هو «تحريض صريح على القتل».. هكذا رد الكاتب الصحفي السعودي «جمال خاشقجي»، على تبرير أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لسعودي أطلق النار على طبيب، لأنه قام بإجراء عملية ولادة لزوجته.

ناشط يدعى «أحمد بن سعد القرني»، كتب على حسابه قائلا: «كيف يلام رجل غيور على محارمه.. طلب ألا يولد زوجته إلا دكتورة.. فلماذا لم يلبى طلبه.. بدلا من تطنيشه!.. يستاهل الدكتور».

ليرد عليه «خاشقجي»: «تحريض صريح على القتل، بمحاسبة أمثال هؤلاء يستقيم المجتمع، ويحسب كل متطرف مسؤولية قوله قبل أن يقوله».

جاءت هاتين التغريدتين، وسط حالة من الانقسام، شهدها «تويتر» بالسعودية، حول مطالبات بوسم «مستشفيات نسائية مستقلة»، عقب إعلان الجهات الأمنية المختصة بشرطة الرياض، ضبط المتهم بإطلاق النار على طبيب نساء وولادة من جنسية أردنية بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض.

وقالت المدينة الطبية، في بيان لها إن زوجة الجاني حضرت لقسم الطوارئ بالمستشفى قبل أسبوع في حالة وضع، ولم تكن تراجع في المستشفى من ذي قبل وتم إسعافها وإدخالها غرفة الولادة، ووضعت بشكل طبيعي، وتم خروجها مع الطفل في اليوم التالي بصحة جيدة.

وأوضحت في بيانها أن الجاني قد حضر باحثا عن الطبيب، مبديا اعتراضه على توليد زوجته، وقام بالاعتداء عليه والشروع في قتله بإطلاق الرصاص تجاه صدره.

وكشفت التحريات، بحسب ما نقلتها صحيفة «الرياض»، إن المتهم كان من ذوي أحد المرضى، وقام بإطلاق النار على طبيب أردني في مستشفى النساء التخصصي بالمدينة الطبية، فيما كشفت الفحوصات عن إصابة الطبيب بعيار ناري في الذراع اخترق الرئة وصولا إلى استقرارها في الكتف، إلا أن حالته الصحية مستقرة.

تأييد

الوسم الذي احتل مراتب متقدمة بين الوسوم الأكثر تداولا بالمملكة، شهد تأييد من بعض النشطاء، حيث قال «مصلح»: «لو تم تخصيص مستشفيات نسائية مستقلة مثل مشفى الوفاء لم حصل إطلاق نار على طبيب نساء وولادة.. نتمنى وزير الصحة يعممه على باقي المناطق».

وأضاف «عبد العزيز الزهراني»: «خير دليل على أن اختلاط النساء مع الرجال مفتاح شر.. حادثة مواطن يطلق النار على طبيب ومثلها كثير».

وغرد حساب «لنشر الخير نسعى»: «شاهدنا مواقف مؤسفة تحصل في المستشفيات.. لا نريد أحد يحدثنا عنها.. كله بسبب الاختلاط وهذا القرار المبارك سيضع حد لهذا الشيء».

وتابع «وضاح»: «نجاح تجربة المستشفى النسائي في القصيم.. بخصوصية نسائية لم يسبق لها مثيل يؤكد على أهمية تعميم هذه التجربة على مدن المملكة».

بينما كتب «أبو حذيفة»: «أصبحت ضرورة مستقلة في ظل زمن المغريات للتخلص من المستشفيات المختلطة التي صارت بؤر للاختلاط والعلاقات المحرمة».

وكتبت «مها»: «أنا من حقي كامرأة سعودية يكون لي مستشفى تحفظ خصوصيتي، مثل الكشف والولادة وغيرها»، بينما قال «رياض الزهراني»: «يسعون بشتى الوسائل إلى تأنيث المجتمع ويعتبرونه تقدما.. وإذا طالبنا بـمستشفيات نسائية مستقلة قالوا يا متخلفين».

أما «جود» فقالت: «نتمنى من وزارة الصحة الاهتمام بهذا المطلب المجتمعي لتكون للمرأة فيه خصوصية بعيداً عن الرجال».

وأضاف «رائد العقل»: «من حق المرأة أن تفحصها امرأة، ومن قال أن الطبيب الرجل يتسامى في المهنة فهو كاذب».

بينما كتب «عوض الشهري»: «المستشفيات النسائية المستقلة تعني بيئة عمل آمنة، ووظائف نسائية أكثر، وتوجه أكبر للتخصصات الطبية، ومنع المحظورات الشرعية كالاختلاط والخلوة».

وتابع: «سالم العطري»: «نتمنى.. ذلك بس مستحيل تصير في هذا العهد».

رفض

بينما رفض آخرون الاقتراح، وكتبت «هيلين»: «الصحابيات وزوجات الرسول كن يشاركن بالغزوات وتطبيب الرجال.. وأنتم بجهلكم تحرمون ما أحل الله».

وأضاف «رياض السميري»: «ثقافة الريبة والخوف من التعامل مع الجنس الآخر تكرست في عقول الكثير للأسف».

واتفق معه «منصور الغامدي»: «لماذا نذهب دائما إلى الفكر المتطرف الغير قابل للتطبيق.. المنطقي أن نطبق تعاليم ديننا ونزرع تقوى الله في أنفسنا».

وغرد «فهد الشمري»: «الأفضل تقسمون السعودية بالمرة.. وتخلون نصف للرجال ونصف للنساء».

أما «منار» فقالت: «نطوف حول الكعبة نساء ورجال ونسعى بين الصفاء والمروة رجال ونساء.. وين الخلل بالضبط؟».

واتفق معها «بندر الدريب»: «بعد فترة سيخرج من يطالب بتقسيم الحرم إلى شفتات، أوقات للرجال وأوقات للنساء، والله سيحاسبكم ربنا على زيادتكم على دينه».

بينما قال «سعيد»: «رجاءً إذا عندك: مشاكل اجتماعية، وعقد نفسية، وشكوك وهلاوس.. لا تلصقها بدين الله عز وجل ، فديننا منها براء».

أما وجهة النظر التي جمعت بين الإثنين، فقال عنها حساب «استغفر الله»: «ممكن كوادر نسائية.. إما مستشفى خاص للنساء لا.. يكفي المدارس والتسيب اللي فيه.. يضربن الطالبات والفطور والحلى اللي ما يخلص».

واتفقت معه «شيبمنكيز»: «اعتقد أكثر الحساسية تكون عند الولادة.. فلذلك يكفي مراكز توليد فقط.. ومراقبة لما بعد الولادة 6 ساعات إلى 12 ساعة.. وستكفي».

بينما قال «أحمد الشهري»: «المستشفيات تقوم على أقسام فنية،إدارية وأقسام مساندة لن تستغني عن الرجل فيها، أقسام خاصة بالنساء في المستشفى ممكن».

يشار إلى أن «توفيق الربيعة» وزير الصحة، اطمأن هاتفياً صباح اليوم، على صحة الطبيب المصاب.

بينما قام «حمد الضويلع» نائب وزير الصحة، صباح اليوم، بزيارة الطبيب المصاب، وحرص على الاطمئنان على الحالة الصحية للطبيب، وما يقدم له من خدمات علاجية.

وعبّر «الضويلع» خلال زيارته للطبيب والذي يتلقى علاجه في مدينة الملك فهد الطبية عن تمنياته بالشفاء العاجل، مبينا أن الوزارة حريصة كل الحرص على كافة العاملين السعوديين والوافدين في القطاع الصحي من أطباء وفنيين وإداريين على سلامتهم لكي يأدوا أعمالهم في خدمة ورعاية المرضى، مؤكدا أن «الوزارة ترفض مثل هذه الاعتداءات أو أي ممارسات تسئ للطواقم الطبية»، مشيراً إلى أن مثل هذه الممارسات تعد غريبة على المجتمع السعودي.