دبلوماسي إيراني: دوافع طائفية وراء الهجوم على السفارة السعودية بطهران

الأربعاء 18 مايو 2016 08:05 ص

أعاد مسؤولون إيرانيون فتح ملف الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد مطلع العام الحالي، وذلك بعد أيام من إعلان طهران مقاطعة مناسك الحج لهذا العام من جانب واحد.

وذكر «حسام الدين آشنا»، المستشار الثقافي للرئيس «حسن روحاني»، في حوار أجرته معه مجلة «أنديشه بويا» السياسية، أن الحكومة أصدرت قرارا بإقالة عدد آخر من المسؤولين الأمنيين على خلفية تلك الاعتداءات، بسبب الإهمال، وسيتم تنفيذه في الوقت المناسب.

وكان المتحدث باسم السلطة القضائية، «غلام حسين محسني أجئي» قد كشف، عن توجيه الاتهام إلى 48 شخصا في قضية الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين.

بدوره، اعترف آخر سفير إيراني في السعودية قبل قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، «حسين صادقي»، في حوار نشرته وكالة أنباء «إيلنا» بأن الدوافع وراء الاعتداء على البعثتين كانت «طائفية»، مشيرا إلى وجود «تقصير» من القوات الأمنية للقيام بواجبها تجاه الأمر، على الرغم من طلب السفارة الإيرانية في السعودية من طهران ضمان أمن السفارة السعودية.

وانتقد «صادقي» ضمنا الروايات التي تناقلتها وسائل إعلام إيرانية حول «معاملة سيئة» مع الوفد الدبلوماسي الإيراني قبل مغادرته الرياض واصفا إياها بالافتراضات.

كما نفى السفير الإيراني السابق في السعودية صحة ما تردد حول رفض السعودية دخول طائرة إيرانية إلى أراضيها لنقل الدبلوماسيين الإيرانيين بعد طردهم.

وفي الوقت نفسه، وصف «صادقي» قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بـ«الاستعجال».

 وأفاد بأنه «لو لا قطع العلاقات بين البلدين لكان بإمكان البلدين القيام بأعمال كبيرة في الأزمات الإقليمية والدولية».

وذكر «صادقي» أن «مشاورات بأعلى المستويات» جرت في السفارة الإيرانية قبل الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، مشددا على أن السفارة أرسلت تحذيرات إلى طهران بعد تلقيها إنذارات من الرياض تطالب طهران القيام بمسؤولياتها إزاء حماية المقرات الدبلوماسية.

يذكر أن مئات من عناصر الباسيج هاجموا في يناير (كانون ثاني) الماضي مقر البعثات الدبلوماسية في مشهد وطهران وأشعلوا النيران فيها، الأمر الذي أدى إلى قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من الرياض، كما أثار الهجوم إدانة دولية واسعة واستدعت دول عربية سفراءها من طهران احتجاجا على ذلك.

وكانت طهران أعلنت عن إقالة المساعد الأمني لمحافظ طهران «صفر علي براتلو» بأوامر من وزير الداخلية «رحمان فضلي»، كما أعلن إقالة قائد القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية حسن عرب سرخي»، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه بسبب إهمال قواته في حماية مقر السفارة السعودية في طهران.

يشار إلى أن المساعد الأمني في «الداخلية» الإيرانية، «حسين ذو الفقاري»، اتهم في يناير/ كانون ثان الماضي وبعد ثلاثة أسابيع من الهجوم على السفارات «جهات أجنبية» بالوقوف وراء الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية.

 وبين «ذو الفقاري» حينئذ عن اعتقال «العقل المدبر» خارج إيران ونقله إلى البلاد، نافيا اتهام «الباسيج» وراء الهجوم على مقر البعثات الدبلوماسية.

 كما كشف «ذو الفقاري» أن مجموعات «منظمة» تعمل تحت غطاء «العمل الخيري والنشاط المذهبي» منذ سنوات في طهران دبرت تلك الاعتداءات، مؤكدا أن كل «أبعاد» الاعتداء على السفارة باتت واضحة لوزاراته.

ويوم الإثنين الماضي، أكدت المملكة العربية السعودية، رفضها للمحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل لمنع قدوم الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى السعودية.

وقال مجلس الوزراء السعودي، إن المملكة ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من جميع الجنسيات ولم تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة.

وكان رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني «سعيد أوحدي» قد أعلن، الخميس الماضي، أن بلاده تسعى لأداء مناسك الحج لكن مع الحفاظ على عزة وكرامة الحجاج، وذلك بعد أيام من إعلان طهران مقاطعة الحج هذا العام.

وأضاف «أوحدي»، خلال لقاء مع وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي «علي جنتي»، أن حجاج بيت الله لديهم حقوقهم، ومن هذه الحقوق، استخدام الشركات الجوية الإيرانية للتوجه إلى جدة، لكن السعوديين يرفضون توجههم عن طريق الطائرات الإيرانية.

وأكد أن مصير الحصول على التأشيرة ما يزال غامضا، كما لم يتم التوقيع على اتفاقية لإسكان الحجاج وتقديم الخدمات الغذائية والطبية، ولم يسمح للفريق الطبي الإيراني بالمشاركة في المفاوضات بالسعودية.

وقال رئيس مؤسسة الحج والزيارة: «إن السعوديين وضعوا شروطا صعبة، لكننا واجهناهم ووضعنا 4 شروط، ومن حق حجاجنا أن يتوجهوا إلى السعودية لأداء مناسك الحج بعزة، الحاج الإيراني لا يذهب إلى الحج بذل وهوان».

من جهته، صرح وزير الثقافة الإيراني بأن الظروف غير مهيأة وفات الأوان الآن ليؤدي الإيرانيون الحج في مكة المكرمة في نهاية الصيف، متهما السعوديين بـ«التخريب».

وكانت إيران قدمت 20 مقترحا و4 خطوط حمراء تتعلق بحج الإيرانيين، لم ترد عليها الرياض.

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أن الحجاج الإيرانيين ما يزالون محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في المملكة، سواء للحج أم العمرة.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الحج السفارة السعودية

دول الخليج تستنكر المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس الحج

«روحاني» لا يرى مبررا للاعتذار عن حرق السفارة السعودية

«الداخلية الإيرانية»: تقرير الهجوم على السفارة السعودية جاهز لرفعه إلى «خامنئي»

«روحاني» يدعو القضاء الإيراني إلى سرعة محاكمة مهاجمي السفارة السعودية

«الجبير»: الحجاج الإيرانيون محل ترحيب رغم قطع العلاقات

«فارس» تزعم: ضغوط سعودية على الخليج وخلاف بين «بن زايد» و«بن راشد» حول إيران

الخارجية الإيرانية تتراجع وتوافق على تسمية شارع السفارة السعودية باسم «النمر»

إيران تعلن استعدادها التفاوض مع السعودية لتسوية الخلافات بينهما

‏إيران .. بدء محاكمة 21 متهما بالهجوم على سفارة السعودية بطهران

إيران.. تخفيف التهم عن مهاجمي السفارة السعودية بطهران

مسؤول إيراني: صدور أحكام المتهمين في قضية السفارة السعودية الأسبوع المقبل

دعاية عراقية طائفية لمباراة السعودية والعراق