إيران تعتقل أكثر من 100 شخص على خلفية الهجوم على السفارة السعودية

الأحد 24 يناير 2016 03:01 ص

اعتقلت إيران نحو 100 شخص على خلفية الهجوم على السفارة السعودية الذي دفع الرياض إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بحسب ما أفاد مصدر قضائي اليوم الأحد.

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم السلطة القضائیة الإيرانیة «غلام حسين محسني ايجائي» قوله: «منذ الهجوم تم اعتقال نحو 100 شخص أفرج عن بعضهم».

وأضاف أن «جميع السلطات دانت الهجوم على السفارة واتخذت إجراءات عاجلة وجدية»، لافتا إلى أن شخصا اعتقل في الخارج وأعيد إلى إيران، مشيرا إلى أن ذلك الشخص أصدر أوامر إلى أفراد معينين بدخول السفارة.

وكانت مصادر في وزارة الداخلية الإيرانية، كشفت هوية العقل المدبر للهجوم على السفارة السعودية في طهران، مطلع الشهر الجاري.

وقالت المصادر في تصريحات صحفية إن رجل الدين المتشدد «حسن كرد ميهن»، هو من حرض على مهاجمة السفارة ردا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر».

وأشارت إلى أن «ميهن» فر خارج البلاد بعد تورطه بالهجوم على السفارة السعودية، لكنه اعتقل لاحقا وسلم إلى طهران، حسب موقع «بويش» الإيراني، الذي لم يكشف عن الدولة التي اعتقل فيها «ميهن».

والخميس الماضي، أعلن مساعد وزير الداخلية الإيرانية لشؤون الأمن والشرطة «حسين ذوالفقاري»، أنه تم إعداد تقرير حول ملابسات الهجوم على السفارة السعودية بطهران، وهو الآن جاهز لرفعه إلى قائد الثورة الإسلامية «علي خامنئي».

ولفت إلى أن «جميع أبعاد قضية الهجوم على السفارة السعودية قد اتضحت لنا» وقال، إن «الأفراد الذين قاموا بهذا التصرف كانوا منظمين ويزاولون أنشطتهم منذ أكثر من 10 أعوام في كرج وطهران وأن غالبية أنشطتهم كانت تحت عنوان الشؤون الخيرية والأنشطة الدينية»، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.

وتابع: «بطبيعة الحال لم يكن هؤلاء مدعومين من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة ولا من قبل منظمة التعبئة (البسيج)»، مؤكدا أن «العنصر المتورط بحادث السفارة السعودية قد ألقي القبض عليه خارج البلاد ومن ثم نقل إلى الداخل وهو الآن يخضع للتحقيق».

وحول الأوضاع الأمنية في البلاد، أكد أنه «على مدى العامين الماضيين كان وضع الإشراف الأمني في البلاد منقطع النظير، وأنه حينما كان القرار يتخذ فيما وراء الحدود للقيام بأعمال إرهابية داخل البلاد كان زملاؤنا الأمنيون يراقبون ويرصدون الأمور خطوة خطوة ولحسن الحظ لم تقع في البلاد أي من تلك الأعمال الإرهابية المخطط لها خارج الحدود».

وقال «ذوالفقاري»: «لقد حددوا أماكن وكانوا يسعون لاستهداف أمن الدولة خلال العامين الأخيرين إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك».

وكان وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، قال إن المواجهة مع السعودية ليست في صالح أي أحد، وذلك استمرارا في سياسة التهدئة التي اتبعها قادة إيران في تصريحاتهم عن العلاقة مع المملكة خلال الساعات القليلة الماضية.

وتحدث وزير الخارجية الإيراني بلهجة هادئة خلال مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء الماضي، عن التوتر المتصاعد بين بلاده والسعودية منذ إعدام المملكة رجل الدين الشيعي «نمر النمر» والاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في إيران خلال مظاهرات ضد إعدام النمر.

وقال «ظريف»: «أعتقد أن جيراننا السعوديين يحتاجون إلى إدراك أن المواجهة ليست في صالح أي أحد»، وأضاف: «أريد أن أوضح نقطة.. إيران موجودة للعمل معكم وللمساعدة».

وفي مقام آخر، قال «ظريف» في تصريحات لفضائية «سي إن إن»: «ليس لدينا معركة لنخوضها مع السعودية، ولسوء الحظ، الحقيقة هي أن عدم الاستقرار في منطقتنا سببه حالة الفزع في السعودية من الاعتقاد بأن هناك عدم توازن في منطقتنا بعد سقوط صدام حسين (الرئيس العراقي الأسبق) والربيع العربي».

وأضاف: «نحن نعتقد أن بإمكان إيران والسعودية لعب دور مهم يمكنهما استيعاب بعضهما البعض وأن يكملا بعضهما في المنطقة، لا نتوقع ولا نرغب في دفع السعودية خارج هذه المنطقة لأنها لاعبا هاما في هذه المنطقة».

تصريحات «ظريف» جاءت متزامنة مع تصريحات هادئة أيضا للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي» الذي أدان الأربعاء، للمرة الأولى الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران بداية الشهر الجاري، قائلا إنه كان «سيئا بالفعل وأضر بإيران والإسلام».

وكان متظاهرون قد هاجموا مساء 3 يناير/كانون ثاني، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، وتعرضت السفارة لعمليات تدمير ونهب وعبث بمحتوياتها عقب الاقتحام.

وجاء الاعتداء على السفارة السعودية في طهران في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 إرهابيا، بينهم عالم الدين السعودي الشيعي «نمر النمر».

وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى، وعقب ذلك أعلنت السعودية قطع العلاقات مع إيران، وتضامنت بعض الدول العربية ومعظم الدول الخليجية مع المملكة باتخاذ خطوات ضد إيران.

وأدى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى تراجع الجهود التي تبذلها حكومة الرئيس «روحاني» منذ يوليو/تموز، عندما وقع الاتفاق بين إيران والقوى الدولية الكبرى بشأن برنامجها النووي من أجل تعزيز مكانة إيران الدولية دبلوماسيا، خاصة فيما يتعلق بمحادثات السلام في سوريا.

وعقب قطع العلاقات مع إيران، توالت التصريحات الإيرانية المنتقدة أحيانا والمهددة أحيانا أخرى للسعودية، وكان بعضها لـ«ظريف»، و«خامنئي»، وآخر تلك التصريحات كانت الثلاثاء الماضي، حيث اتهم القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء «محمد علي جعفري»، السعودية بأنها أصبحت «درعا لحماية كيان الاحتلال الصهيوني» على حد زعمه.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران السفارة السعودية خامنئي العلاقات السعودية الإيرانية

إيران تكشف هوية العقل المدبر للهجوم على السفارة السعودية

«الداخلية الإيرانية»: تقرير الهجوم على السفارة السعودية جاهز لرفعه إلى «خامنئي»

«خامنئي»: الاعتداء على سفارة السعودية أضر إيران والإسلام

محافظ طهران ينفي أن يكون الهجوم على السفارة السعودية سببا في إقالة مساعده

إقالة مساعد محافظ طهران واعتقال 60 شخصا على خلفية مهاجمة السفارة السعودية

‏«عراقجي»: مستعدون لدراسة أي مبادرة لحل الأزمة مع السعودية‬

رباعية خليجية مصرية تجتمع في أبوظبي لبحث الأزمة السعودية الإيرانية

«تركي الفيصل»: على إيران أن تعتذر عن حرق السفارة السعودية

«روحاني» لا يرى مبررا للاعتذار عن حرق السفارة السعودية

السعودية ترفع درجة الاحتياطات الأمنية للبعثات الدبلوماسية في الخارج

إيران تطلق سراح «العقل المدبر» لاقتحام السفارة السعودية في طهران

«روحاني»: آمل أن تعيد محاكمة مهاجمي السفارة السعودية الثقة بإيران