أمير الكويت ينتقد عجز المجتمع الدولي عن إنقاذ سوريا

الاثنين 23 مايو 2016 12:05 م

شهدت «القمة العالمية للعمل الإنساني» التي تم افتتاحها، اليوم الاثنين، بمدينة إسطنبول التركية وتستمر لمدة يومين، ثاني انتقاد على أعلى مستوى بعد انتقاد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» للمجتمع الدولي لعدم وفائه لالتزاماته الإنسانية وإلقاء عبئها على بعض الدول.

وقال أمير دولة الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»: «إن ما يتعرض له الشعب السوري من معاناة مستمرة نتيجة الغارات المتواصلة، وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها، يؤكد حتمية قيام الأخير بدور إنساني على الأقل».

وأضاف «الصباح» أن الكويت شاركت في مواجهة أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم وهي الأزمة السورية، باستضافتها ثلاثة مؤتمرات للمانحين، والمشاركة في المؤتمر الرابع في لندن مع إنجلترا وإيطاليا والنرويج، وقدمت مليارا و600 مليون دولار كمساعدات.

وبين أن الكويت انتهجت تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المحتاجة، حيث تخطى إجمالي ما قدمته من مساهمات خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار، تبوأت معها المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي وفق إحصاءات دولية.

وأوضح أن القمة الإنسانية جاءت بعد أن تصاعد التوتر في أرجاء العالم، وزادت الصراعات وتنامت الكوارث الطبيعية التي ساهمت بمضاعفة أعداد اللاجئين حتى فاق عدد اللاجئين 60 مليون لاجئ، وأعداد من يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة تحت خط الفقر 2.2 مليار شخص.

وتابع: «إن هذا الحوار سيقود حتما إلى توصيات واضحة تضمن لنا استجابة إنسانية وفعالة، وتمكننا من التعاون مع الأمم المتحدة لابتكار آليات وأفكار خلاقة، لتحقيق الاستجابة المطلوبة للتعامل مع الأزمات المتعاظمة والكوارث المتلاحقة».

ونوه «الصباح» في حديثه إلى أن «هذه الحقائق والبيانات تستوجب منا مواجهتها، والتصدي لها»، مطالبا المجتمعين بالعمل على إنهاء الصراعات وبؤر التوتر، والاستجابة السريعة والفعالة لتلبية الاحتياجات للمحتاجين وضمان الحياة الكريمة لهم.

وقال: «إن هذه الحقائق والبيانات غير المسبوقة تستدعي منا في القمة الإنسانية العمل على الاستجابة السريعة والفعالة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الضرورية، وإننا أمام فرصة سانحة، تتيح لنا أن نجري حواراً عالمياً، وإن هذا الحوار سيقود حتماً إلى توصيات واضحة تضمن لنا استجابة سريعة، وتمكننا للتعاون مع الأمم المتحدة».

وأشاد «الصباح» بدور تركيا لاستضافتها للقمة الإنسانية الأولى من نوعها في العالم.

هذا، وتناقش القمة النظام العالمي للمساعدات الإنسانية، ويشارك فها حوالي 60 من رؤساء الدول والحكومات، وعدد كبير من الوزراء، والمسؤولين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الدولية، والهيئات الأكاديمية والإعلامية، والقطاع الخاص، وممثلين عن المناطق المتأثرة بالأزمات. وتنظم القمة الأمم المتحدة.

وكان «أردوغان» قد انتقد هو الآخر عجز النظام العالمي عن التعامل مع المشاكل الملحة للإنسانية، داعيا إلى نظام أكثر عدلا لتقاسم أعباء التعامل مع هذه المشاكل بدلا من إلقائها على عاتق دول بعينها.

وقال إن تركيا تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري وعراقي، وتتبع سياسة الحدود المفتوحة أمام جميع البشر خاصة الفارين من البراميل المتفجرة التي يقصف بها النظام السوري المدنيين.

وأضاف: «تلقينا 455 مليون دولار فقط، بينما بلغ حجم المساعدات التي قدمتها تركيا أكثر من 10 مليارات دولار».

ومعقبا على ذلك أكد أن بلاده «تنتظر (من النظام العالمي) التوجه إلى نظام تقاسم أعباء أكثر عدلا من الآن فصاعدا».

ودعا الجميع إلى بذل قصارى جهودهم لإيجاد حل جذري للأزمة السورية.

وأكد أن بلاده تقدم مساعداتها الإغاثية في أنحاء مختلفة حول العالم دون النظر إلى العرق أو اللون أو الدين.

وقال: «نعلم جيدا أن الألم ليس له لون وعرق ولسان ودين ومن هذا المنطلق فإن تركيا تنفذ أنشطة للتنمية والمساعدات الإنسانية في أكثر من 140 دولة حول العالم وتنجز آلاف المشاريع».

وفي كلمته، جدد الرئيس التركي مطالبه بإصلاح مجلس الأمن الدولي.

القمة، التي تنعقد بمبادرة من الأمين العام لمنظمة «الأمم المتحدة»، «بان كي مون»، تهدف إلى البحث عن تعهدات دولية لتطوير خطة عمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فضلاً عن وضع سياسات فعالة لمواجهة الحالات الطارئة. 

وتتخلل القمة الإنسانية عدة جلسات من المقرر أن يعلن خلالها الزعماء تعهداتهم، لتطوير «خطة عمل من أجل الإنسانية»، واجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى، لتقديم تعهدات قوية فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية حول العالم، بالإضافة إلى اجتماعات خاصة تتناول العناصر الأخرى في أجندة العمل الإنساني العالمي.

وتتضمن القمة عقد 7 اجتماعات طاولة مستديرة، و15 جلسة خاصة، و120 فعالية جانبية، ليتم في نهايتها إعداد تقرير سيتم تقديمه للجمعية العامة لـ«لأمم المتحدة» من قبل «بان كي مون».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الكويت تركيا سوريا صباح الصباح القمة العالمية للعمل الإنساني

في افتتاح «القمة الإنسانية».. «أردوغان» يدعو للعدالة في تقاسم أعباء الأزمات الملحة

الإمارات تنشئ مخيما للاجئين السوريين في اليونان

«أردوغان»: استضفنا 3 ملايين سوري وعراقي بشكل ليس له مثيل في العالم

«أطباء بلا حدود» تطالب الدول المجاورة لسوريا بإدخال اللاجئين

«الأمم المتحدة» تسعى لتوطين 450 ألف لاجئ سوري في دول الجوار