صرح مسؤول في حركة «طالبان» الأفغانية، اليوم الثلاثاء، من مكان «مجهول» في «باكستان» أن  مباحثات أعضاء مجلس الشورى مستمرة حول اختيار خليفة لزعيم الحركة الملا «أختر منصور الذي قُتل في غارة السبت الماضي شنتها طائرة أمريكية بدون طيار.

ويجري مجلس شورى الحركة الثلاثاء مفاوضاته لليوم الثالث على التوالي، وتبدو المهمة معقدة لأنه «يبدو ان أيا من المرشحين المحتملين غير قادر على فرض نفسه»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية ( أ.ف.ب).

وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه «التوصل إلى إجماع قد يستغرق وقتًا».

وقال مسؤول كبير آخر في «طالبان»، ومقره في شمال غرب «باكستان»، إن العديد من القادة يطالبون بزعيم توافقي: برغم «أننا بحاجة إلى شخص يكون قادرا على المصالحة وليس إلى مقاتل».

وكان تعيين الملا «أختر منصور» الصيف الماضي كشف عن خلافات أحيانًا لا يمكن الالتفاف عليها. وكان عدد من الكوادر رفضوا أولًا إعلان الولاء له واعتبروا أن تعيينه جاء متسرعا في حين انشق آخرون عن الحركة.

ومن الأسماء التي تداولها الخبراء لخلافة منصور اسم الملا «يعقوب» نجل الملا «عمر» البالغ 25 عاماً  ويعد الأوفر حظًا.

وقال المحلل الباكستاني «رحيم الله يوسف زاي» «إنه قادر على توحيد الحركة خصوصًا وانه نجل الملا عمر» مؤسسها في عام 1994.

وأفاد مصدر في طالبان أن الشاب قد يكون تم رفض تعيينه زعيمًا للحركة؛ بسبب صغر سنه.

ويتم أيضا تداول اسم «سراج الدين حقاني» نجل مؤسس الشبكة التي تحمل الاسم نفسه حليفة «طالبان» والمقربة من «باكستان» لكنه قد يكون تم رفض الاقتراح أيضاً.

وحتى الآن لم تؤكد «باكستان» المقربة من «طالبان» مقتل الملا «منصور» الذي تولى قيادة الحركة لتسعة أشهر ونصف فقط.

وبحسب الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» والحكومة الافغانية فإن زعيم طالبان قتل في غارة لطائرة أمريكية من دون طيار السبت على منطقة نائية في باكستان.

وبحسب موقع بي بي سي عربي الأحد الماضي فقد أكد مسؤولون أفغان مقتل زعيم حركة طالبان، الملا أختر منصور، في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار.

واستهدفت الطائرة يوم السبت سيارة كان يستقلها الملا «منصور» في منطقة نائية جنوب غربي «باكستان» بالقرب من «الحدود الأفغانية».

وقال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إن منصور كان يشكل «تهديدا وشيكا ومستمرا للأفراد الأمريكيين».

وتولى «منصور» قيادة حركة «طالبان» في يوليو/ تموز 2015 خلفًا لمؤسسها وزعيمها الروحي، الملا «محمد عمر».

وقالت إدارة «الأمن الوطني» الأفغانية يوم الأحد الماضي إن «منصور» قتل في منطقة «دالباندي» في إقليم «بلوشستان» القريب من الحدود مع أفغانستان، وهو أول تأكيد رسمي لمقتل زعيم طالبان.

وأكد الرئيس الأفغاني التنفيذي «عبدالله عبدالله» في بيان له الأحد مقتل «منصور» في الغارة الجوية السبت.

و«عبد الله» هو أعلى مسؤول أفغاني حتى الآن يؤكد مقتل «زعيم طالبان».

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أعلنت أن العملية نُفذت بالقرب من بلدة أحمد وال قرابة الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت غرينتش)، وصدّق عليها الرئيس الأمريكي «أوباما.

وقالت إن الغارة «على الأرجح» قتلت «منصور» ومقاتلى آخر من طالبان كان برفقته.