استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هذه الدورة من العنف كيف بدأت ومتى تنتهي؟

السبت 4 أكتوبر 2014 02:10 ص

في زفة الأمم المتحدة، كان «بان كي مون» هو الوحيد الذي تحدث عن الأسباب التي تقف خلف نشوء ظاهرة ما سمّاه الإرهاب، وضرورة معالجتها، لأن «الصواريخ تقتل الإرهابيين كما قال، لكن العدالة هي التي تقتل الإرهاب»، أما «كاميرون» الذي يتمتع بمتابعة الجنون الأمريكي أيا تكن حيثياته، فلم يجد غير الحديث عن الفكر المتطرف والدعاة الذي يبثونه.

على هذه الخلفية جاء القرار الأممي بشأن المقاتلين الأجانب، والذي لم يسأل أصحابه لماذا يترك شبان يعيشون حياة مرفهة (نسبيا) في الغرب، ويأتون واضعين أرواحهم على أكفهم في معارك تبدو احتمالات النجاة فيها أقل بكثير من احتمالي الموت أو السجن؟ وهل يتعلق الأمر بالأفكار فقط؟ ولماذا تدفق أولئك المقاتلون فقط منذ ثلاثة أعوام، بينما توقفوا عن التدفق قبل ذلك، فيما كانت الأفكار تملأ فضاء الإنترنت؟!

العنف المسلح ليس ظاهرة فكرية، والأفكار لا تعدو أن تقدم له التبرير والدافعية، وهي موجودة في الكتب على الدوام، وما يخرجها إلى الواقع هي الظروف الموضوعية، إذ من دون حاضنة شعبية ودعم مخارجي لا يمكن للعنف المسلح أن ينشأ، فضلا عن أن يكبر ويتمدد.

قلنا سابقا إن «أسامة بن لادن» في رسائله الأخيرة كان يقدم ما يشبه النعي لظاهرة العمل المسلح بعد الربيع العربي الذي اعتبره «تحولا تاريخيا بالغ الأهمية»، وطالب مريديه بسلوك سبيل الدعوة، وعدم الصدام مع الحكومات الإسلامية التي تنشأ بعد الربيع العربي.

لكن الأمر لم يلبث أن ذهب في اتجاه آخر بعد سوريا من جهة، وبعد المواقف الطائفية الإقصائية التي رد من خلالها نوري المالكي على سلوك العرب السنّة سبيل الانخراط في العملية السياسية العام 2010، الأمر الذي أعاد الحاضنة الشعبية للسلاح؛ إن في العراق أم في سوريا التي مهّد بشار الأسد فيها لسبيل العنف حين أطلق معتقلي السلفية الجهادية من سجن صيدنايا، وبالطبع على أمل أن يشوِّه الثورة، ويساعده في الانتصار عليها كثورة ينخرط فيها أغلب الشعب من منطق قتالها لنظام دكتاتوري طائفي، لاسيما أنها كانت تملك فرصة الانتصار بالنضال السلمي لو أديرت بشكل جيد في ظل وقوف غالبية الشعب (السنّة) ضد بشار ونظامه الطائفي، بصرف النظر عن انخراطهم في الثورة أو الاكتفاء بمنحها الحاضنة الشعبية.

هكذا يريد الغرب أن يطارد السلاح وحامليه من دون أن يلتفت إلى الأسباب التي أدت إلى سلوكهم هذا السبيل. ففي العراق لن يؤسس العرب السنّة «صحوات» كما فعلوا من قبل من أجل مطاردة تنظيم الدولة، والسبب أنهم لا يثقون بخليفة «المالكي» الذي يبدو في جيب إيران أيضا، وهم رغم خلاف كثير منهم مع سياسات وممارسات تنظيم الدولة، إلا أنهم لا يعادونه، وبالطبع لأن الطرف الآخر لم يقصِّر فيهم قتلا وتشريدا وإقصاءً وتهميشا بلا حساب. أما في سوريا فلن يقبلوا أن يجري ضمُّ معظم الكتائب الإسلامية إلى مربع الإرهاب، فيما يدركون أن محاربة تنظيم الدولة والفصائل الأخرى ستصب غالبا في صالح بشار. وحين يعلن الأخير ترحيبه بالضربات الأمريكية عبر المتحدثين باسم حكومته، فمن الطبيعي ألا يؤيدها الناس، فضلا عن جماهير الأمة التي راقبت وتراقب دموية بشار في تعاطيه مع شعبه، وهي لن تصاب بعمى الألوان الغربي الذي لا يرى غير ذبح أعداد من الناس بيد تنظيم الدولة، بينما يتجاهل المئات الذين يقتلهم بشار يوميا بالبراميل المتفجرة.

إنها معركة عبثية تطارد العرَض وتترك المرض، والمرض هو الظلم والعدوان في العراق وسوريا (فلسطين ستبقى عامل تفجير دائم أيضا)، والآن في اليمن الذي سيفجر عدوان الحوثيين فيه عنفا واسع النطاق (بدأ عمليا)، وسيمنح تنظيم «القاعدة» دفعة كبيرة، وسيدفع آخرين سواه إلى حمل السلاح لرد الإهانة والعدوان الحوثي.

بقي القول إن اللافت في الملفات المشار إليها (باستثناء فلسطين) هو حضور إيران التي تمارس العدوان على غالبية الأمة، ولن تعلن الأقلية حربا على الأغلبية ثم تربحها بأي حال، خاصة حين يكون تراث تلك الأغلبية حافل بالبطولة والصمود على مدى التاريخ، وستدرك إيران ذلك؛ وإن متأخرة بعد أن تُستنزف، وتستنزف معها المنطقة ماليا وبشريا.

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

موقع إيراني: إيران هزمت السعودية في اليمن وسوريا والعراق

إيران تبسط نفوذها على اليمن والخليج الخاسر الأكبر

«بؤر الإرهاب» في عيون «بن زايد» و«السيسي»

«كبار العلماء» السعودية تندد بالإرهاب وتحرم الالتحاق بالقاعدة وداعش