أكد الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، أن خطأه الأكبر في السياسة الخارجية كان يتعلق بالتدخل العسكري في ليبيا، مقرًا بأن الفوضى تسود هذا البلد العربي اليوم.
وقال إنه يرتكب خطأ ما يومياً بناءً على افتراضات غير صحيحة تجعله يلجأ إلى عقله.
وأوضح «أوباما»، في مقابلة مع شبكة «بى بى إس» الإخبارية الأمريكية بولاية «إنديانا»، أمس الأربعاء، أن الأخطاء في السياسة الكبرى تأتي أحيانا بسبب النقص في المعلومات الموثوقة والمدققة، مشيرا إلى أن رئيس الولايات المتحدة نفسه يضطر أحيانا لاتخاذ القرارات انطلاقا من افتراضات، وليس من معلومات مدققة، حسب صحيفة «رأي اليوم» اللندنية.
وأضاف: «إنني أرتكب خطأ ما كل يوم، وأحيانا عليك أن تعتمد على عقلك السليم، لأنك تتعامل مع الافتراضات».
واستطرد قائلا: «سبق لي أن قلت إن الخطأ الأكبر الذي ارتكبت كان يتعلق بالتدخل في ليبيا ضمن التحالف الدولي». وذكر بأن هذا التحالف، الذي أيد المعارضة المسلحة المناهضة لـ«معمر القذافي»، فشل في تأمين الاستقرار في البلاد، ومساعدة الليبيين في تشكيل حكومة جديدة.
ورأى الرئيس الأمريكي أنه كان عليه أن يحشد تأييدًا دوليا أوسع قبيل التدخل عسكريا في ليبيا.
وبشأن أكبر خطأ له في السياسة الداخلية، قال «أوباما» إنه جاء بسبب فشله في أن يوضح للأمريكيين صعوبات إنعاش الاقتصاد الأمريكي بعد فترة الكساد.
واعتبر أن هذا الخطأ منعه من حشد التأييد اللازم لحزمة أوسع من الإجراءات الرامية إلى إحياء الاقتصاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها «أوباما» عن الأزمة الليبية بعد الإطاحة بـ«القذافي»، إذ قال في 11 من أبريل/نيسان الماضي، لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، ردا على سؤال حول «أسوأ خطأ ارتكبه»: «على الأرجح عدم وضع خطة لمرحلة ما بعد، وذلك غداة ما أظن أنه كان تدخلاً مبرراً في ليبيا» .
وقال في سبتمبر/أيلول الماضي خلال خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «التحالف (العسكري الدولي الذي تدخل في ليبيا خلال عام 2011) كان يمكنه، وكان يجب عليه أن يفعل المزيد لسد الفراغ (الذي حدث في السلطة في ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي)».
وبعد سقوط «القذافي» انهارت السلطات الليبية في عام 2011، دخلت البلاد في انقسام سياسي حاد لم يتم الخروج منه حتى الآن.
ويترك «أوباما» حكم الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني المقبل بعد قضاء مدة ثمانية سنوات تشكل ولايتين رئاسيتين.
