إخوان الأردن: (إسرائيل) و«السيسي» والإمارات «محرضون» والسعودية قد «تستثمر» ضد إيران

الأحد 22 مايو 2016 02:05 ص

تصر قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على أن استهداف الحركة الإخوانية داخليا لا يعبر عن أجندة محلية أو وطنية بقدر ما يعبر عن إملاءات خارجية، بحسب ما أفاد به تقرير نشرته صحيفة القدس العربي.

ومن بين من تحدث عن هذه الإملاءات مؤخرا الدكتور اسحق الفرحان وهو وزير سابق من أبرز وجوه الإخوان ومن مؤسسي الجماعة في الأردن، كما أن الشيخ زكي بني أرشيد الرجل الثاني في التنظيم يؤشر في كل أدبياته على مثل هذه الإملاءات.

ويصر قادة أساسيون في الجماعة على أن استهداف حركتهم في الداخل الأردني هو محصلة للضغوط التي تمارس على الحكومة من الخارج والسبب عدم وجود مبرر حقيقي من أي نوع للصدام مع الإخوان في الأردن.

وتتحدث مصادر بالجماعة عن أربعة أطراف في الإقليم منشغلة تماما بالكواليس وأروقة القرار والغرف المغلقة بالضغط على الإخوان وحركة حماس حصريا.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عنصر ضاغط بشدة على الأردن حتى بدون أن يطلب ذلك مباشرة، لأن بناء علاقات متنامية اليوم مع مصر في عهد السيسي يعني الاسترسال في أجندة معادية للإخوان ومضايقتهم في بلد كالأردن.

كما أن العنصر الإماراتي فاعل أيضا في هذا المشهد، فموقف أبو ظبي المعادي للإخوان عميق وعلني ودائم ويومي ويطال كل المستويات والملفات، وفقا للتقرير.

وأثبتت عمان أن موقف أبو ظبي أساسي لها عندما حاكمت وسجنت بني أرشيد لمدة عام ونصف بتهمة الإساءة لدولة الإمارات.

وتتطلب العلاقات مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إجراءات واضحة الملمس ضد الإخوان في عمان، وهنا لا يتردد الإخوان في الإشارة إلى تحريضات القيادي في حركة فتح ومستشار ولي عهد أبوظبي محمد دحلان، حيث بدأ مسلسل إغلاق مقرات الجماعة بعد زيارة قام بها دحلان للأردن.

(إسرائيل) أيضا لها دور أساسي في التحريض الدائم خلف الستارة، ليس فقط ضد حماس كما يفعل نظام السيسي، ولكن أيضا ضد فرص ومكانة ودور الإخوان في المجتمع الأردني.

ورغم ان السلطات في العادة تتهم الإخوان بالعمل مع أجندة أمريكية خلال فترة الربيع العربي، إلا ان الإخوان يردون هذه التهمة بمثلها وهم يتحدثون عن دور أمريكي بارز ضد الإسلام السياسي المعتدل، يهدف في مضمونه العميق والخبيث إلى ضمان استمرار الاستثمار في الإسلام الجهادي والمتطرف.

ويرى التقرير أن العنصر السعودي لا يعتبر اليوم من العناصر السلبية بقدر ما تظهر المرونة السعودية تجاه الإخوان إيجابية من طراز خاص في الإطار والسياق العام.

السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وفي الحد الأدنى لا يبدو أن استهداف الإخوان هدف يتصدر أولوياتها كما كان عليه الأمر في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

وبحسب إخوان الأردن، فتلك علامة فارقة في موقف السعودية خصوصا وأن الرياض منشغلة بأولوية التصدي للنفوذ الإيراني في جوارها، وهي أولوية تعني ببساطة احتمالية الاستعانة بقوى الإخوان كتعبير سني في إطار المعركة الطائفية مع نفوذ إيران.

ويقول قيادي إخواني «قد لا نكون اليوم حلفاء موثوقين للسعودية ضد إيران، ولكن في المستقبل القريب قد نكون لأن الإخوان والسعودية فيما يتعلق بجزئية النفوذ الإيراني تحديدا وخطورته يجلسان وينطلقان من الخندق نفسه ولديهما التصورات نفسها».

لذلك تتدخل السعودية مع مصر لتخفيف الضغط عن حركة حماس ويساهم التدخل في تأجيل بعض محاكمات قيادات الإخوان ومنع إعدامهم.

كما أنها تنفتح قليلا على خالد مشعل الزعيم السياسي لحركة حماس.

وتبدو السعودية مهتمة ألا تشارك أصدقاءها في أبوظبي في العمل اليومي ضد الإخوان، ولا تشارك السيسي في السياق نفسه، في الوقت الذي تبدو فيه أكثر حاجة لضمان التفاهم مع قطر والبقاء في أقرب نقطة ممكنة مع تركيا.

ويقول قادة الإخوان في عمان إن مجرد إبعاد استهداف جماعة الإخوان عن صدارة الأولويات السعودية مكسب حقيقي لهم في الواقع، وأن الإخوان سيبقون قوة كامنة وأساسية في التكوين الاجتماعي يمكن استثمارها لصالح معركة السعودية ضد النفوذ الإيراني في اليمن ولبنان وحتى في العراق.

وخلص التقرير إلى أن العنصر السعودي في المشهد يعمل في الاتجاه المعاكس لخريطة البوصلة المعادية للإخوان في المنطقة، وهو أمر ينتهي كما هو متوقع ببعض الاطمئنان على أساس اليقين أن عمان لن تذهب بعيدا في النهاية في الصدام مع الإخوان، بقدر ما تستخدم التوتير معهم ضمن بوصلة سياسية وأمنية دقيقة تحاول مجددا ضمان مخاطبة كل الأطراف سواء تلك المعادية للإخوان أو تلك التي لا تعتبر العداء معهم أولياتها الأساسية.

 

المصدر | الخليج الجديد+ القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأردن إسرائيل إخوان الأردن السيسي الإمارات السعودية إيران

(إسرائيل): نتعاون بشكل غير مسبوق مع الاستخبارات المصرية والأردنية

إخوان الأردن ونوايا الدولة

الأردن يفرج عن «بني أرشيد» بعد سجنه أكثر من عام لانتقاده الإمارات

53% فى السعودية و51% فى تركيا و22.5% فى الإمارات يمتلكون نظرة إيجابية تجاه الإخوان

ماذا ستفعل الدولة الأردنية بالمكونات التي تمثلها جماعة «الأخوان المسلمون»؟

«محمد بن زايد» يبحث في القاهرة الأزمات في سوريا وليبيا واليمن

حزب «إخوان الأردن» يتشح بالسواد ويغلق أبوابه الإثنين ويعتزم مقاضاة الحكومة