قال رئيس المؤسسة العامة للصناعات العسكرية بالمملكة العربية السعودية المهندس «محمد بن حمد الماضي»، إن الصناعات العسكرية في المملكة سوف تشهد نقلة نوعية على ضوء ما وجه به ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان» ووفقا لرؤية المملكة 2030 بحيث نصنع ما لا يقل عن 50% من الإنفاق العسكري داخل المملكة.

وأضاف «الماضي» خلال تصريحه لـصحيفة «الجزيرة» أن الأمير «محمد بن سلمان» حريص كل الحرص على توطين الصناعات العسكرية من خلال المؤسسة العامة للصناعات العسكرية من خلال التعاون مع القطاع الخاص وخاصة المصانع التي تمتلك قدرات عالية الجودة في مجال التصنيع.

وتابع: «الإنفاق العسكري يفوق 67 مليار دولار سنويا بحيث لو تم توفير نصف هذا المبلغ لاستطعنا إقامة صناعات كبيرة ذات مستويات عالية ومتطورة في شتى المجالات سواء الذخيرة أو قطع الغيار للمعدات العسكرية».

وأشار إلى أن استراتيجية المؤسسة العامة للصناعات العسكرية سوف ترى النور قريبا من خلال بناء شراكات مع شركات كبيرة داخل المملكة وخارجها ومن خلال جلب التقنية المتطورة، لافتا إلى أن نقلة التقنية إلى المملكة حتى تصبح دولة صناعية لابد من توفير المعدات وبناء الكوادر الوطنية والمدربة والمؤهلة تأهيلا عاليا وهذا ما تسعى إليه المملكة من خلال رؤيتها القادمة.

وذكر أنه يوجد في المصانع الحربية صناعات ثقيلة ومتطورة بالإضافة إلى وجود مصنع في الدمام سيتم توسعته عن طريق الاستثمار فيه لسد احتياجات القطاعات العسكرية، بالإضافة إلى مصنع حديث تم تشييده في مدينة الرياض لإنتاج أجهزة الاتصالات (الراديو).

وأوضح أن مستقبل الصناعات العسكرية في المملكة مستقبل واعد خاصة بأنه يوجد حاليا صناعة الطائرات بدون طيار، قائلا: «قطعنا شوطا كبيرا فيها وقريبا ندشنها في خدمة قطاعاتنا العسكرية».

وبين أن الأمير «محمد بن سلمان» يطمح إلى صناعات متطورة جدا تخدم القوات المسحة، وليست صناعات تقليدية، بل توجه في نقل التقنية من الخارج إلى الداخل وبعقول سعودية، وهو ما يتطلب جهدا وتخطيطا استراتيجيا.

وكشف أن لدى المؤسسة خطة شاملة لتدريب الشباب السعودي على هذه التقنية وعلى التصنيع العسكري، وأن هذه الصناعات تتطلب أعدادا كبيرة جدا من شتى الفئات التعليمية وخصوصا الشهادات العليا في مجال الأبحاث والمهندسين في مجال تطوير الأسلحة وخريجي المعاهد المهنية في مجال صناعة قطع الغيار.

وصرح  بأن مثل هذه الصناعات الدقيقة يمكن أن تستفيد من المرأة السعودية المتعلمة في هذا المجال وفتح آفاق جديدة أمامها.

ورأى بأن الصناعات العسكرية في المملكة سوف تضاهي صناعة الطاقة من ناحية توظيف أعداد كبيرة من السعوديين، وتوفير وظائف ذات قيمة عالية.

وقال: «لدينا مصانع للملبوسات العسكرية ولكن طموح الأمير محمد بن سلمان أكبر من ذلك، حيث يريد نقلة نوعية من الملبوسات العسكرية ومتطورة وحامية للأفراد من أي أخطار في مجالات الحروب الجرثومية والكيميائية وما تعمل عليه ومن خلال استخدام نسيج تقني متطور من خلال الدخول مع شركات لإنتاج تلك المادة».

وحول عدد الشركات التي سوف تعمل في مجال التصنيع أوضح بأن هناك أعدادا كبيرة تقدمت بطلباتها للعمل في مجال التصنيع وهي شركات لها خبرة.

وبين أن هناك علاقة قوية مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعات المملكة في مجال الأبحاث والتصنيع العسكري، وأن هناك اتفاقيات مع هذه القطاعات وسيتم تطوير هذا التعاون إلى الأفضل.