التغيير البطيء في المملكة: لماذا سيواجه «بن سلمان» مقاومة لخطته الإصلاحية؟

الثلاثاء 10 مايو 2016 03:05 ص

لا تعد المملكة العربية السعودية وسياستها مكانا سهلا للفهم. ولكن سوء الفهم الغربي فيما يتعلق بالتعديل الوزاري الذي جرى  في نهاية الأسبوع الماضي جدير بالملاحظة بشكل خاص.

كانت رواية العديد من الصحف الصادرة أن وزير النفط الذي خدم لفترة طويلة قد أقيل من قبل الأمير الطموح من أجل انتزاع السيطرة على السياسة النفطية الوطنية في طريقه إلى تنفيذ مشروع إصلاح وطني طموح خاص به.

يكمن سوء الفهم الأول في افتراض وجود مشكلة تتعلق باستبدال وزير النفط، البالغ 80 عاما من العمر والذي خدم لمدة عقود، وكان يبحث بوضوح عن فرصة للتنحي. المسؤولون في المملكة العربية السعودية؛ لا يقدمون خطابات استقالة بل هناك صعوبة في تفسير إزالة بعض المسؤولين وخاصة من المواقع المتقدمة من مواقعهم «بناء على طلبهم».

يعلم الناس الذين استمعوا عن قرب لوزير النفط على مدى السنوات الثلاث الماضية أنه لا يوجد أي فرق بين سياسته وسياسة القصر الملكي. فقد جادل باستمرار ضد فقدان الحصة في السوق في محاولة لدعم الأسعار. وهذا ما يرجح أن يفعله كذلك الوزير الجديد. هذه ليست استراتيجية نائب ولي العهد، حيث تشير كل الدلائل إلى أنها كانت وسوف تظل استراتيجية وطنية.

صحيح أن وزير النفط الجديد يعد أكثر قربا من الأمير ولي ولي العهد، ولكن ينبغي للمرء أن يقرأ توسع سلطته التي تمتد إلى الطاقة والصناعة والموارد المعدنية على أنها إشارة إلى قدرات شاغل الوظيفة الجديد من الناحية التقنية، وليس فقط على أنها دلالة على توسع نفوذ الأمير.

ربما بشكل أساسي، يجب أن نؤكد أن النظر إلى «رؤية 2030» على أنها بالكامل مجرد برنامج طموح لولي ولي العهد هي نظرة مضللة. ليس هناك شكوك كبيرة على أن الأهداف الرئيسية للبرنامج هي أهداف سليمة، وأنه قد اقترحها من قبل المستشارين المصرفيين على مدى عقود. التساؤلات والشكوك في هذا الصدد ليست تساؤلات اقتصادية ولكنها سياسية في المقام الأول.

لقد تم تصميم الاقتصاد في المملكة العربية السعودية بعناية لتلبية الاحتياجات السياسية للحكام. وقد تم بناء التحالفات، وتم الحفاظ على التضامن الاجتماعي، من خلال توزيع ثروات الدولة. تقليديا، كان التغيير الاقتصادي في المملكة بطيئا مع وفرة من الحذر.

ولذلك فإن لدى الأمير ولي ولي العهد ما يدعو للقلق حول المقاومة من مكانين:

أولا: الأسرة المالكة نفسها، وكبار رجال الأعمال ومن معهم من الشركاء، بما لهم من مصالح اقتصادية واسعة في النظام ببنائه الحالي. وعلى ما يبدو أن ما يعرف على أنه كفاءة في نظر البعض ينظر إليه من قبل آخرين ليس فقط على يهدد سبل عيش عشرات المليارديرات، ولكنه ينظر إليه أيضا على أنه نزوة ما من الأمير الشاب والطموح الذي يسعى لتجاوز العشرات من أبناء عمومته الذين كانوا ينتظرون دورهم بصبر.

ثانيا، الشعب ككل ومدى قدرته على استيعاب خفض المستوى الحالي من الدعم وغياب الضرائب. من المرجح أن يصبح تطبيق هذا النظام موجة من ارتفاع الأسعار لا يقابلها زيادة في الدخل من المرجح أنها سوف تولد حالات من الاستياء.

وقد حصل الأمير ولي ولي العهد على بعض الاهتمام الإيجابي، خاصة من الشباب، بوصفه صوتا للتغيير. ولكن في واقع الأمر، فإنه لم يكن قادرا على إنجاز أي شيء واضح منذ صعوده يمكن أن يعطيه مصداقية فورية. وقد استمرت حرب اليمن فترة أطول مما كان أي شخص يتوقع، كما أنها حققت نتائج أقل من المطلوب. ومن الصعب أن نتصور أن يحصل على الكثير من الدعم لخطته في الإنفاق الحكومي على السكان.

أيضا ربما يحاول بعض الأفراد من العائلة المالكة، بدافع الغيرة والمصلحة الذاتية، تقويض نجاحه. وفي حين أن المقترحات الاقتصادية للأمير ولي ولي العهد مثيرة للاهتمام، فإن إدارة هذه السياسة وتنفيذها سوف يولد صراعا حقيقيا.

المصدر | مركز الدراسات الاستراتيجية

  كلمات مفتاحية

رؤية المملكة 2030 الإصلاح الاقتصادي محمد بن سلمان انخفاض أسعار النفط

«خادم الحرمين»: هيكلة الوزارات تنسجم مع «رؤية 2030» وتطلعات المرحلة

«رؤية 2030» السعودية: تغييرات اقتصادية مهّدت لها تحولات سياسية

السعودية تبحث عن حكومة «رشيقة» لتنفيذ «رؤية 2030»

بدء تنفيذ «رؤية 2030» يتصدر اهتمامات الصحف السعودية

«رويترز»: الإيرادات نقطة ضعف خطة إصلاح الاقتصاد السعودي

رئيس الاستخبارات البريطاني السابق: «بن سلمان» قوة دافعة للإصلاح بالمنطقة

من سيخلف الملك «سلمان»؟ الجواب: لا أحد يعلم