«الداخلية الإيرانية»: تقرير الهجوم على السفارة السعودية جاهز لرفعه إلى «خامنئي»

الخميس 21 يناير 2016 11:01 ص

أعلن مساعد وزير الداخلية الإيرانية لشؤون الأمن والشرطة «حسين ذوالفقاري»، أنه تم إعداد تقرير حول ملابسات الهجوم على السفارة السعودية بطهران، وهو الآن جاهز لرفعه إلى قائد الثورة الإسلامية «علي خامنئي».

جاء ذلك في كلمة ألقاها «ذوالفقاري» اليوم الخميس بطهران أمام ملتقى المحافظين وحكام الأقضية في أنحاء البلاد وقال، إنه «وفيما يتعلق بقضية الهجوم على السفارة السعودية كلف رئيس الجمهورية، وزير الداخلية مسؤولية دراسة القضية وتم في هذا السياق تشكيل لجنة وجرى الكشف عن جميع أبعادها وزواياها».

ولفت إلى أن «جميع أبعاد قضية الهجوم على السفارة السعودية قد اتضحت لنا» وقال، إن «الأفراد الذين قاموا بهذا التصرف كانوا منظمين ويزاولون أنشطتهم منذ أكثر من 10 أعوام في كرج وطهران وأن غالبية أنشطتهم كانت تحت عنوان الشؤون الخيرية والأنشطة الدينية»، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.

وتابع: «بطبيعة الحال لم يكن هؤلاء مدعومين من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة ولا من قبل منظمة التعبئة (البسيج)»، مؤكدا أن «العنصر المتورط بحادث السفارة السعودية قد ألقي القبض عليه خارج البلاد ومن ثم نقل إلى الداخل وهو الآن يخضع للتحقيق».

وحول الأوضاع الأمنية في البلاد، أكد أنه «على مدى العامين الماضيين كان وضع الإشراف الأمني في البلاد منقطع النظير، وأنه حينما كان القرار يتخذ فيما وراء الحدود للقيام بأعمال إرهابية داخل البلاد كان زملاؤنا الأمنيون يراقبون ويرصدون الأمور خطوة خطوة ولحسن الحظ لم تقع في البلاد أي من تلك الأعمال الإرهابية المخطط لها خارج الحدود».

وقال «ذوالفقاري»: «لقد حددوا أماكن وكانوا يسعون لاستهداف أمن الدولة خلال العامين الأخيرين إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك».

وكان وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، قال إن المواجهة مع السعودية ليست في صالح أي أحد، وذلك استمرارا في سياسة التهدئة التي اتبعها قادة إيران في تصريحاتهم عن العلاقة مع المملكة خلال الساعات القليلة الماضية.

وتحدث وزير الخارجية الإيراني بلهجة هادئة خلال مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس الأربعاء، عن التوتر المتصاعد بين بلاده والسعودية منذ إعدام المملكة رجل الدين الشيعي «نمر النمر» والاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في إيران خلال مظاهرات ضد إعدام النمر.

وقال «ظريف»: «أعتقد أن جيراننا السعوديين يحتاجون إلى إدراك أن المواجهة ليست في صالح أي أحد»، وأضاف: «أريد أن أوضح نقطة.. إيران موجودة للعمل معكم وللمساعدة».

وفي مقام آخر، قال «ظريف» في تصريحات لفضائية «سي إن إن»: «ليس لدينا معركة لنخوضها مع السعودية، ولسوء الحظ، الحقيقة هي أن عدم الاستقرار في منطقتنا سببه حالة الفزع في السعودية من الاعتقاد بأن هناك عدم توازن في منطقتنا بعد سقوط صدام حسين (الرئيس العراقي الأسبق) والربيع العربي».

وأضاف: «نحن نعتقد أن بإمكان إيران والسعودية لعب دور مهم يمكنهما استيعاب بعضهما البعض وأن يكملا بعضهما في المنطقة، لا نتوقع ولا نرغب في دفع السعودية خارج هذه المنطقة لأنها لاعبا هاما في هذه المنطقة».

تصريحات «ظريف» جاءت متزامنة مع تصريحات هادئة أيضا للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي» الذي أدان أمس الأربعاء، للمرة الأولى الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران بداية الشهر الجاري، قائلا إنه كان «سيئا بالفعل وأضر بإيران والإسلام».

وكان متظاهرون قد هاجموا مساء 3 يناير/كانون ثاني، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، وتعرضت السفارة لعمليات تدمير ونهب وعبث بمحتوياتها عقب الاقتحام.

وجاء الاعتداء على السفارة السعودية في طهران في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 إرهابيا، بينهم عالم الدين السعودي الشيعي «نمر النمر».

وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى، وعقب ذلك أعلنت السعودية قطع العلاقات مع إيران، وتضامنت بعض الدول العربية ومعظم الدول الخليجية مع المملكة باتخاذ خطوات ضد إيران.

وأدى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى تراجع الجهود التي تبذلها حكومة الرئيس «روحاني» منذ يوليو/تموز، عندما وقع الاتفاق بين إيران والقوى الدولية الكبرى بشأن برنامجها النووي من أجل تعزيز مكانة إيران الدولية دبلوماسيا، خاصة فيما يتعلق بمحادثات السلام في سوريا.

وعقب قطع العلاقات مع إيران، توالت التصريحات الإيرانية المنتقدة أحيانا والمهددة أحيانا أخرى للسعودية، وكان بعضها لـ«ظريف»، و«خامنئي»، وآخر تلك التصريحات كانت أول أمس الثلاثاء، حيث اتهم القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء «محمد علي جعفري»، السعودية بأنها أصبحت «درعا لحماية كيان الاحتلال الصهيوني» على حد زعمه.

 

  كلمات مفتاحية

السفارة السعودية إيران طهران خامنئي العلاقات السعودية الإيرانية الداخلية الإيرانية

إيران: ليس لدينا معركة لنخوضها مع السعودية والمواجهة ليست في صالح أحد

«خامنئي»: الاعتداء على سفارة السعودية أضر إيران والإسلام

محافظ طهران ينفي أن يكون الهجوم على السفارة السعودية سببا في إقالة مساعده

إقالة مساعد محافظ طهران واعتقال 60 شخصا على خلفية مهاجمة السفارة السعودية

«روحاني» يدعو القضاء الإيراني إلى سرعة محاكمة مهاجمي السفارة السعودية

«الجبير»: إيران هي المسؤولة عن عدم استقرار المنطقة

إيران تكشف هوية العقل المدبر للهجوم على السفارة السعودية

أمريكا تأمل أن تعيد السعودية فتح سفارتها في طهران

«الحريري» ينتقد موقف الخارجية اللبنانية المنحاز لإيران

إيران تعتقل أكثر من 100 شخص على خلفية الهجوم على السفارة السعودية

‏«عراقجي»: مستعدون لدراسة أي مبادرة لحل الأزمة مع السعودية‬

«تركي الفيصل»: على إيران أن تعتذر عن حرق السفارة السعودية

توجيه الاتهام لـ 22 شخصا باقتحام السفارة السعودية في طهران

الجامعة العربية تدين مجددا الاعتداء على السفارة السعودية في طهران

دبلوماسي إيراني: دوافع طائفية وراء الهجوم على السفارة السعودية بطهران

«روحاني»: آمل أن تعيد محاكمة مهاجمي السفارة السعودية الثقة بإيران

بعد تزايد الإدانات.. ‏«روحاني» يطالب بمحاكمة علنية وشفافة لمقتحمي السفارة السعودية