رفض الرئيس الإيراني «حسن روحاني» الاعتذار للسعودية عن حادث إحراق سفارتها في طهران، وقال إنه لا يرى مبررا للاعتذار.
وأضاف «روحاني» في مؤتمر صحفي في روما أمس، بثته وكالة «إرنا» الإيرانية: «لماذا يجب أن نعتذر؟ لأن رجل الدين الشيعي نمر النمر أعدم هناك؟ هل ينبغي أن نعتذر لأنهم يقتلون الشعب اليمني؟ هل يجب أن نعتذر لأنهم يؤيدون الإرهابيين في المنطقة؟ هل يجب أن نعتذر لأنهم بسبب سوء إدارتهم قُتل آلاف الأشخاص في الحج؟».
وقال «روحاني»: «لو أنهم (السعودية) اعتذروا إلى البلدان الإسلامية مئات المرات، فلن يكون كافيا.. إذ ينبغي أن يعتذروا أكثر.. سوف نندد مرة أخرى إذا انتهكت حقوق الإنسان في السعودية، أو أعدم أشخاص أبرياء».
وعبر «روحاني» عن تفهمه لما وصفه بوجود خلافات داخل السعودية، وأن قادتها لا يحظون بالإجماع من الناس، وقال: «لديهم خلافات عديدة، كما أفهم.. وهناك وضع خاص في السعودية.. ولكن في المواقف الصعبة، يجب اتخاذ القرارات المناسبة والصعبة، التي تكون في صالح الجانبين».
وعشية لقائه الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند» في باريس اليوم، اعتبر «روحاني» أن «مفتاح العلاقات الودية» مع الولايات المتحدة موجود في واشنطن، مشدداً على أنها لا تستطيع تسوية أي مشكلة في المنطقة من دون «نفوذ» إيران.
وقال «روحاني» لدى وصوله باريس مساء أمس: «بدأت صفحة جديدة في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا.. تتابع إيران توثيق علاقاتها مع باريس لمصلحة الشعبين والبلدين، وهذه الزيارة خطوة مهمة في هذا الصدد».
ويأمل «روحاني» في توقيع عقود ضخمة في فرنسا، خصوصاً لشراء طائرات من طراز «آرباص»، علماً أنه وصل إليها آتياً من روما حيث شهد توقيع عقود قيمتها 17 بليون يورو مع شركات إيطالية. وورد في بيان مشترك، أن إيطاليا وإيران وضعتا «خريطة طريق للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والسياحي والعلمي والتقني».
وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي» أدان الأسبوع الماضي، للمرة الأولى الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران بداية الشهر الجاري، قائلا إنه كان «سيئا بالفعل وأضر بإيران والإسلام».
وكان متظاهرون قد هاجموا مساء 3 يناير/كانون ثاني، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، وتعرضت السفارة لعمليات تدمير ونهب وعبث بمحتوياتها عقب الاقتحام.
وجاء الاعتداء على السفارة السعودية في طهران في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 إرهابيا، بينهم عالم الدين السعودي الشيعي «نمر النمر».
وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى، وعقب ذلك أعلنت السعودية قطع العلاقات مع إيران، وتضامنت بعض الدول العربية ومعظم الدول الخليجية مع المملكة باتخاذ خطوات ضد إيران.
وأدى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى تراجع الجهود التي تبذلها حكومة الرئيس «روحاني» منذ يوليو/تموز، عندما وقع الاتفاق بين إيران والقوى الدولية الكبرى بشأن برنامجها النووي من أجل تعزيز مكانة إيران الدولية دبلوماسيا، خاصة فيما يتعلق بمحادثات السلام في سوريا.