بعد رضوخها.. «الحج والعمرة» السعودية: لا تنازلات لإيران

الأربعاء 25 مايو 2016 11:05 ص

كشفت مصادر بوزارة الحج والعمرة السعودية أن الوزارة لم ولن تقدم أي تنازلات للإيرانيين فيما يخص ترتيبات الحج والعمرة، التي تطبقها المملكة على كل بعثات الحج القادمة لأداء الفريضة من خارج المملكة وذلك حفاظا على أمن وسلامة الحجاج.

وأشارت المصادر، في تصريحات خاصة لصحيفة الوطن السعودية نشرتها الأربعاء، إلى أن الاجتماع المزمع عقده في وقت لاحق اليوم مع بعثة الحج الإيرانية (التي تراجعت وقبلت القدوم إلى المملكة) يأتي لمناقشة تلك الترتيبات مع وزير الحج والعمرة، والتوقيع النهائي على محضر الحج.

وأكدت المصادر أن الإيرانيين رفضوا مسبقا التوقيع على محضر ترتيبات الحج الذي يناقش آلية قدوم وسكن وتنقلات الحجاج منذ إصدار تأشيراتهم وحتى عودتهم إلى بلدهم، ومتابعة سكنهم وتنقلاتهم، وسط ضوابط وشروط صارمة فيما يتعلق بسلامة وأمن الحجاج، وتحييد شعيرة الحج عن أي شعارات سياسية أو مذهبية.

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية، أوضحت سابقا أن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية «سعيد أوحدي» رفض التوقيع على محضر ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج الإيرانيين لمناسك الحج لهذا العام، معللا ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران.

كما أبدى إصرارا شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في منح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، إضافة إلى إعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، ما يعد مخالفة للمعمول به دوليا.

وذكرت الوزارة، في بيانها، أن المسؤول الإيراني أصر على ضرورة تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة مراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.

يذكر أن «سعيد أوحدي» ذكر في تصريحات نقلتها وكالة فارس أن إيران قدمت للسعودية 4 مقترحات حول موسم الحج المقبل بهدف الحفاظ على أمن الحجاج الإيرانيين لكن الرياض لم ترد بعد على هذه المقترحات، والتي تمثلت في الاستفادة من أسطول الملاحة الجوية الإيرانية ومن الخدمات القنصلية وطريقة إصدار تأشيرات الزيارة وربطت بعثة الحج الإيرانية مشاركة الإيرانيين في أداء فريضة الحج لهذا العام بموافقة السعودية على المقترحات الأربعة.

ويجتمع وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن الأربعاء برئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق له لاستكمال التوقيع على محضر ترتيبات قدوم الحجاج الإيرانيين لهذا العام وذلك بقاعة الاجتماعات بمقر الوزارة بجدة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال «سعيد أوحدي»، إن وفدا إيرانيا يتوجه إلى السعودية لإجراء الجولة الثانية من المحادثات حول الحج وذلك بدعوة رسمية من وزير الحج السعودي الجديد.

وأضاف «أوحدي» في حوار مع وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أن الوفد يضم ستة أعضاء، معربا عن أمله في أن تؤدي التغييرات الأخيرة في وزارة الحج السعودية إلى حل مشكلة إيفاد الحجاج الإيرانيين إلى الموسم القادم للحج إذا ما تم القبول بالاقتراحات الإيرانية في هذا المجال.

وقال: «رغم أن إصدار التأشيرات في إيران هو خطوة إيجابية بحد ذاتها لكن هناك 11 موضوعا آخر تم إبلاغ وزارة الحج السعودية بها وينبغي إدراجها على نص المذكرة».

من جهتها، نفت سفارة المملكة العربية السعودية في تركيا، «مزاعم إيران في منع مواطنيها من أداء مناسك الحج» للعام المقبل.

جاء ذلك في بيان صادر، عن السفارة السعودية لدى أنقرة، الإثنين، ردًا على ما تناقلته وسائل اعلام حول «مزاعم إيران» في هذا الصدد.

وأوضح البيان أن «المملكة لا تنطلق في تنظيمها لأمور الحج والعمرة، لرعاية أمن وسلامة الحجيج، من خلال منظور سياسي بل من مفاهيم دينية بحتة تحتمها عليها المسؤولية الإسلامية، وواجباتها الملقاة على عاتقها تجاه ضيوف بيت الله الحرام بوصفها حاضنة للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة على أراضيها».

ولفت إلى أن «كل متتبع بعين العدل والإنصاف لنهج المملكة، قيادةً وحكومةً وشعبًا، سيلمس حتما تأكيدها بأنها لم ولن تمنع مطلقًا أي حاج من أداء شعيرته، بل ترحب دائما وتتشرف بخدمة كافة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزائرين للأراضي المقدسة من مختلف بقاع العالم، ومن مختلف الجنسيات والانتماءات المذهبية، طالما كان ذلك وفق الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظًمة لشئون الحج المعروفة والمتوافق عليها من جميع الدول».

ونفت وزارة الحج والعمرة السعودية، في وقت سابق، منعها الإيرانيين من أداء الشعائر الدينية على أراضيها، وأكدت أن «طهران هي من تمنع مواطنيها، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم».

وقالت الوزارة في بيان لها، إنها «لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج».

وأضافت، أن طهران «تصر إصرارا شديدا على تلبية مطالبها ومن بينها أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة أدعية ومراسم يطلقون عليها، البراءة من المشركين، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي».

ونوهت الوزارة إلى أنه «فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الالكتروني الموحد لحجاج الخارج».

واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم «البراءة من المشركين».

وإعلان «البراءة من المشركين» هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، «روح الله الخميني»، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل»؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

ويعتبر هذا الإعلان عند «الخميني» واجب «عبادي سياسي»، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونه «لا يكون الحج صحيحاً».

وطلب «الخميني» من الحجاج، الإيرانيين وغيرهم المشاركة فيه، و«إطلاق صرخة البراءة من المشركين، والملحدين في جوار بيت التوحيد».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة «مشهد» شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر»، مع 46 مدانا بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

 

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الحج

السعودية تجدد رفضها المحاولات الإيرانية لتسييس الحج

دول الخليج تستنكر المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس الحج

طهران تطالب السعودية بعدم التقاعس في تسهيل شؤون الحجاج الإيرانيين

تقارير: السعودية تشترط منع مسيرات الحجاج الإيرانيين لإصدار التأشيرات

«الجبير»: الحجاج الإيرانيون محل ترحيب رغم قطع العلاقات

السعودية: انفراج مبدئي لأزمة الحجاج الإيرانيين

غياب وفد إيران عن توقيع اتفاق الحج بدون أسباب

«الوفد الإيراني» يغادر السعودية دون التوقيع على محضر ترتيبات الحج

الحزم السعودي والتراجع الإيراني

ميليشيا شيعية عراقية: مكة «محتلة» و«آل سعود» غاصبون لبيت الله

طهران: إذا لم يتم الإيرانيون الحج فالسعودية تتحمل وزر «الصد عن سبيل الله»

التمسك بطقوس شيعية يقف وراء امتناع وفد إيران التوقيع على ترتيبات الحج