«الخليج» يتجنب هجمات «الدولة الإسلامية» في رمضان بتشديد الحراسة حول المساجد

السبت 4 يونيو 2016 10:06 ص

تكثف دول الخليج من جهودها الأمنية؛ مع قرب بداية شهر رمضان، تحسباً لشن هجمات على المساجد خلال الشهر الفضيل، مستندة في ذلك إلى عدة هجمات وتفجيرات حدثت خلال العام الماضي، تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية».

ففي رمضان الماضي شهدت الكويت تفجير «مسجد الإمام الصادق»، الكائن في منطقة «الصوابر»، والذي أدى إلى مقتل 28 شخصاً، وإصابة 227 آخرين بجروح متفاوتة.

كما شهدت «السعودية» تفجير جامعي «الإمام الحسين»، و«القديح» في الدمام، شرقي المملكة، وذلك أثناء خطبة صلاة الجمعة، تبناهما أيضاً التنظيم.

وفي هذا السياق، ألغت «وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية» إقامة الخيم بجوار المساجد كما جرت العادة في شهر رمضان من كل عام.

وكشفت مصادر مطلعة أن القرار جاء بناء على طلب وزارة الداخلية، التي شددت على أن الدواعي الأمنية تستلزم إلغاء الخيم المجاورة لبيوت الله خلال الشهر الفضيل.

وستؤمن «الإدارة العامة لقوات الأمن الخاصة» مساجد البلاد خلال شهر رمضان، بحسب مصادر قالت إنه جرى تحديد العناصر المكلفة بالتأمين، وإبلاغهم بدورهم وواجباتهم، وإبلاغ كل عنصر بالمسجد المكلف بتأمينه، أو الحسينية، وفق فريق أمني متكامل.

السعودية والتنظيم

أما في «السعودية» فتستعد وزارة الشؤون الإسلامية لاستقبال الشهر الفضيل على وقع استعدادت أمنية؛ للحفاظ على أمن المصلين من أي هجمات غادرة.

وكشف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ «صالح آل الشيخ»، أن الوزارة بدأت تجربة وضع كاميرات مراقبة تساند رجال الأمن في 3 مساجد، وكانت ناجحة، ومتى توفرت الإمكانات المادية سيتم توسيع التجربة.

وسبق أن أعلن «توفيق السديري»، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، في فبراير/شباط الماضي عن صدور قرار اعتماد نظام الحراسات الأمنية المدنية للمساجد، وذلك وفق شروط ومواصفات محددة للمشاريع الجديدة.

وأضاف: «اعتمدت الوزارة مؤخراً قرار تطبيق حراسات، ونظاماً أمنياً متكاملاً يلزم تطبيقه في كافة المشاريع الجديدة، وتتضمن وضع كاميرات وحراسات مدنية، وبالأخص في الجوامع الكبيرة».

وأكد «السديري» أن «المختصين بشأن الحراسات المدنية داخل المساجد يشترط ترخيصهم من قبل الوزارة»، مشيدا بدور الجهات الأمنية الكبير بشأن حماية أماكن العبادة.

مدير الأمن العام السعودي، الفريق «عثمان المح+رج»، جدد عزم بلاده على مكافحة مَنْ سمّاها «الفئة الضالة»، إذا اقتربت من المساجد، التي تعهّد بأنها ستبقى تحت الحماية الأمنية في المناطق كافة، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية.

دول التعاون الخليجي

وكان وزير الداخلية البحريني، «راشد بن عبد الله آل خليفة»، أعلن عن تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية المساجد وغيرها من دور العبادة خلال شهر رمضان المبارك.

من جانبه، اعتبر «إبراهيم الغنيم»، الخبير في الشؤون الأمنية، أن «التأكيد والحرص على أمن المساجد في دول الخليج واجب على الجميع، وهي السبب وراء كشف المخططات الإرهابية، التي حاولت بث الفرقة والنزاع؛ عبر استهداف المساجد».

وبحسب موقع «الخليج  أون لاين» يسعى «الدولة الإسلامية» إلى اختراق أمن دول مجلس التعاون؛ عبر إقناع شريحة من مواطنيها بصحة مشروعه، معتمداً على تأجيج التجاذبات الطائفية والسياسية؛ عبر تفجير الحسينيات الشيعية، مستغلاً في الوقت ذاته تنامي شبكات التجسس الإيرانية.

ويقول التنظيم -الذي يسعى للتمدد من معاقله في العراق وسوريا- إن هدفه الأهم هو «شبه الجزيرة العربية، وبالأخص السعودية، ومن هناك يخطط لطرد الشيعة الذين يتبنى التنظيم نهجاً يكفرهم» .

وفي فبراير/شباط الماضي اتفقت دول مجلس التعاون الخليجي على التنسيق الأمني فيما بينها لمواجهة الإرهاب، مؤكدين وحدة «دول الخليج العربي في مواجهة أي محاولات للإخلال في أمن واستقرار دول المجلس».

وأكد بيان لـ«وزراء داخلية» دول المجلس أهمية التنسيق والتعاون في كل الإجراءات، والخطوات الرامية للتصدي لآفة الإرهاب الخطيرة، والتي تستهدف أمن واستقرار دول المجلس.

وكانت السعودية صنفت أخيرا «الدولة الإسلامية» في سوريا كجماعة إرهابية– ضمن جماعات أخرى شملها هذا التصنيف- وحاولت من خلال سياساتها تجاه الأزمة السورية إضعاف هذا التنظيم في الداخل السوري في مواجهة جماعات المعارضة السورية الأخرى الأكثر اعتدالا.

إلا أن نجاح التنظيم في السيطرة على عدة أماكن استراتيجية في العراق سيعمل على تثبيت وضعه ونفوذه في مجريات الصراع العسكري الدائر في سوريا. بحسب مجلة السياسة الدولية المصرية.

حالة حرب 

وفي تقرير لـ «الجزيرة نت» تناول خطر الدولة الإسلامية عقب تفجيرات مساجد الكويت والسعودية في يوليو/تموز العام الماضي جاء فيه أنه نه من الملاحَظ أن التنظيم -وخلافا لتنظيم «القاعدة»- يرتكز إلى «أيديولوجية مذهبية» قوامها اللعب على وتر الانقسام وبثُّ الفتنة الطائفية؛ فالتنظيم أكَّد أن هدف أعمال العنف التي قام بها -حتى الآن- في بعض دول الخليج يتمثل في استهداف الشيعة في شبه جزيرة العرب.

وقد بدا ذلك جليًّا من استهداف تفجيراته الإرهابية مساجد لأبناء المذهب الشيعي في كل من السعودية والكويت.

وفي الوقت ذاته، ومن باب التمويه الاستراتيجي، يعلن التنظيم بين الحين والآخر عن نيته استهداف مواقع حيوية مثل السفارات الأجنبية، وهذا يعزز ما أعلنت عنه الأجهزة الأمنية السعودية في مايو/أيار 2015 عن إحباط مخطط لتفجير انتحاري ضد السفارة الأميركية في الرياض.

ولا شك أن هذه الأيديولوجية، في حال نجاحها، تنذر بشق الصف الوطني والإضرار باللحمة المجتمعية، ومن ثم تهديد هوية الدولة الوطنية في دول الخليج التي يُعتبر المكون الشيعي أحد أطياف مكونات النسيج المجتمعي فيها.

وعكست ردود أفعال الجهات الرسمية والشعبية إزاء التفجيرات التي تبناها التنظيم في السعودية والكويت، درجة عالية من الوعي السياسي والمجتمعي بمخاطر هذا التنظيم على الوحدة الوطنية في المجتمعات الخليجية؛ حيث صرَّح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي، «محمد الخالد الحمد الصباح»، بأن بلاده في «حالة حرب» مع التنظيمات المتطرفة أمثال داعش، كما اعتبر كتاب رأي كويتيون أن ما تعرضت له بلادهم من تفجيرات إرهابية على يد التنظيم يشبه إعلان الحرب على الدولة والمجتمع.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

دول التعاون تنظيم الدولة رمضان المساجد حماية امنية

«الداخلية» السعودية: الانتحاري الثاني في تفجير مسجد الأحساء مصري الجنسية

الحكم بإعدام المتهم الأول في تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت

إمام الحرم المكي: من أعظم الغدر قتل المصلين وتفجير المساجد

«الدولة الإسلامية» يتوعد شيعة الكويت في تسجيل صوتي لمنفذ تفجير مسجد «الصادق»

27 قتيلا وأكثر من 200 جريح في تفجير مسجد للشيعة بالكويت نفذه انتحاري بتنظيم الدولة