«الألعاب الشعبية» تتراجع لحساب «الإلكترونية» عند الصغار في السعودية

الأربعاء 11 مايو 2016 01:05 ص

استهوت الألعاب «الشعبية القديمة» بالسعودية الأطفال والشباب في الماضي لسهولة أدائها وبساطتها، وبثها لروح الحماسة والمنافسة والتسلية والمرح لمؤديها، ولاعتمادها بشكل رئيسي على المهارات والقدرات البدنية، وخفة الحركة والمناورة والدقة والملاحظة، والذكاء والتفكير وسرعة اتخاذ القرار في الوقت المناسب.

ولعلّ أكبر منافس عصري يهدّد الألعاب الشعبية في السعودية والوطن العربي كله هو الألعاب «الإلكترونية»، التي تستأثر كثيرا باهتمام الأطفال، وأصبحت منذ سنوات تلتهم من وقتهم الكثير، على حساب ممارسة الألعاب الجماعية الشعبية، التي تسمح لهم بالتجمع في ساحات الحي ليعيشوا عالمهم الخاص.بحسب جريدة العرب اللندنية اليوم.

فقد أسهمت الألعاب الشعبية القديمة بشكل رئيسي وفاعل في تقوية الروابط الاجتماعية وبث روح الألفة بين أبناء الجيران من الأطفال والشباب، وساعدتهم على تمضية أوقات فراغ مليئة بالأنس والمحبة في السابق، لأنها كانت تمثل التسلية الوحيدة لهم لانعدام أماكن الترفيه في الماضي، كما أسهمت هذه الألعاب في المحافظة على التراث الشعبي من الاندثار بوصفه من الموروثات الشعبية، التي تتوجب المحافظة عليها في الوقت الحالي.

ويقول أحد المهتمين بالألعاب الشعبية القديمة «محمد بن إبراهيم الحواس»: «إن الألعاب الشعبية كانت تمارس في الماضي في الأعياد والعطل الأسبوعية، وغالبا ما تمارس في أوقات المساء».

ويؤكد:أمام اجتياح عالم الألعاب الإلكترونية وألعاب الكمبيوتر البيوت والمحلات بدأت الألعاب الشعبية التي اعتاد أن يمارسها الأطفال في ساحاتهم وحاراتهم في الماضي تتراجع، ولم يبق إلا القليل من الأطفال والبنات الذين يستمتعون بنكهتها الخاصة من جيل اليوم من الأطفال.

عدد الألعاب القديمة يتجاوز الثلاثين لعبة، بعضها مخصص للأولاد وبعضها الآخر للبنات

ويؤكد المهتمون بالتراث الشعبي في السعودية: «أن التكنولوجيا ثورة من حيث الشكل وليس المضمون، فهي من الممكن أن تنقل أسلوبا حديثا للتراث الشعبي، ولكنها لا تغيّر منه، مؤكدا أن مهما يحدث من تطور هائل في التكنولوجيا وتقديم ألعاب جديدة تتمحور حول المؤثرات السمعية والبصرية، فإن هذه الألعاب لن تضاهي في متعتها حميمية صراخ الأطفال وتراكضهم في ساحات الحي والحارات».

و يجمع الخبراء في علم الاجتماع على أن «أول مظهر سلبي للألعاب الإلكترونية يتجلى في الفردانية والعزلة، وهي مسألة خطيرة، على عكس الألعاب الشعبية التي تعلم الطفل أن هناك دائما أحدا آخر، لديه حقوق وعليه واجبات، كما تعلّمه النظر إلى الأمور من عدة زوايا.. فما قد يعتبره هو تعدّيا عليه مثلا، قد يراه الآخر مجرّد مزاح، فيبدأ الطفل في تعديد زوايا نظره للحياة».

ويؤكد هؤلاء أن الألعاب الشعبية فيها الكثير من الحوار والكلام والصراخ. والصراخ مهم جدا للأطفال، فيخرج الطفل الكثير من الأشياء التــي تعتـمل داخله، والطفـل المدمن على التلفزيون والألعـاب الإلكترونية يفاجئ والديه من حين إلى آخر بصرخة.

فيما يؤكد علماء آخرون أن الألعاب الإلكترونية تلقّن وتحقن الطفل بما تحتويه، تاركة ذلك يعتمل في نفسيته، بينما الألعاب الشعبية تبني الشخصية، وهذا هو الفرق الجوهري. فالطفل في الألعاب الشعبية يوضع في مواقف ويأخذ قرارات ويتعلم الاندماج، فيتشرّب المرونة والذكاء والتحكم في أعصابه، وبذلك يبني مواقفه انطلاقا ممّا تعلمه من الاحتكاك بأقرانه.

وتشير دراسات عديدة إلى إن الألعاب الشعبية تمنحنا طفلا اجتماعيا بطبعه، كون غالبية هذه الألعاب يمارسها أكثر من شخصين، كما أن الطفل يتعود على المنافسة المباشرة مع أقرانه على عكس الألعاب الإلكترونية التي تعود الطفل على الوحدة والانطواء.

بحسب موقع الغد العُماني الذي بيّن أن الألعاب الشعبية تتراجع في عُمان أيضاً، وكذلك أكدت جريدة الحياة اللندنية خلال العام الماضي تراجع هذه النوعية من الألعاب لحساب نظيرتها الإلكترونية.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الألعاب الشعبية الألعاب الإلكترونية السعودية التشاركية الانعزالية والانطواء الضرر الصحي

السعودية تمنع «أصحاب القزع» من المشاركة فى كل الألعاب الرياضية

«التجارة السعودية»: 5 آلاف ريال مكافأة الإبلاغ عن مستودعات الألعاب النارية

​​«نظرية الألعاب» وتطبيقاتها في الحرب على ​​«داعش»

السعودية تعلن عدم مشاركة لاعباتها في الألعاب الآسيوية لأنهن لسن على مستوى المنافسة

ستاديا.. غوغل تعيد تشكيل سوق ألعاب الفيديو

رغم الانتقادات.. السعودية تصعد كلاعب رئيسي بمجال الألعاب الإلكترونية