أكدت المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، خلال جلسة لمجلس الوزراء برئاسة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، رفضها للمحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل لمنع قدوم الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى السعودية.
وقال مجلس الوزراء السعودي، إن المملكة ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من جميع الجنسيات ولم تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة.
وأكد المجلس استمرار السعودية في سياستها التي تقوم على تحقيق الأمن والسلم الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية واحترام حقوق الإنسان.
وجدد ما عبرت عنه المملكة في جلسة المناقشة الرفيعة المستوى لـ«الأمم المتحدة» بعنوان «الأمن والسلم الدوليين في عالم من المخاطر: التزام جديد نحو السلام»، من أن المملكة لن تألو جهدا بالعمل الجماعي مع المنظمات الدولية والدول الأعضاء التي تؤمن بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق كل ما فيه خير للبشرية، منوها إلى أنها سوف تستمر في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية والدعم الإنساني والاجتماعي والاعتدال والحرص على العدالة.
وكان رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني «سعيد أوحدي» قد أعلن، الخميس الماضي، أن بلاده تسعى لأداء مناسك الحج لكن مع الحفاظ على عزة وكرامة الحجاج.
وأضاف «أوحدي»، خلال لقاء مع وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي «علي جنتي»، أن حجاج بيت الله لديهم حقوقهم، ومن هذه الحقوق، استخدام الشركات الجوية الإيرانية للتوجه إلى جدة، لكن السعوديين يرفضون توجههم عن طريق الطائرات الإيرانية.
وأكد أن مصير الحصول على التأشيرة ما يزال غامضا، كما لم يتم التوقيع على اتفاقية لإسكان الحجاج وتقديم الخدمات الغذائية والطبية، ولم يسمح للفريق الطبي الإيراني بالمشاركة في المفاوضات بالسعودية.
وقال رئيس مؤسسة الحج والزيارة: «إن السعوديين وضعوا شروطا صعبة، لكننا واجهناهم ووضعنا 4 شروط، ومن حق حجاجنا أن يتوجهوا إلى السعودية لأداء مناسك الحج بعزة، الحاج الإيراني لا يذهب إلى الحج بذل وهوان».
وأشار «أوحدي» إلى مقتل أكثر من 7 آلاف حاج من دول العالم المختلفة العام الماضي، قائلا: «لذا فإن الحجاج يريدون التأكد من توفر الإجراءات الأمنية قبل التوجه إلى السعودية، لكن موقف السعودية كان استعلائيا مع إيران».
من جهته، صرح وزير الثقافة الإيراني بأن الظروف غير مهيأة وفات الأوان الآن ليؤدي الإيرانيون الحج في مكة المكرمة في نهاية الصيف، متهما السعوديين بـ«التخريب».
وكانت إيران قدمت 20 مقترحا و4 خطوط حمراء تتعلق بحج الإيرانيين، لم ترد عليها الرياض.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أن الحجاج الإيرانيين ما يزالون محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في المملكة، سواء للحج أم العمرة.
وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد يوم واحد من قيام محتجين إيرانيين باقتحام وإضرام النار في مقر السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد تعبيرا منهم عن غضبهم من إعدام السعودية رجل الدين «نمر باقر النمر».