تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» ووزير خارجيته «سامح شكرى» أول أمس الخميس، ففي حين وصف الأول مصر بأنها «أشباه دولة وليست دولة حقيقة»، أكد الثاني أن «مصر ليست رائدة في المنطقة، ولا تسعى لتحقيق ذلك».

جاء التصريحان في نفس اليوم وبفارق ساعات بسيطة عن بعضهما البعض، ما أثار حفيظة نشطاء وسياسيين مصريين حول «اللغة الجديدة» التي يتحدث بها النظام، وفق وصفهم. ودفعهم إلى فضاء «تويتر» للتعبير عن سخطهم وسخريتهم منها.

البداية مع الكاتب الصحفي «جمال سلطان»، رئيس تحرير صحيفة المصريون، الذي عبر عن قلقه من التصريحين، مضيفا: «أخشى أن تكون تمهيدا لمصيبة!!».

وغرد د.«محمد محسوب» وزير الدولة المصري السابق للشؤون القانونية قائلا: «على أشباه المؤسسات أن ترد على شبه الرئيس لتخبره أن مصر دولة  عريقة رغما عن جهله»، ليضيف في تغريدة أخرى: «مصر كبيرة أساء إليها صغار أشباه رجال يرونها ‘‘شبه دولة’’ وأشباه مصريين يصفقون!».

أما الكاتب «علاء الأسواني»، فأرجع تصريح «شكري» إلى أنه يأتي «خوفا من غضب الكفيل»، وأضاف: «ستظل مصر رائدة للعرب بمواهبها ومبدعيها وتاريخها وليس بوزراء من اشكال سامح شكري».

في حين وصف الإعلامي «أيمن عزام» تصريح «السيسي» بأنه «تقزيم لمصر»، وأضاف في تغريدة له: «لم يستطع قولها صهيوني ولا عدو لمصر لكن قالها من وعد شعبها أنها ستكون أد الدنيا!».

وتساءل المحلل السياسي «ياسر الزعاترة»: «هل هناك زعيم يصف دولته بهذا بعد عامين من حكمه، وفي ظل حديث يومي عن الإنجازات التاريخية؟!».

الإعلامي المصري «باسم يوسف» أعاد تغريد تصريحات وزير الخارجية معلقا عليها بأن «السياسة الخارجية في عهد سامح شكري وصلت إلى أدنى مستوياتها على مر التاريخ».

وسخر الصحفي المصري «فراج إسماعيل» من وعد «السيسي» السابق بأن تصبح مصر «أد الدنيا»، وكتب في تغريدة على حسابه: «كنت أقرأ دائما أن مصر أقدم دولة، وحضارة 5 آلاف سنة إلى أن فاجأنا الرئيس أمس بأنها ‘‘شبه دولة’’.. راحت فين أم الدنيا إللى حتبقى أد الدنيا؟!».

مغردون آخرون بالغوا في التحذير من تصريحات الرئيس المصري ووزير خارجيته، واعتبر حساب «شاطئ العمر» أنها بداية لتقسيم مصر، فقال: «ما لفظ به السيسى فى خطابه أن مصر شبه دولة، يؤكد أن العمل على تقسيم مصر يجرى على قدما وساق وأن دويلات ستخرج إذا استمر الوضع».

بينما شن مغرد آخر هجوما واسعا على «شكري» واعتبر أنه ناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية، قائلا: «سامح شكري بيلغي ثوابت وطنية كأنه متحدث رسمي باسم نتنياهو»، وعلق «شريف» قائلا: «السيسي: مصر شبه دولة، سامح شكري: مصر ليست رائدة ولا نسعى للريادة، اومال فين ماسر الى هتبقى قد الدنيا؟».

يذكر أن تصريح «السيسي» جاء خلال كلمته، الخميس، في احتفالية موسم الحصاد بـ«الفرافرة» وقال فيه: «خلوا بالكم وطلوا على بلدكوا صحيح، دي أشباه دولة، مش دولة حقيقية إحنا بنتكلم على دولة قانون دولة مؤسسات، دولة تحترم نفسها والعالم يحترمها».

أما تصريح وزير الخارجية «سامح شكري» فجاء خلال لقائه عددًا من النواب في الاجتماع الذي دعت له لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وقال فيه: «ليس من أهدافنا أن تكون مصر رائدة، فمصر ليست رائدة»، مضيفا: «لكن لها قدرات بحكم موقعها الذي لا ينافسها فيه أحد، لا نسعى أن نكون روادًا بل شركاء».