الإمارات تنشئ مخيما للاجئين السوريين في اليونان

الأربعاء 18 مايو 2016 11:05 ص

وقعت «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي، اتفاقية تعاون لبناء مخيمات للاجئين السوريين في اليونان، وتنص على بناء المخيم في مدينة لاريسا، وذلك ضمن المشاريع الإنسانية الإماراتية في اليونان.

ويستوعب المخيم وفقا لحساب «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي على «تويتر»، ألفي لاجئ في مرحلته الأولى، ويحتوي على 200 منزل مؤقت يتسع كل منزل لنحو 8 أشخاص، وستتوفر فيه الخدمات المطلوبة والرئيسية كالعيادات الطبية ومدارس وملاعب وغيرها، لتوفير حياة كريمة للاجئين.

وشرعت الهيئة في إجراء الترتيبات اللازمة لإنشاء المخيم بالسرعة التي تتطلبها ظروف اللاجئين الحالية.

جاء ذلك، بتوجيهات من الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان»، ودعم الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ «حمدان بن زايد آل نهيان» ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي.

وكان الشيخ «حمدان» قد أكد في أكثر من مناسبة التزام دولة الإمارات برسالتها الإنسانية العالمية تجاه المتأثرين من الأزمات والكوارث حول العالم وفي مقدمتهم المتأثرين من الأزمة السورية التي تتسع رقعتها حاليا وتتفاقم تداعياتها خاصة على المدنيين.

وأكد الدكتور «حمدان مسلم المزروعي» رئيس مجلس إدارة «هيئة الهلال الأحمر» أن الهيئة تسترشد بتوجيهات للقيادة في تحركاتها على الساحة الإنسانية الدولية وتستلهم مبادراتها في تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل المتأثرين من الأزمات والكوارث.

وقال «المزروعي» إن تلك العوامل تضافرت وجعلت من «الهلال الأحمر» من أهم وأبرز المنظمات العاملة والمتواجدة بقوة وسط اللاجئين السوريين في الوقت الراهن.

وتم اليوم الأربعاء، في العاصمة أثينا توقيع اتفاقية تعاون بين «هيئة الهلال الأحمر» و«جمعية الصليب الأحمر» اليونانية للبدء في الخطوات العملية لإنشاء المخيم.

وحددت بنود الاتفاقية أطر التعاون بين الجانين في هذا الصدد والتزامات كل طرف لانجاز المخيم الذي من شأنه أن يخفف من معاناة اللاجئين العالقين في اليونان ويعمل على توفير احتياجاتهم في المأوى والغذاء والصحة والخدمات الضرورية الأخرى.

ويستوعب المخيم في مرحلته الأولى 2000 لاجئ ويقام في مدينة لاريسا على بعد 360 كيلو مترا من العاصمة أثينا.

وقع الاتفاقية من جانب «الهلال الأحمر» الدكتور «محمد عتيق الفلاحي» الأمين العام رئيس وفد الهيئة إلى اليونان، فيما وقعها من الجانب اليوناني الدكتور «أنطونيوس أفقرينوس» رئيس «جمعية الصليب الأحمر» اليونانية.

وأكد «الفلاحي» في تصريحات صحفية عقب مراسم التوقيع أن توجيهات قيادة الدولة في هذا الصدد تأتي تعزيزا للمبادرات التنموية والإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات تجاه اللاجئين السوريين وتتويجا للدور الذي تقوم به «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي لتخفيف معاناة اللاجئين والتي بدأت منذ اندلاع الأزمة في سوريا وما تزال مستمرة في جميع الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين وخاصة الأردن و لبنان والعراق.

وقال إن اهتمام الشيخ «حمدان بن زايد آل نهيان» بقضية اللاجئين مكن «هيئة الهلال الأحمر» من تحقيق الكثير من المكتسبات في هذا المجال الحيوي، ووفر ظروف حياة أفضل للاجئين وأسرهم كما كان لزياراته الميدانية لمخيمات اللاجئين وقعها الإنساني وصداها الذي أسفر عن توفير المزيد من الخدمات الإنسانية والبرامج التنموية التي عززت قدرة اللاجئين على الصمود رغم تداعيات اللجوء القاسية.

وأكد الأمين العام أن مبادرة الإمارات بإنشاء مخيم اليونان تعتبر خطوة متقدمة ونقلة نوعية في جهود الدولة لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين المتفاقمة وتعزيزا للجهود التي تبذلها اليونان لتوفير ظروف حياة أفضل لعشرات الآلاف من الذين تقطعت بهم السبل ووصلوا إليها في ظروف إنسانية قاسية، مشددا على أن قضية اللاجئين تمثل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي وخاصة دول العبور إلى أوروبا والتي تقف اليونان في مقدمتها لذلك قصدها الآلاف بعد أن واجهوا مخاطر عديدة في سبيل الوصول إليها.

وأضاف: «تحركت هيئة الهلال الأحمر خلال الفترة الماضية تجاه الساحة اليونانية لرعاية اللاجئين وحمايتهم من تداعيات اللجوء الصعبة وتوجهت وفودها إلى هناك وعقدت سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع الجهات المختصة ودرست أوضاع اللاجئين على الطبيعة، وأسفرت تلك الزيارات عن اكتمال الترتيبات لإنشاء المخيم الذي يتكون من مئات الوحدات السكنية المؤقتة والمجهزة بأحدث وسائل الراحة إلى جانب عيادة تضم عددا من الأقسام لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للاجئين إضافة إلى ملاعب للأطفال ومناطق الترفيه والترويح عن اللاجئين وأسرهم».

وأكد الأمين العام لـ«الهلال الأحمر» أن تجربة الهيئة في إنشاء مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن والعراق أكسبتها خبرة وسمعة طيبة وسط اللاجئين أنفسهم وبين نظيراتها من المنظمات العاملة في هذا الحقل وهذا حدا بالسلطات اليونانية بالترحيب بمبادرة الإمارات في هذا الصدد والتي قدمت بدورها التسهيلات كافة لإنشاء المخيم الذي سيرى النور قريبا مشيرا إلى أن الخطوات العملية للإنشاء بدأت بالفعل.

من جانبه، أعرب الدكتور «أنطونيوس أفقرينوس» رئيس «جمعية الصليب الأحمر» اليونانية عن شكر وتقدير حكومة اليونان لمبادرة دولة الإمارات المساندة لجهود بلاده في حماية ورعاية اللاجئين السوريين وتحسين ظروفهم الإنسانية.

وقال إن الإمارات تعتبر من أوائل الدول التي بادرت ووقفت بجانب اليونان لتعزيز جهودها في هذا الصدد، وتمثل مبادرتها دعما قويا لبلاده وتقديرا للدور الذي تضطلع به اليونان في مقابلة الاحتياجات المتزايدة للاجئين.

وأكد أن هذا الموقف الأصيل ليس بغريب على الإمارات التي تقف في مقدمة الدولة المانحة للمساعدات الإنسانية والداعمة والمساندة لأوضاع اللاجئين حول العالم.

وقال إن تعاون الجانبين من شأنه أن يحدث فرقا واضحا في حياة اللاجئين والخدمات الموجهة لهم.

وأشاد «أنطونيوس» بدور «الهلال الأحمر» الإماراتي في تبني قضية اللاجئين والتحرك نحوهم والعمل على تحسين سبل حياتهم، مؤكدا أن اليونان ستقدم جميع التسهيلات اللوجستية والفنية والخدمية التي تحتاجها الهيئة لإتمام هذا المشروع الإنساني التنموي والذي سيكون له مردود إيجابي على حياة اللاجئين إلى أن تنجلي قضيتهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات سوريا اليونان اللاجئين خليفة بن زايد محمد بن زايد

«أطباء بلا حدود» تطالب الدول المجاورة لسوريا بإدخال اللاجئين

‏الاتفاق الأوروبي التركي حول اللاجئين يدخل حيز التنفيذ الاثنين ⁦‪

«ستراتفور»: لماذا لا يمكن أن تحل مشاكل اللاجئين عبر إغلاق الحدود؟

محكمة أمريكية تعتبر رفض توطين اللاجئين السوريين «تمييزا»

فرنسا ترفض استقبال المزيد من اللاجئين السوريين

أنقرة وبرلين تتفقان على إغاثة اللاجئين السوريين العالقين على الحدود التركية

أمير الكويت ينتقد عجز المجتمع الدولي عن إنقاذ سوريا

اللاجئون في رمضان