شن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني «علاء الدين بروجردي»، اليوم الأربعاء، هجوما عنيفا على السعودية زاعما أنها غير جديرة بإدارة الحج باعتباره «أكبر تجمع إسلامي».
وقال «بروجردي» ردا على سؤال بشأن قرار إيران عدم إيفاد الحجاج خلال العام الجاري، إن سبب القرار هو أن «السعودية رفضت تقديم ضمانات بالحفاظ على أرواح الحجاج الإيرانيين، في حين أن أول مسؤولية للبلد المضيف هي الحفاظ على أمن المسافرين وحياتهم حتى السياح الذين يسافرون إلى الدول الأخرى فإن مسؤولية أمنهم وحياتهم تقع على عاتق البلد المضيف، إلا أن السعودية رفضت أن تتقبل مسؤولية أمن وحياة الحجاج في حين أن الحج الذي يرتبط بأقدس محل وعبادة لدى المسلمين، ونحن لم يكن بإمكاننا أن نغامر ونوفد الحجاج الإيرانيين بدون ضمان أمنهم وحياتهم»، بحد زعمه.
وأضاف «نحن طلبنا من السعودية أن تقوم بأقصى الإجراءات من أجل الحفاظ على أمن الحجاج وحياتهم، لأن آلاف الحجاج توفوا في كارثة منى، والعديد من المواطنين لم يتمكنوا من جلب جثامين أجساد ذويهم، إلا أننا فرضنا على السعودية أن تسلم الجثامين كلها إلى أسرهم، أو أن تدفنهم في السعودية في حال أذنت أسرهم بذلك»، وفقا لما نقلت عنه وكالة فارس.
وواصل «بروجردي» ادعاءاته بالقول «إنه لابد أن أقول إن هذه الحماقة السعودية لم تكن فقط تجاه الحجاج الإيرانيين، لأنه قبل حادثة منى أو بعدها شهدنا وقوع حرائق في منى. وسبب هذه الحرائق يعود الى الذهنية المتحجرة لأشباه العلماء السعوديين الذين يفتون بوجوب إسكان الحجاج على الطريقة القديمة وفي الخيم بدلا من إنشاء بنايات مجهزة وآمنة، وهذا الموضوع تسبب بوقوع عدة حرائق فقد الكثير من الحجاج أرواحهم فيها»، بحد زعمه.
واختتم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالقول «لا بد من القول إن السعودية غير جديرة بإدارة أهم تجمع إسلامي»، بحد وصفه.
تسييس الحج
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من جانب السلطات السعودية على هذه الاتهامات.
لكنها في وقت سابق، جددت رفضها محاولات تسييس الحج من جانب إيران، مؤكدة جاهزيتها لتأمينه ومنع أي مظاهر تخرج عن الشعائر الإيمانية للحج، مؤكدة العمل على معالجة أية أمور تخرج عن النطاق التنظيمي، لغير المسيرة الإيمانية للحج.
كما خصصت السلطات السعودية أكثر من 15 ألف عامل لنظافة وصيانة وتشغيل الحرمين الشريف في مكة المكرمة والمدينة المنورة أثناء موسم الحج هذا العام على مدار الساعة.
وكانت وزارة الحج والعمرة قد توقعت وصول عدد الحجاج من الداخل والخارج هذا العام إلى نحو 1.5 مليون حاج.
ووجه رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، «سعيد أوحدي»، في وقت سابق اتهامات للنظام السعودي قائلا إنه لم يعوض أسر ضحايا حادث منى.
واتهم السعودية بأنها «لم تؤد مسؤوليتها الشرعية في دفع الدية إلى أسر شهداء كارثة منى في جميع بلدان الضحايا وبدلا من إقرارها بالتقصير في وقوع الحادثتين (حادثا منى وسقوط الرافعة) وتعلن بصدق تحملها المسؤولية في وقوعهما تمارس حملات دعائية وادعت أنها دفعت الدية لاسر شهداء حادثة المسجد الحرام إلا ان هذا الادعاء غير صحيح ولم تدفع ريالا واحدا لأسر نحو 6 آلاف شهيدا».
وشهدت المملكة الحج الماضي حادثة تدافع منى والتي راح ضحيتها نحو 769 حاجا -حسب البيانات الرسمية- بينهم 465 إيرانيا -وفق ما أعلنت طهران، في 24 سبتمبر/أيلول 2015 خلال مراسم رمي الجمرات بسبب شدة الازدحام الناجم عن التدافع بين الحجاج.