قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، اليوم الجمعة، إن السعودية استخدمت ذخائر عنقودية أمريكية الصنع قرب مناطق مأهولة بالمدنيين في اليمن، خلفت وراءها ذخائر صغيرة غير منفجرة.
وطالبت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الرسمي واطلع عليه «الخليج الجديد»، الولايات المتحدة، بالكف عن إنتاج ونقل الذخائر العنقودية، التزاما بالحظر الدولي على هذه الأسلحة الذي يحظى بقبول واسع.
وأوضحت المنظمة أن قواعد التصدير الأمريكية التي تعتمد على معايير موثوقية الأسلحة لم تحل دون بيع الذخائر العنقودية للسعودية، ما عرض المدنيين للخطر على المدى البعيد.
ووفق المنظمة، فإن الذخائر العنقودية محظورة بموجب معاهدة تعود لعام 2008 وقعتها 119 دولة، لكن ليس بين هذه الدول السعودية أو اليمن أو الولايات المتحدة.
وقال «ستيف غوس»، مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في «هيومن رايتس ووتش»، ورئيس «تحالف الذخائر العنقودية»، وهو تحالف دولي من منظمات تسعى للقضاء على الذخائر العنقودية: »باعت الولايات المتحدة للسعودية ذخائر عنقودية، وهو سلاح رفضته أغلب الدول بسبب الضرر الذي يسببه للمدنيين».
وتابع «غوس»: «على السعودية الكف عن استعمال الذخائر العنقودية في اليمن وأية أماكن أخرى، وعلى الولايات المتحدة أن تكف عن إنتاج وتصدير هذه الأسلحة».
وبحسب المنظمة، «يتم إسقاط الذخائر العنقودية من طائرات أو تنشر عبر القصف المدفعي والصاروخي، وتحتوي العبوة على عدد من الذخائر أو القنابل الصغيرة، وتمثل الذخائر العنقودية تهديدا مباشرا للمدنيين إذ تتناثر على مساحة كبيرة وتترك وراءها مخلفات انفجارية، منها الذخائر الصغيرة التي لا تنفجر لدى الارتطام بالأرض، لتصبح بمثابة الألغام».
ولفتت المنظمة إلى أن قانون التصدير الأمريكي العائد لديسمبر/كانون الأول 2007، يحظر أن يستعمل الحاصلون على ذخائر عنقودية أمريكية تلك الذخائر في مناطق مأهولة بالسكان، ولا يسمح القانون بنقل الذخائر العنقودية إلا إذا كان معدل إخفاقها في الانفجار يقل عن 1%، والذخائر العنقودية التي نُقلت قبل ذلك لم تستوفِ هذه المتطلبات.
وقالت المنظمة: «حصلت السعودية والإمارات على أسلحة سي بي يو-105، بنظام استشعاري من الولايات المتحدة قبل سنوات، لا توجد أدلة تشير إلى أن دول أخرى في التحالف بقيادة السعودية – قطر، البحرين، الكويت، الأردن، مصر، السودان ، المغرب – قد حصلت على نفس هذا السلاح، كما أمدت الولايات المتحدة السعودية بصادرات كثيرة من القنابل العنقودية الأخرى بين عامي 1970 و1999».
وأردفت: «بحسب شهادة بيانات صادرة عن الجهة المُصنعة، شركة تيكسترون سيستمس، فإن كل وحدة سي بي يو-105، تنثر 10 عبوات بي إل يو-108، ويتناثر من كل من هذه العبوات العشر 4 ذخائر عنقودية صغيرة تسميها الشركة سكيت، وهي مصممة لاستشعار وتصنيف الأهداف والاشتباك مع المركبات المصفحة، هي مصممة للانفجار فوق الأرض، وإطلاق سحابة من الحديد المتناثر والشظايا باتجاه الأرض.. الذخائر الصغيرة داخل أسلحة نظام الاستشعار المذكورة مجهزة بميزتيّ التدمير والتعطيل الذاتيّين إلكترونيا».
لكن كما عاين الباحث الميداني لـ«هيومن رايتس ووتش»، وبحسب الأدلة المرئية، «انتهت 3 هجمات على الأقل ببقاء وحدات بي إل يو-108 الصغيرة أو سكيت (وحدات الذخائر الصغيرة) متصلة بالقنبلة: في محافظة عمران في 15 فبراير/شباط 2016، وفي صنعاء في 21 مايو/أيار 2015، وفي صعدة يوم 27 أبريل/نيسان 2015».
واستدركت: «يُظهر هذا إخفاقا في الأداء دون المستوى المتوقع، إذ إن الذخائر الصغيرة لم تنفصل عن العبوة أو انفصلت عنها لكن لم تنفجر».
ووفق المنظمة، «تكرر إنكار السعودية لاستخدام أنواع أخرى من الذخائر العنقودية في اليمن، لكنها أقرت باستخدام قنابل سي بي يو-105، بنظام الاستشعار مرة واحدة، في أبريل/نيسان 2015».
وكشفت المنظمة أنه، «خلال العام الماضي وثقت هيومن رايتس ووتش الخسائر في صفوف المدنيين اليمنيين جراء استعمال التحالف بقيادة السعودية 4 أنواع من الذخائر العنقودية أمريكية الصنع أُطلقت عن طريق القصف الجوي والبري، منها القنابل سي بي يو-105، بنظام استشعاري، في 6 غارات جوية على الأقل استهدفت محافظات عمران والحديدة وصعدة وصنعاء».
ودائما ما تنفي السعودية والتحالف العربي استخدام أي أسلحة محرمة دوليا في حرب اليمن، المندلعة منذ 26 مارس/آذار 2015.