«ستراتفور»: أزمة النفط تهدد الاستقرار السياسي في دول أوبك

الثلاثاء 7 يونيو 2016 09:06 ص

قال تقرير لمعهد «ستراتفور» أنه على الرغم من أن منظمة «أوبك» لم تمت تماما ويتوقع انتعاش دورها في المستقبل مع استقرار أسعار النفط واحتمالات ارتفاعها، إلا أن تدهور الأسعار الحالي يربك أوبك ويؤثر على استقرار حكم قادة دول نفطية مثل فنزويلا ونيجيريا، في وقت لا يواجه فيه حكام الخليج نفس المخاطر مثل الانقلابات أو عدم انتخابهم مرة أخري.

ونوه التقرير إلى في فنزويلا والعراق ونيجيريا، أدي انخفاض أسعار النفط إلى تفاقم الأزمات السياسية القائمة، ووضع قادة الدول في خطر خسارة حكمهم، في وقت تبدو فيه استراتيجية أوبك للتعامل مع ارتفاع أسعار النفط على المدى الطويل «باهتة وغير مناسبة»، بينما دول مثل السعودية لديها ضمانات أخري للبقاء والاحتفاظ بالسلطة في السنوات القادمة.

وجاء في التقرير الذي نشره الموقع تحت عنوان: «أعضاء أوبك يواجهون مشاكل في بلادهم»، الإشارة إلى الأجواء المختلفة التي سادت الاجتماع الأخير لـ«أوبك» الخميس الماضي، مقارنة باجتماع «أوبك» في فيينا، يونيو/حزيران الماضي الذي فشل فيه الأعضاء في التوصل لخفض إنتاج النفط بهدف رفع الأسعار.

ووصف الموقع اجتماع أوبك الأخير في فيينا بأنه كان هادئا، وحاول فيه الأعضاء إظهار توصلهم لتوافق في الآراء، رغم عدم التوصل إلى اتفاق فعلي، مقارنة باجتماع ديسمبر/كانون الأول 2015، واجتماع أبريل/نيسان 2015.

ونوه إلى أنه «بكل المقاييس، كانت المناقشات إيجابية»، واتفق الحضور على أن «سوق النفط يتعافى ولو ببطء».

وأشار «ستراتفور» للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، والتي تظهر أن إنتاج الولايات المتحدة انخفض إلى 8.735.000 برميل يوميا بانخفاض بلغ مائتي ألف برميل يوميا منذ اجتماع أوبك في إبريل/نيسان الماضي، وانخفاض 430 ألف برميل يوميا منذ اجتماع أوبك في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مشاكل سياسية

ويقول تقرير «ستراتفور» أنه على الرغم من الجو الودي الذي ساد داخل الاجتماع، فإن معظم منتجي أوبك، وعلي عكس قادة دول مجلس التعاون الخليجي، يعانون من ضائقة سياسية واقتصادية ومالية وخيمة قد تؤثر على بقائهم في السلطة.

ويرى التقرير أنه قبل أن تتحسن أسعار النفط إلى المستوى الذي يتوقعه قادة أوبك، فإن الأزمة قد تعصف بحكام العديد من الدول التي تأثرت أوضاعها الاقتصادية، مثل العراق ونيجيريا وفنزويلا، حيث يمكن أن تزداد الأمور سوءا قبل أن يتحسن سعر النفط.

وأشار التقرير إلى أن ذه الدول تفتقر إلى الاستقرار المالي علي عكس دول مجلس التعاون الخليجي التي لديها خطط واحتياطيات ضخمة لمواجهة أزمة انخفاض أسعار النفط، ولا يمكنها تحمل الأزمة لفترات أطول.

فخلافا لدول مجلس التعاون الخليجي، يواجه قادة دول مثل فنزويلا ونيجيريا مخاطر وقوع انقلابات عسكرية في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، أو مخاوف من عدم إعادة انتخابهم، إذ أن انخفاض أسعار النفط يهدد رئيس فنزويلا والحزب الحاكم بخسارة الانتخابات المقبلة، بسبب التضخم والاضطرابات.

كما أن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» الذي تولي منصبه في سبتمبر/أيلول 2014. يواجه مشاكل بسبب تراجع عائدات النفط وحربه مع تنظيم «الدولة الإسلامية» التي استولت على الموصل بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه منصبه، بسبب صراعه مع رجل الدين الشيعي «مقتدي الصدر» الذي احتل أنصاره البرلمان محتجين على الفساد الحكومي.

وفي منطقة دلتا النيجر في نيجيريا، عاث متشددون فسادا في مناطق صناعة النفط في البلاد الشهر الماضي، حيث فاز الرئيس «محمد بوهاري» في انتخابات العام الماضي بفارق قليل يبلغ 5% من أصوات الناخبين، وهناك صراعات مع أنصار سلفه «جودلاك جوناثان»، في ظل انخفاض عائدات النفط واتهامات بالمحسوبية.

وهناك ثلاث جماعات متشددة تقوم بتنفيذ العديد من الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للنفط منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وساهمت هذه الهجمات في تراجع حاد لإنتاج النفط في نيجيريا، من 2.2 مليون برميل يوميا إلى 1.4 مليون برميل يوميا منذ بداية العام. وقد أدى انخفاض الإنتاج بدوره إلى تفاقم الميزانية.

ومع أن الرئيس النيجيري «بوهاري» لا يواجه انتخابات وشيكة، كما أنه سعي لاسترضاء جماعات المصالح المختلفة والمتباينة بعد انخفاض عائدات النفط بإلغاء الدعم عن الوقود، إلا أن هناك مخاوف من انقلاب عسكري جديد ضده قد يطيح به.

وينوه الموقع إلى أن هذه المخاطر قد تدفع هذه الدول الأخرى لعدم البقاء في أوبك التي تشهد انقساما في الآراء وباتت مشلولة في ظل الأزمة الحالية، وغير قادرة على تجميد أو حتى خفض الإنتاج، بهدف رفع الأسعار.

ويختم التقرير بالتأكيد أنه بالرغم من أن اجتماع أوبك يوم الخميس الماضي لم يسفر عن أي تغيير في السياسة النفطية، إلا أنه لم يسمح للسعودية برأب الصدع بين من أعضاء أوبك وغيرهم ممن هم خارجها من الدول المنتجة، ولكن يتوقع في نهاية المطاف توحد أراء الجميع للحفاظ على قوة النفط.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انخفاض أسعار النفط أوبك دول الخليج نيجيريا العراق فنزويلا السعودية فيينا تثبيت الإنتاج

«الفالح» يستميل «أوبك».. سياسة سعودية جديدة لاستعادة الدور

الشقاق بين السعودية وإيران يعرقل استراتيجية الأمد الطويل لأوبك

«أوبك» .. موت منظمة

إيران تدعو لتوثيق العلاقات مع روسيا والعراق وفنزويلا في مجال الطاقة

«تليغراف»: حرب أسعار النفط قد تؤدي إلى انهيار حكومتي الرياض وموسكو

النفط يسجل أعلى سعر للعام بفعل توقعات المخزون الأمريكي ونيجيريا

الخام الأمريكي يصل إلى 50 دولارا للبرميل في أعلى مستوى له خلال 2016

تعطيلات المعروض وطلب الصين ترفع النفط لأعلى سعر في 8 أشهر

«صندوق النقد»: إصلاحات خليجية مطلوبة للتعايش مع أسعار النفط المنخفضة

«غازبروم» الروسية تتهم «أوبك» بزعزعة استقرار أسواق النفط

3 أسباب تحرم أوبك من تنظيم سوق النفط

مؤتمر «أوبك» يؤكد جدوى السياسة النفطية السعودية

«أوبك»: السعودية ستقود استثمارات الطاقة مع الإمارات والكويت خلال السنوات الـ 5 المقبلة

«أوبك»: تحسن سوق النفط في 2017 رغم الضرر الاقتصادي بالخروج البريطاني

النفط يرتفع بعد تجدد دعوات لتجميد إنتاج «أوبك»

«ستراتفور»: سوق الطاقة يدير نفسه بنفسه.. و«أوبك» لا تملك فعل شيء حيال ذلك

«جلوبال ريسك»: 3 أسباب تمنع «أوبك» من تحديد سقف لإنتاجها النفطي