طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «حسين جابري أنصاري»، أمس الاثنين، السلطات السعودية بأداء واجبها الطبيعي كدولة مضيفة للحج.

وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أن «أنصاري» لفت إلى عدم تعاون الجانب السعودي كما ينبغي وتقاعسه في تسهيل شؤون الحجاج الإيرانيين وإصدار تأشيرات الدخول لهم.

وأشار «أنصاري» إلى أن بلاده ليس لها أي مطلب استثنائي وخاص سوى قيام الرياض بواجبها الطبيعي والبديهي كدولة مضيفة لمناسك الحج.

وأكد أنه لو استمرت السعودية في سياستها الخاطئة، بحسب وصفه، فإنها ستكون المسؤولة عن الوقوف في طريق الحجاج الإيرانيين، مشيرا إلى أن بلاده ستضيف الملف إلى مجموعة الملفات الأخرى للسعودية في مجال الانتهاك الصارخ للقوانين الدولية والقوانين المتعلقة بشؤون الحج، بحسب قوله.

وفي وقت سابق، شدد رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام «علي أكبر ولايتي»، على ضرورة حماية كرامة الحجاج الإيرانيين، مؤكدا أن الواجب القانوني للحكومة السعودية يحتم عليها ضمان سلامة وأمن الحجاج ليتمكنوا من أداء مناسك الحج باطمئنان وعدم تكرار فاجعة منى.

وكشف رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية «سعيد أوحدي»، منتصف أبريل/نيسان الماضي، عن اتفاق أولي مع الجانب السعودي بشأن أداء الإيرانيين لفريضة الحج هذا العام.

وأشار إلى أن الاجتماع الأول من المباحثات استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة تطرق فيه الجانبان إلى مواضيع عدة.

وقال «أوحدي» إن وزير الحج السعودي «بندر حجار» وعد الوفد الإيراني بالسماح للإيرانيين بأداء فريضة هذا الحج، موضحا أنه لم يتم بعد الاتفاق على الآلية التي سيحصل عليها الحجاج الإيرانيون من تأشيرات الدخول وكذلك خطوط الطيران التي ستصل إلى المملكة لنقل الحجاج، مبينا أنه تم التطرق إلى موضوع حادثة منى وسقوط الرافعة والاعتداء على اثنين من الإيرانيين في مطار جدة العام الماضي.

وعن النسبة المخصصة للحجاج الإيرانيين، قال «أوحدي» إنه لم يتغير شيء كما في العام الماضي فإن حصة إيران هي 64 ألف حاج.

واشترطت المملكة العربية السعودية أخذ تعهدات مكتوبة من الوفد الإيراني بضرورة التزام الإيرانيين بتعليمات المملكة من بينها منع إقامة النشاطات التي لها دوافع سياسية.

يذكر أن الرياض قطعت في يناير/كانون الثاني الماضي علاقاتها مع إيران ردا على تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجوم من متظاهرين أغضبهم إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».

ووقتها أكدت أن الأزمة لا تشمل الحجاج أو المعتمرين الإيرانيين.

من جهة أخرى، صرح عضو كتلة الحج والزيارة في مجلس النواب الإيراني «ناصر سوداني»، في نهاية أبريل/نيسان الماضي بأنه يستبعد أن تستطيع المملكة العربية السعودية إقامة موسم الحج المقبل دون أي حادث، في حال حضور الإيرانيين بشكل مؤثر.

وأكد أنه يجب على الحكومة الإيرانية أن تجري مباحثات دبلوماسية مع باقي الدول الإسلامية لتشكيل ما وصفها «اللجنة الاستراتيجية لإدارة الحج» بدلا من المملكة العربية السعودية.

واعتبر عضو كتلة الحج والزيارة في مجلس النواب الإيراني فريضة الحج بأنها تتعلق بجميع مسلمي العالم، ولهذا السبب يجب أن يتم إدارة موسم الحج من قبل المسلمين أنفسهم.

وطالب وزارة الخارجية الإيرانية بمتابعة هذا الملف، مشددا على ضرورة انتزاع إدارة موسم الحج من أيادي السعوديين.