كبير مراجع قم الإيرانية: يجب تشويه صورة السعودية قبل موعد الحج

السبت 14 مايو 2016 06:05 ص

هاجم كبير مراجع الشيعة الإيرانيين في قم، «ناصر مكارم شيرازي»، السعودية، مطالبا بسحب إدارة شؤون الحج من يد المملكة من خلال «تشويه» صورتها بين الدول الإسلامية.

 وقال «شيرازي»، إن «هدف عرقلة السعودية لترتيبات حج الإيرانيين هذا العام هو إذلالهم وإهانتهم عبر المعوقات التي وضعتها السعودية أمام الحجاج الإيرانيين»، وفقا لموقع »جهان نيوز».

وزعم أن «السعودية تعتبر الحرمين ملكا خاصا لها وتريد أن تثأر من الإيرانيين في الحج بسبب فشلها في اليمن والعراق وسوريا».

 وتابع: «لأن أداء الحج هذا العام يحمل ثارات سياسية فلن يرضى الله ولا عباده.. لهذا يجب أن ننسى فكرة الحج لهذا العام لأننا نريد أن نؤديه كما نبتغي وليس كما يفرض علينا».

وقال: «في الوقت الذي فيه كلمة إيران هي القول الفصل بالمنطقة فلا يوجد أي مبرر لنحني رؤوسنا أمام أعدائنا».

 وأردف: «وإن وافقت السعودية على ترتيبات الحج للإيرانيين فبكل تأكيد هناك أحداث غير جيدة بانتظارنا، لأن السعوديين رتبوا الأمور بالشكل الذي لا يمكن بسهولة إدارة شؤوننا في الحج».

 وبين أنه «يجب أن تكون لدينا آليات للضغط  والتأثير، لأنه في حال فقدان نفوذنا الإسلامي سيعتبر السعوديين أنفسهم ملاك وأصحاب الحرمين، لهذا يجب أن نضع مشروعا يهدف إلى وضع إدارة الحرمين بيد لجنة مشتركة، ويجب أن نؤكد ونروج على أن السعوديين لا يستطيعون إدارة وتنظيم شؤون الحج بصورة جيدة».

واتهم الخارجية الإيرانية بالفشل في موضوع ملف الحج، وطالبها بأن تكثف نشاطها الدبلوماسي مع الدول الإسلامية حتى تأخذ هذه الدول مسألة إدارة الحج على محمل الجد.

 ودعا «شيرازي»، إلى ربط مسألة الإرهاب في العالم بالسعودية، قائلا: «يجب أن نثبت للدول بأن تنظيم داعش والتكفيريين خرجوا من السعودية، وفي هذا السياق فإن الدول الغربية أدركت أن نشأة داعش كانت من السعودية».

  واستنكرت دول «مجلس التعاون الخليجي» المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس فريضة الحج، واستغلالها للإساءة إلى السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن الأمين العام للمجلس، «عبداللطيف بن راشد الزياني»، قوله أمس، إن «دول المجلس تستنكر موقف الجمهورية الإيرانية الإسلامية الرامي إلى تسييس فريضة الحج من خلال وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق نهائي ينظم قيام الحجاج الإيرانيين بأداء فريضة الحج للموسم القادم».

وأضاف: «دول مجلس التعاون تدعو المسؤولين الإيرانيين إلى أن يدركوا أن فريضة الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين، ولا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول».

وبين أن دول الخليج «تطالب الجهات المختصة في إيران بالتعاون مع الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية المسؤولة عن تنظيم موسم الحج، حتى يتاح للحجاج الإيرانيين أداء فريضتهم باطمئنان وسلام مع أشقائهم من مسلمي العالم».

وأمس الأول الخميس، أعلنت إيران مقاطعتها لشعيرة الحج لهذا العام، مبررة موقفها برفض السعودية تلبية شروطها بشأن مواطنيها الحجاج.

وقال وزير الثقافة الإيراني، «علي جنتي»: «الظروف غير مهيأة ليؤدي الإيرانيون الحج إلى مكة المكرمة في نهاية الصيف»، متهما، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الجانب السعودي بتجاهل 20 مقترحا و4 خطوط حمراء كانت طهران قد تقدمت بها في وقت سابق تتعلق بحج الإيرانيين.

والخطوط الحمراء الأربعة، بحسب رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني «سعيد أوحدي» تدور حول الاستفادة من أسطول الملاحة الجوية الإيرانية، وطريقة إصدار تأشيرات الزيارة، والاستفادة من الخدمات القنصلية، والحفاظ على كرامة وأمن الحاج الإيرانيين، بحد قوله.

وقال «جنتي» إن «رئيس منظمة الحج عقد 4 جلسات مع وزير الحج السعودي (في أبريل/نيسان الماضي) ولم توافق الرياض على مقترحاتنا بشأن التأشيرة والنقل الجوي وتوفير أمن الحجاج».

وأضاف أن «المسؤولين السعوديين لم يعدوا بمنح التأشيرة للحجاج الإيرانيين ورأوا أنه على الحجاج الإيرانيين التوجه إلى بلد ثالث للحصول على التأشيرة ما يشير إلى عدم توفر الظروف لأداء مناسك الحج».

من جانبها، نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية، منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم.

وقالت الوزارة، في بيان، إنها «لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج».

وشددت على أن «السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم، ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية».

وأوضحت  أن طهران أصرت على تلبية مطالب من بينها «تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل (أحد الأدعية يرددها الحجاج الإيرانيين بشكل جماعي) ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي».

واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً تحذيرا لحجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها «البراءة من المشركين».

وإعلان «البراءة من المشركين» هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، «الخميني»، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل «الموت لأمريكا»و«الموت لإسرائيل»؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

و«إعلان البراءة من المشركين» عند «الخميني» واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونه «لا يكون الحج صحيحاً».

وتدهورت العلاقات بين الرياض وطهران في سبتمبر/أيلول 2015، بعد حادثة تدافع الحجاج في منطقة منى، والتي راح ضحيتها المئات من الحجاج، وبينهم عدد كبير من الإيرانيين.

وآنذاك، اعتبرت طهران أن الرياض «غير مؤهلة» لإدارة الحج.

ولاحقا، شهدت العلاقات بين البلدين أزمة أخرى حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي، «نمر باقر النمر»، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية»، يوم 2 يناير/كانون الثاني الماضي.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الحج إيران مرجع شيعي تشويه صورة السعودية العلاقات السعودية الإيرانية

دول الخليج تستنكر المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس الحج

إيران تقاطع الحج هذا العام .. وخبراء سعوديون: تسعى لتشويه صورة المملكة

إيران: قدمنا للسعودية 20 مقترحاً و«4 خطوط حمراء» حول موسم الحج المقبل

طهران تطالب السعودية بعدم التقاعس في تسهيل شؤون الحجاج الإيرانيين

«علي أكبر ولايتي» يدعو لحماية كرامة الحجاج الإيرانيين

السودان ينتقد محاولات إيران تسييس الحج ويؤكد تضامنه مع السعودية

السعودية تجدد رفضها المحاولات الإيرانية لتسييس الحج

مفتي السعودية: إيران «نبتة نجسة» وتعاملها مع الحج «سيئ» منذ 30 عاما