نشر موقع فضائية «العربية» السعودية على الإنترنت تفاصيل عن الزيارة التي أجراها أسطورة الملاكمة العالمي، الأمريكي «محمد على كلاي»، إلى السعودية قبل نحو 44 عاما؛ لأداء فريضة الحج بعد إسلامه.

وتوفي بطل العالم السابق للملاكمة في الوزن الثقيل، أول أمس الجمعة، عن عمر ناهز 74 عاما بعد مشوار حافل في حلبات الملاكمة سجل فيه أرقاما قياسية، وكان له حضور متميز ومواقف مثيرة للجدل مما جعله واحدا من أشهر شخصيات القرن العشرين.

ولفتت «العربية»، في تقريرها، إلى أن «كلاي» زار السعودية؛ لأداء الحج في عام 1972، لكنها لم تكن زيارة دينية فقط، بل قومية على حد قول إحدى وكالات الأنباء آنذاك، والتي قالت إن زيارة الرجل للمملكة «أخذت طابعا قوميا، وواضح مدلول المبالغة في هذا التعبير إلا أنه يعكس وبصورة دقيقة ما وجده الرجل من حفاوة اشترك بها رجل الشارع».

تفاصيل تلك الزيارة أوردها تقريرا نشرها الكاتب السعودية «تركي عبد الله السديري» بعنوان «التغطية»، وكان الموضوع الرئيس لـ«مجلة اليمامة»، العدد 185 للعام الهجري 1391.

ومما جاء في التقرير، أن الآلاف خرجوا إلى المطارات الثلاث  في المملكة، التي هبطت بها طائرة «كلاي» بالهتاف والالتفاف من جمهور الرياضة حول البطل المسلم، فلم يكن يذهب إلى مكان إلا ووجد عند خروجه أن الناس تجمعوا وبشكل عجيب وسريع.

وقال «السديري» مبرراً أسباب ترحيب السعودية بالبطل المسلم آنذاك: «لماذا رحبنا به؟. هذا أمر بديهي لأن دولة الإسلام وعاصمة الإسلام من شأنها، بل من أبرز واجباتها أن تحتضن كل مكسب إسلامي من شأنه أن يمثل إنجازاً إعلامياً لدعوتنا الإسلامية السمحاء، وأي رجل مهما كانت قيمته سيجد من هذه البلاد كل ترحيب وحفاوة حين يقرر دخول الدين الإسلامي».

ونوه «السديري» إلى أن زيارة «كلاي» للسعودية، مثلت إنجازا إعلاميا عالميا للمملكة؛ إذ «تسابقت وكالات الأنباء على نشر أخبار تنقلاته وزياراته؛ ليعرف ذلك معظم سكان المعمورة، وهذا إنجاز إعلامي، وإن لم يكن هذا هدفنا من الزيارة، إلا أنه أتى عرضا فرحبنا به». وحول إسلام «كلاي»، قال «السديري»: «والذين أرادوا في بداية إسلامه أن يصوروه رجلاً يبحث عن الأضواء صمتوا من تلقاء أنفسهم أمام الجهود التي بذلها الرجل من أجل تنوير المسلمين وتعاونهم في أمريكا، ولا شك أن أي أقلية في مجتمع كبير من شأنها أن تمارس نوعاً من الرفض والتمرد على بعض قيم ومفاهيم هذا المجتمع الكبير الذي لا تنال فيه حقوقها كاملة، لكن هذا الرفض والتمرد يجب أن يمارس على قيم تؤثر بالمجتمع ويتأثر بها".

وفي تقريره، أسهب «السديري» حول البطل المسلم الذي كشف عن كرهه لاسمه القديم قبل إسلامه «كاسيوس كلاي»، الذي «يشعر أنه يعيده إلى ديانة لعب التحريف دوراً كبيراً في طقوسها، كما يعيده إلى حياة التمييز الطبقي؛ حين كان مجرد زنجي لا يملك أي رصيد من شهرة، وهو يجد في الإسلام حسب ما تقول تعاليمه أكبر مساواة بين رجل الشهرة والمال ورجل الشارع، الذي كان عاملا أو أي شيء آخر».

ويضيف: «عند هذه النقطة يجب أن نهضم بروزه (أي: كلاي) كداعية إسلامي وكرجل ألقى الكثير من محاضرات التوعية، ولم يقبل بالمفاضلة بين إسلامه وبين أي قيم أو ماديات أخرى، وقد استطاع البطل أن يتجاوز حدود ما تعطيه الحلبة من شهرة وعالمية ليكون واحداً من موجهي الرأي العام العالمي بسبب مواقفه المتعددة من قضايا إنسانية وعسكرية جعلته يستقطب اهتمام أنظار العالم على اختلاف ميوله واتجاهاته وأهدافه».

وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده في مدينة جدة، إبان الزيارة، ونشرته العديد من الصحف الكبرى حول العالم في تلك الفترة، يصف «السديري» «كلاي» بالطفولي والفوضوي.

وقال عنه: «له بعض التصرفات الطفولية التي تتفق وقامته المديدة وقبضته القوية خصوصاً حين ينظم الأشعار في خصومه أو يجري معهم محادثة هاتفية بعد أقرب فوز يحققه على بعضهم، ومع هذا فهو محبوب وصاحب شخصية جذابة يهتم كثيراً بمداعبة الأطفال ويحرص على تقبيلهم».

والتقى «كلاي»، خلال الزيارة الأمير الراحل «فيصل بن فهد»، المدير العام لرعاية الشباب في السعودية آنذاك.

وأعدت له رعاية الشباب برنامج زيارة حافلا طيلة فترة إقامته في الرياض، زار خلالها بعض المنشآت الرياضية، والتقى عدداً من الشخصيات الرياضية.

كذلك، نشرت صحيفة «الرياض» صورة يظهر فيها البطل العالمي المسلم إبان زيارته للعاصمة السعودية ويظهر في هذه الصورة في أقصى اليسار الأمير الراحل «فيصل بن فهد» وهو يتحدث مع الملاكم العالمي، وفي يد كل منهما كوب من الشاي، ويظهر على يسار «كلاي» الأمير الراحل «فهد بن سلمان»، ثم الأمير «فهد بن سلطان» أمير منطقة تبوك، آنذاك.

«كلاي» على غلاف مجلة اليمامة في العدد 185

«كلاي» خلال زيارته للرياض وصورة مع الأمراء «فيصل بن فهد» (أقصى اليسار) و«فهد بن سلمان» (الثالث من اليمين) و«فهد بن سلطان» (الثاني من اليمين)