم شنه عدد من المهاجمين الانتحاريين الذين قاد بعضهم سيارات ملغومة لاختراق صفوف «البيشمركة».

وقال مجلس أمن إقليم كردستان إنه تم تدمير 25 مركبة على الأقل تابعة لـ«الدولة الإسلامية» أمس الثلاثاء، وإن أكثر من 80 متشددا قتلوا.

وقال مسؤول كردي نشر صورا للضحايا على «تويتر» إن ما لا يقل عن عشرة من مقاتلي «البيشمركة» لقوا حتفهم في الاشتباكات.

وذكرت مصادر عسكرية كردية أن قوات «البيشمركة» صدت أيضا هجمات لـ«الدولة الإسلامية» على جبهة بعشيقة وفي منطقة الخازر الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا غربي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

ويتراجع عناصر «الدولة الإسلامية» منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما استعادت القوات العراقية الرمادي أكبر مدن غرب العراق.

واستعادت القوات العراقية في أبريل/نيسان الماضي منطقة هيت المجاورة لتدفع عناصر التنظيم إلى الشمال نحو وادي الفرات.

لكن مسؤولين أمريكيين أقروا بأن المكاسب العسكرية ضد التنظيم ليست كافية.