كشف رئيس الشؤون الدينية التركي «محمد غورميز»، عن قيام تركيا بوساطة بين طهران والرياض، بطلب من إيران، للسماح للمواطنين الإيرانيين بالقيام بمشاعر الحج هذا العام، بعد تفجر الأزمة بين البلدين وإغلاق السفارة السعودية في إيران.
وقال «غورميز» في لقاء تلفزيوني أجرته معه إحدى القنوات التركية، أن وزارة الحج الإيرانية، قد أرسلت هيئة تطلب من تركيا التوسط في هذا الشأن.
وأضاف: «اعتنيت بالموضوع لأنه لم يبق سوى مكان واحد نتوحد فيه، بكافة ألواننا وأعراقنا وأفكارنا وأطيافنا، وهو الطواف حول بيت الله الحرام، وإن فقدنا ذلك فسيكون للأمر انعكاسات خطيرة على الأجيال القادمة».
وذكر «غورميز» أنه قام بإيصال الطلب إلى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قائلا: «إن في القضية أبعادا تتعداني شخصيا».
وأشار «غورميز» إلى أن تركيا قامت بالتواصل مع وزير الحج السعودي، وأعربت له عن قناعتها بأنه لا يجب الخلط ما بين السياسة والعبادة، وطلبت تمكين الحجاج الإيرانيين من الحصول على تأشيرات الدخول للحج من سفارة بلادهم في دبي، مشيرا إلى سعادته بالتجاوب والقبول السعودي.
في غضون ذلك، كشف رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية «سعيد أوحدي»، اليوم السبت، عن اتفاق أولي مع الجانب السعودي بشأن أداء الإيرانيين لفريضة الحج هذا العام.
وأشار إلى أن الاجتماع الأول من المباحثات استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة تطرق فيه الجانبان إلى مواضيع عدة.
وقال «أوحدي» في تصريح لموقع منظمة الحج الإيرانية، إن وزير الحج السعودي «بندر حجار» وعد الوفد الإيراني بالسماح للإيرانيين بأداء فريضة هذا الحج، مشيرا إلى أن الترتيبات الفنية سيتم الانتهاء منها يوم غد الأحد.
وأوضح رئيس منظمة الحج أنه لم يتم بعد الاتفاق على الآلية التي سيحصل عليها الحجاج الإيرانيون من تأشيرات الدخول وكذلك خطوط الطيران التي ستصل إلى المملكة لنقل الحجاج، مبينا أنه تم التطرق إلى موضوع حادثة منى وسقوط الرافعة والاعتداء على اثنين من الإيرانيين في مطار جدة العام الماضي.
وعن النسبة المخصصة للحجاج الإيرانيين، قال «أوحدي» إنه لم يتغير شيء كما في العام الماضي فإن حصة إيران هي 64 ألف حاج.
وفي سياق متصل، قال الصحفي الإيراني «محمد محسن نجات» الذي يرافق الوفد في صفحته على «تويتر»، إن السعودية اشترطت خلال الاجتماع الأول أخذ تعهدات مكتوبة من الوفد الإيراني بضرورة التزام الإيرانيين بتعليمات المملكة من بينها منع إقامة النشاطات التي لها دوافع سياسية.
وأوضح «نجات» أن الوزير السعودي طالب الوفد الإيراني بمنع توزيع مجلات ومطبوعات خاصة ببعثة الحج الإيرانية إلا بعد الحصول على موافقات من وزارة الثقافة والإعلام السعودية، محذرا من تطبيق عقوبات في حال مخالفة الأنظمة الرسمية.
يعد هذا أول لقاء رسمي يجمع مسؤولين من البلدين، منذ أن أعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3 من يناير/كانون الثاني، بعد يوم واحد من قيام محتجين إيرانيين باقتحام وإضرام النار في مقر السفارة السعودية بطهران وقنصليتها في مشهد، للتعبير عن غضبهم من إعدام السعودية رجل الدين السعودي الشيعي «نمر باقر النمر» ضمن 47 آخرين أدينوا بالإرهاب.
