أفرجت السلطات الأردنية فجر اليوم الإثنين، عن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن «زكي بني أرشيد»، بعد قضائه عقوبة السجن، لانتقاده دولة الإمارات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة «معاذ الخوالدة»، لـ«وكالة الأناضول للأنباء»، إن الجماعة ستقيم حفل استقبال لـ«بني أرشيد» اليوم أمام منزله الكائن في منطقة أبونصير، شمالي عمان.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين أعلنت سابقا أنها ستستقبل «بني أرشيد» بعد خروجه من سجن ماركا الساعة الثامنة صباح اليوم الإثنين، إلا أن موعد الإفراج عنه، جاء مغايرا لهذه الترتيبات.
وبحسب ما نشرته صحيفة «السبيل» الأردنية اليومية المقربة من الحركة الإسلامية، فإن «نائب المراقب العام للجماعة، كان قد عبر في وقت سابق عن رفضه الخروج من السجن قبل تسليمه كافة مذكراته التي خطها بقلمه داخل سجن ماركا، والتي صادرتها إدارة السجن منه».
وبحسب المصدر ذاته فإن المحامي «عبد القادر الخطيب» التقى مسؤولا في مصلحة إدارة السجون، ووعده بإعطاء موكله «زكي بني أرشيد» كافة مذكراته بالتزامن مع الإفراج عنه.
وكان «بني أرشيد» أبلغ صحيفة «القدس العربي» من داخل سجنه بأنه «دخل في مرحلة تأمل وتقرب إلى الله»، كما أصبح أكثر رشاقة بعد فقدانه نحو 20 كيلوغراما من وزنه.
وينتظر طرفا الصراع في «الإخوان المسلمين» بالأردن، وهما الجماعة الأصلية التي ما زال «بني أرشيد» نائبا للمراقب العام فيها ومن أقوى شخصياتها، والانشقاق المرخص له بزعامة الشيخ «عبد المجيد الذنيبات»، الأثر الكبير لـ«بني أرشيد» على التوازنات.
فمصادر الجماعة تؤكد لـ«القدس العربي» أنه لن يتجرأ أحد على الترشح لموقع المراقب العام في وجهه بعد أن دفع هذا الثمن الباهظ لموقفه السياسي.
ويعتبر المقربون من «بني أرشيد»، وأبرزهم الشيخ «مراد العضايلة»، أن المحاكمة لم تكن له بل كانت لمنهج رفض «التبعية» للدولة الأردنية.
وأوقفت السلطات الأردنية «بني أرشيد»، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، على خلفية تصريحات له، انتقد فيها دولة الإمارات بعد أن صنّفت «جماعة الإخوان» تنظيما «إرهابيا»، ووجهت المحكمة له تهمة «القيام بأعمال لا تجيزها الحكومة، من شأنها تعكير العلاقة مع دولة أجنبية».
يذكر أن 160 سياسيا أردنيا، طالبوا في يونيو/حزيران الماضي حكومة بلادهم، بـ«الإفراج عن معتقلي الرأي في البلاد، وعلى رأسهم نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني أرشيد».
وأصدرت محكمة أمن الدولة في 15فبراير/شباط 2015، حكماً بسجن «بني أرشيد» لمدة سنة ونصف السنة (سنة السجن في الأردن 9 أشهر) مع الأشغال الشاقة، بتهمة الإساءة لعلاقة الأردن مع دولة الإمارات.