زعمت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن السعودية تمارس ضغوطا على الكويت والإمارات لمعادة طهران، لافتة إلى وجود خلاف بين «محمد بن زايد»، ولي عهد أبو ظبي، وولي عهد دبي، «محمد بن راشد»، حول الاستجابة للضغوط السعودية في هذا الصدد.
وقالت الوكالة في تقرير لها إن «بعض الدول العربية في الخليج الفارسي (تسمية تطلقها إيران على الخليج العربي) تبادر إلى إلحاق الأذى بإيران في هذه الأيام، والأمر لم يعد حكرا على السعودية، ومن هذه الدول الإمارات والكويت والبحرين».
وأضافت: «هم يطلقون التصريحات المعادية لإيران بين الفينة والأخرى، ويستدعون السفراء الإيرانيين لديهم، ويبدو أن المستهدف ليست إيران فقط بل كل شيعي، وكل من ينتسب إليهم يصبح مستهدفا».
ونقلت «فارس» عن مصدر قالت إنه مقرب من «الطبرسي»، وهو أحد العلماء الشيعة المقيمين في الكويت، إن «المسؤولين الكويتيين ليسوا راضين عن هذه الأوضاع، ولا يريدون إيذاء الشيعة، لكن المد السلفي والوهابي، وبضغط من السعودية، يستهدف الكويتيين الشيعة بتفجيرات وهجمات بفعل تصاعد العداء السعودي لإيران».
وأضاف المصدر، الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، أن «المسؤولين الكويتيين قالوا للشيعة إن عليهم أخذ احتياطاتهم في مواجهة الوهابيين».
وتابع: «الكويتيين لا يبحثون عن توتر مع إيران أبدا، وكل خطوة كويتية معادية لإيران هي بفعل ضغط السعوديين، الذين ينشطون بقوة ضد إيران، ويضغطون على الحكومة الكويتية».
وكالة «فارس» نقلت أيضا عن مصدر دبلوماسي ايراني إن «كل الدول العربية في الخليج الفارسي (الخليج العربي) تعاني من ضغط السعودية؛ فالبحرين تحولت إلى محافظة تابعة للسعودية، لكن الكويت ليست كذلك؛ حيث يحاول مسؤولوها عدم إغضاب الإيرانيين، والحفاظ على علاقاتهم مع السعوديين في نفس الوقت؛ ولذلك يقومون في بعض الأوقات بخطوات لا تعجب الإيرانيين، لكنها لا تعجبهم أيضا».
وفيما يتعلق بأداء الإماراتيين، قال الدبلوماسي ذاته، الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، إن «الإمارت تعمل، أيضا، بتأثير من السعودية، لكنها تختلف بشدة مع السعوديين في بعض الأحيان؛ فمحمد بن زايد آل نهيان (ولي عهد أبو ظبي) يسعى لكسب الرضا السعودي، لكي يصبح أميرا على (حاكما لـ) الإمارات كلها، وهو على خلاف مع أولي عهد دبي، محمد بن راشد».
وفي السياق ذاته، قال مصدر إماراتي مطلع (لم تكشف فارس عن هويته) إن «محمد بن راشد لديه مشاعر ودية قوية تجاه إيران؛ فهو درس في مدينة شيراز الإيرانية، ويعلم بطبائع الإيرانيين، ويحبهم، ويرغب في الحفاظ على علاقات دبي وإيران بقوة؛ ولذلك أصبح هناك خلاف بينه وبين ولي عهد ابوظبي، ووزير الخارجية عبدالله بن زايد».