قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، «علي جنتي»، إن السعودية تصر على منح تأشيرات موسم الحج المقبل للمواطنين الإيرانيين في بلد ثالث، فيما أفادت صحف إيرانية أن الرياض اشترطت منع قيام الحجاج الإيرانيين بأي مسيرة أو مظاهرة خلال موسم الحج المقبل، لإصدار التأشيرات لهم.
ونقلت وكالة «فارس»، الإيرانية عن «جنتي»، قوله في اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة الإيرانية، إن السلطات السعودية امتنعت في الأشهر الماضية عن إصدار تأشيرات لمسؤولين بمنظمة الحج والزيارة الإيرانيين الذين كانوا يريدون التوجه إلى السعودية بهدف إجراء مفاوضات، ولأول مرة تم إصدار التأشيرات في بلد ثالث.
ولفت إلى أن الجانب السعودي تعامل بشكل سلبي مع مسؤولي منظمة الحج والزيارة الإيرانيين، فيما أعلن الجانب الإيراني أن سويسرا بصفتها راعية للمصالح الإيرانية والسعودية لكلا البلدين، بإمكانها إصدار تأشيرات للحجاج الإيرانيين، إلا أن السعوديين يصرون على إصدارها في بلد ثالث، وأن هذا الموضوع من المتعذر تحقيقه بأي شكل من الأشكال.
وبين وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، أنه وبالرغم من إهدار 4 شهور من الوقت، للتنسيق وإبرام بعض العقود في السعودية، إلا أن الجهود متواصلة للمشاركة بموسم الحج المقبل، مشيرا أن عدد الحجاج الإيرانيين يبلغ أكثر من 60 ألف مواطن.
من جهتها قالت صحف محلية إيرانية، إن الرياض اشترط منع قيام الحجاج الإيرانيين بأي مسيرة أو مظاهرة خلال موسم الحج القادم، لإصدار التأشيرات لهم، بحسب صحيفة «القدس العربي».
وقبل أيام، أبلغ وزير الحج السعودي، «بندر حجار»، وفدا إيرانيا بأن أنظمة المملكة تمنع تنظيم المسيرات أو التجمعات في الأماكن العامة خلال الحج بوجه عام، أو حتى رفع الصوت أثناء الدعاء بوجه خاص؛ تجنباً لإزعاج الحجاج والمعتمرين.
وقال المتحدث الرسمي والمستشار لدى وزارة الحج السعودية، «حاتم قاضي»، إن «حجار» التقى، وفدا إيرانيا برئاسة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، «سعيد كاظم أوحدي»، في جدة لبحث ترتيبات حج هذا العام.
وأوضح «قاضي» أن الوزير السعودي طالب الوفد الإيراني بالحرص على إصدار موافقة من «وزارة الثقافة والإعلام» السعودية، في حال وجود مطبوعات أو مجلات خاصة بالبعثة تتعلق بأداء المناسك، محذرا من تطبيق عقوبات في حال مخالفة الأنظمة الرسمية.
وشدد وزير الحج السعودي، وفقاً للمتحدث الرسمي، خلال لقائه مع وفد مكتب حجاج إيران على الاهتمام ببرامج «وزارة الحج» الخاصة بتوعية الحجاج قبل قدومهم إلى الأراضي المقدسة، والالتزام ببرامج التفويج؛ حرصاً على سلامة الحجاج.
وأكد أن السعودية ترحب بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار القادمين من جميع دول العالم، بمن فيهم الحجاج والمعتمرون الإيرانيون.
وهذا أول لقاء رسمي يجمع مسؤولين من البلدين منذ إعلان الرياض قطع علاقاتها مع طهران في يناير/كانون الثاني الماضي، إثر حادث اقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد على خلفية قيام السلطات السعودية بإعدام الداعية الشيعي «نمر النمر» .
يذكر أن مواجهات دامية تمت بين حجاج إيرانيين والسلطات السعودية أثناء موسميّ حج سابقين. فخلال موسم الحج عام 1987 قتل أكثر من 400 حاج بينهم 275 إيرانيا. وتوترت العلاقات بين البلدين اثر هذه الحادثة ومنع الايرانيون من الحج حتى عام 1991.