تحول عقد زواج، لسيدة من قبيلة حرب السعودية، من مقيم سوري، إلى حديث موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
ففي الوقت الذي كان يقضي العروسان، أيام زفافهم الأولى، خرجت الأحاديث على «تويتر» بين مؤيد ومعارض، لهذه الزيجة، لتغلب وجهة النظر المؤيدة، التي شددت على أنه لا مانع طالما أن عمر الزوجين متقارب، وهما ينتميان لديانة واحدة، ولمذهب واحد، مما لا يمانع إتمام الزواج.
كما رد النشطاء على فكرة المعارضين الذين رأوا في هذا الأمر خرقًا للأعراف المتمسكة بزواج المرأة من القبيلة نفسها، أو من البلد أو الجنسية ذاتها، واستندوا على مبدأ تكافؤ النسب، بأن هذه ليست الحالة الأولى، التي تتم فيها زواج سعودية من أحد القبائل بأجانب.
معارضة
وتحت وسم «زواج حربية من سوري بالمدينة»، كتب «ابن هادي»: «الزواج من غير السعودي أو السعودية راح يغير التركيبة الديمغرافية للسعودية.. والانتماء الوطني راح يندثر مع الزمن».
وكتبت «غريبة عجيبة»: «أفضل للبنت أنها تتزوج من أهل بلدها حتى لا تتعب وتتشتت ويتشتت أبناءها معها».
وأضافت «حجازية»: «أنا ضد الزواج من عربي وأسيوي».
وغرد «زياد العديلي»: «الموضوع مو عنصرية.. لو عندك فرس أصيلة وغالية عليك ترميها مع بغل؟ أو خيل هجين؟.. تبغي تحافظ على سلالتها»، وأضاف: «أنا ممكن أتقبل سعودية تتزوج من حفيد هولاكو وجنكيز خان أو من قبائل آسيا الوسطى العريقة، بس السوريين خطر».
وتابعت «بدرية»: «إني أتقبل غير سعودي فكرة مستحيل اتقبلها أبدا.. ولد وطني ما يساوي بأحد».
حق للزوجين
أما المؤيدون، فتفاعلوا مع هذا الحديث، وأعطوا الحق للزوجين في إتمام هذه الزيجة، وقال «سويف الحجازي»: «تتم يومياً في المدينة عشرات عقود زواج حربيات من أجانب هنود وبنغال.. والسوري عربي أصيل ويشرف حرب»، وأضاف: «حسب ما نُقل لي عن وسيط الزواج المعروف منصور الحبيتر الحربي.. أن الزوج السوري من حمولة طيبة، وهو على كل حال يشرف قبيلة حرب».
وتابع «صلاح العنزي»: «اعتقد أن الهاشتاق بأكمله فيه إجحاف بحقها.. هذا الأمر مكتوب في قدريهما.. أم تريدونها أن تعنس بانتظار ابن العم الذي لا يأتي»، وأضاف: «للعلم.. الذي يقوم بتزويج البنت وليها الشرعي وليس بقية القبيلة».
أما «مون»، فغردت بالقول: «لو ولد متزوج سورية.. ما قلتم شيء.. والبنت حسبي الله عليها.. ليش حلال عليكم وحرام عليهم.. الله يسعدهم ويهنيهم اجتمعوا بالحلال».
وأضاف: «أحمد الشيخي»: «أنا بس ودي أعرف.. ليش الهاشتاق.. والاستغراب.. الواحد ما يعرف نصيبه فين.. فمالو داعي يعني كل دا التكبير للمواضيع».
وتابعت «دارين»: «أليس مسلم؟ وعربي؟.. إذا على النصب والاحتيال للأسف ما عاد فيه فرق بين السعودي والسوري.. إلا من رحم الله».
وكتب «أحمد»: «إيش الفرق بين السوري وباقي البشر؟، واضحة العنصرية مع إنه شخص عربي ومسلم.. إيش المشكلة لو تزوجها يعني الحروب نازلين من السماء؟».
أزمة مجتمع
أما الصحفي «تركي الشهراني»، فقال لصحيفة «عين اليوم»: «أغلب هاشتاقات تويتر لم تعد معبرة عن الحدث فقط أو إنها عفوية ببساطة القارئ، وقياساً على قصة المعلمة مع زوجها السوري مس الهاشتاق اسم القبيلة في كلمة حربية وأمورًا شخصية وأخرى ذات بعد عنصري، وجعل الحياة الخاصة للمقيم السوري والفتاة التي لها كيان اعتباري في المجتمع، كونها معلمة مادة مثيرة للجدل، وكأنهما ارتكبا جريمة تستحق التشهير».
وأرجع «الشهراني» تحديد اسم القبيلة في الوسم، إلى كسب التفاعل بصورة أكبر، خاصة أن قبيلة حرب تمتاز بتفاعلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
أما عن كتابة جنسية زوجها السوري، أوضح «الشهراني» أن هدفه الإضرار بعلاقة المجتمعين خاصة أن الشعب السعودي أكثر الشعوب تعاطفًا مع القضية السورية.
في الوقت الذي أرجع الدكتور «مشبب الأسمري» أستاذ علم الاجتماع التنظيمي في جامعة الملك عبدالعزيز، الاهتمام بهذه الزيجة، إلى أن المجتمع السعودي محافظ ومنغلق حتى مع وجود اللاجئين السورين أو اليمنيين بأعداد كثيرة جراء الأزمات.
وتابع: «كما أن المجتمع السعودي لم يتعامل من قبل مع لاجئين بهذا الشكل القريب، إضافة إلى اهتمامه بالجانب الاجتماعي أكثر من الجانب النفسي لكل فرد؛ بمعنى أن ما يحظى بالقبول مجتمعيًا مقدم على رغبة الأفراد المخالفة للقبول الجماعي».
وأضاف: «من الطبيعي أن تقابل هذه الزيجة بالاستنكار، وينظر لها بالمنظار القبلي تارة وبالمنظار السعودي تارة أخرى، كونه لاجئًا سوريًا»، مؤكدًا أن «أي ظاهرة غريبة في المجتمع تواجهه في بدايتها بالرفض لتكتسب التكيف والتقبل بالتدريج مع الوقت».
واختتم حديثه قائلًا: «وسائل التواصل الحديثة تساهم في تحويل الآراء تجاه قصص أو قضايا اجتماعيًا إلى أبعاد ذات تدفق نفسي عميق له تأثيره على المجتمع».
يشار إلى أن مسؤول في لجنة الموافقة على الزواج، بأمارة منطقة الرياض، كشف مطلع الشهر الجاري، أن هناك طلبات متزايدة من سعوديات خصوصا من ذوات المهن الرفيعة كالطبيبات والأكاديميات للزواج من حرفيين وسائقين أجانب يقيمون في السعودية.
فيما قال مأذون أنكحة في جدة، إن المصريين واللبنانيين والفلسطينيين يمثلون النسبة الأكبر كأجانب متزوجين من سعوديات.
