رمضان العرب في أفريقيا: «موائد الرحمن» في مصر و«عواشر» المغرب و«الزفة» السودانية

الثلاثاء 7 يونيو 2016 09:06 ص

لشهر رمضان قيمته وأهميته في قلوب وعقول المسلمين، على امتداد الكرة الأرضية، مهما اختلفت الجغرافيا والثقافات واللغات.

ومع اختلاف طبيعة الجغرافيا والمناخ والخارطة، وأعراق الناس وألوانهم وأشكالهم تختلف العادات والتقاليد.

في هذا التقرير نرصد عادات وتقاليد العرب في أفريقيا خلال شهر رمضان..

مصر

البداية من مصر، التي غيبت الظروف السياسية والاقتصادية، الكثير من المظاهر التي كان يتميز بها شهر رمضان.

فزينة رمضان، التي كانت تعلق كل عام في الشوارع والحارات والأزقة، بدأت تقل تدريجيا، كما هو الحال مع مشروع «شنط (أكياس) رمضان» الذي كانت تساهم جماعة الإخوان المسلمين وجمعياتها فيه بشكل كبير على مدار السنوات الماضية، والتي كانت تحتوى على مواد غذائية وتموينية للفقراء.

أما «موائد الرحمن» هي الأخرى، فباتت محدودة، بعد أن كانت تزاحم بعضها بعضاً في سنوات ماضية.

الظرف السياسي أيضا، غيب مصلين في صلاة القيام «التراويح» عنها، ومنع شيوخا كثيرا ما ألفهم المصريين في عدة مساجد، إما لاعتقالهم أو ملاحقتهم أمنيا أو منعهم من الإمامة. 

لكن شيوخا مثل «محمد رفعت» و«عبدالباسط عبدالصمد»، و«محمد صديق المنشاوي»، مازالوا حاضرين رغم رحيلهم حيث يأنس المصريون بسماع القرآن في رمضان بأصواتهم، فضلا عن التواشيح والأدعية الدينية، وتفسير القرآن للشيخ «محمد متولي الشعرواي».

الاعتكاف، كان أحد المظاهر الرئيسية في رمضان بمصر، إلا أنه قل تدريجيا، بعدما تم استبعاد الزوايا والمصليات من المساجد المسموح بممارسة سنة الاعتكاف بها، وفي ظل وضع شروطا مقيدة على المعتكفين.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن عادات الإفطار الجماعي، والتجمع حول سفرة واحدة، وتبادل الأطباق بين الجيران، وتعليق الفوانيس على الشرفات، لا تزال محافظة على قدر كبير من البقاء.

كما بات الجلوس أمام التلفزيون، ومتابعة المسلسلات، عادة من عادات الشهر، قبل أن يلتف الجميع حول الأفران قبيل انتهاء الشهر، لشراء «كعك العيد»، وفي المحلات لشراء الملابس الجديدة.

في المقابل، تشهد منازل البعض في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، نشاطًا ملحوظًا، وتحركًا ملموسًا؛ إذ تبدأ الاستعدادات الخاصة لتحضير حلوى العيد، وتنشغل النساء في عمل «الكعك» و«البسكويت»، وغير ذلك من أنواع الحلوى.

أما جملة «مدفع الإفطار.. اضرب»، فهي جملة يعشقها وينتظرها المصريون في كل مكان عند مغيب شمس كل يوم من أيام شهر رمضان المعظّم، كما ارتبط المصريون بأغاني قديمة احتفالا بقدوم الشهر، أو حزنا على فراقه.

السودان

وفي السودان، يبدأ الاحتفال بشهر رمضان قبل مجيئه بفترة طويلة؛ فمع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة «الأبري» أو «المديد».

وعند ثبوت الرؤية ينظم السودانيون «الزفة»، إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالاً، وتقوم هذه «الزفة» بالطواف في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام.

ومما يلفت النظر عند أهل السودان، أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان، وحالما يتم الإعلان عن بدء شهر الصوم، تبدأ المساجد في إضاءة المصابيح الملونة على المآذن والأسوار، وتظل الأضواء الخاصة طوال ليالي رمضان.

كما تبدأ المدافع في الانطلاق عند كل أذان مغرب، معلنة حلول موعد الإفطار، وقبل الفجر للتنبيه على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، ومن المعتاد تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر، احتياطًا للصيام.

أما المساجد فتظل عامرة طوال الشهر المبارك بالرواد من المصلين والمتعبدين، وذلك منذ خروج المواطنين من أعمالهم وقت الظهيرة، وخاصة بعد صلاة العصر حيث تبدأ دروس العلم، وحلقات القرآن وتستمر إلى قبيل أذان المغرب بقليل.

وأهم ما يلفت الانتباه، ظاهرة الإفطار الجماعي، حيث تُفرش البُسط في الشوارع إذا كانت متسعة، أو في الساحات العامة، وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا مجهزًا، وتضعه على تلك البسط، وحالما يتم الإعلان عن دخول وقت المغرب يبدأ الجميع في تناول الطعام معًا، ثم يلي ذلك صلاة المغرب جماعة، وبعد تناول شراب القهوة ينصرف الجميع كل إلى شأنه وأمره.

ومن العادات أيضا في هذا الشهر ولاسيما في القرى، خروج كل واحد من بيته قبل الأذان حاملاً إفطاره وبكمية تزيد على حاجته، ثم يجلس إما في المسجد، وإما في الشارع ناظرًا ومنتظرًا أي شخص غريب ليفطر معه.

وفي الخميس الأخير من رمضان يعد السودانيون طعامًا خاصًا يعرف بـ«الرحمات»، يتصدقون به على الفقراء والمساكين.

وتقام في الأيام الأخيرة من رمضان ليلة تسمى ليلة «الحنجرة»، يقيمها من توفي له قريب عزيز خلال شهر رمضان، أو قبله بوقت قصير، وفي هذه الليلة يُقدم للمعزين التمر والمشروبات.

ليبيا

رمضان ليبيا، قديما يختلف عنها هذه الأيام، وذلك عقب 5 سنوات من الحروب والقتال، وتدهور الحالة الاقتصادية.

فليبيا القديمة كانت موائدها عامرة بالأطعمة المتنوعة، وكان ليلها موعدا للصلات الاجتماعية والزيارات، وكانت العادة التي قلت كثيرا هذه الأيام، أن تجتمع الأسرة بأصولها وفروعها في بيت الوالدين، لتناول أول إفطار في رمضان، قبل أن يخرج الرجال إلى صلاة القيام «التراويح» في مسجد الحي.

إلا أن الظروف الحالية، والأزمة الاقتصادية في ليبيا، جعلت في رمضان، موائد فقيرة، في ظل أن كثير من أبناء الشعب الليبي لا يجد قوت يومه.

ويرجع فقر الموائد الرمضانية، إلى انقطاع رواتب وأرزاق العديد من أرباب الأسر، وانعدام النقود في المصارف الليبية، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، والى إجراءات رفع الدعم السلعي عن الأسر الليبية.

كما أن الأجواء الاجتماعية في شهر رمضان، باتت مهددة، بسبب تفشي الجريمة.

ومع ذلك، تبقى الطقوس الدينية، مسيطرة على الليبيين الذين يلهمهم إلى أهمية القرب من الله، فيجتهدون في أنواع العبادة وخصوصا تلاوة القرآن، ومشاركة المسلمين في صلاة القيام «التراويح» في المساجد التي تزدحم بهم من الجنسين الرجال والنساء.

ويمتاز أهل ليبيا في رمضان بقراءة العديد من الأدعية بعد كل ركعتين، وفي العشر الأواخر يبدأ الناس صلاة القيام أو التهجد بعد منتصف الليل وحتى وقت السحور، وتكثر في المساجد الدروس الدينية.

تونس

يستعد التونسيون لشهر رمضان قبل قدومه بأيام عديدة، حيث تنشط الأسواق، ويغدو الليل كالنهار كلّه حركة وحياة، في أجواء من المشاعر الدينية العميقة والاحتفالات الخاصة بهذا الشهر، كما تتزين واجهات المقاهي وقاعات الشاي، وتتلألأ صوامع الجوامع في كل المدن بالمصابيح.

ومن المظاهر الاجتماعية والتقاليد المتوارثة في تونس، الذهاب إلى الحمّامات الشعبية العمومية قبل يوم من شهر رمضان، بغرض «التطهّر وإزالة النجاسة والدنس».

ويحمل شهر رمضان مكانة كبيرة في قلوب التونسيين حيث تتعدد المناسبات العائلية والأفراح وتتزين ليالي رمضان في تونس بالموشحات الدينية، وتنتصب موائده عامرة بالأكلات التقليدية.

يتميّز رمضان في تونس، بكونه شهر الأفراح والمسرات، حيث يتبارك التونسيين بهذا الشهر، فيقيمون حفلات الخطبة، بالنسبة للفتيات، وتقديم الهدايا لهن ليلة 27 رمضان، كما تحتفل بعض العائلات في ليلة القدر، بختان أطفالها.

وتنظم العائلات الميسورة سهرات «السلامية» احتفالا بالشهر المعظم، وهي عبارة عن مجموعة من المغنين ينشدون على ضربات الدف أدوارًا تمجّد الرسول، والأولياء الصالحين.

ويعتبر رمضان عند العديد من التونسيين شهر تجديد العهد مع «اللمات» العائلية، وتوطيد العلاقات الأسرية، فهو شهر التزاور واللقاءات والخطوبات والأفراح، وفيه تتغير وتيرة الحياة والسهر.

وتشهد المدن الكبرى حركة ونشاط ثقافي وتجاري مكثف، كما يقبل التونسيون على المهرجانات والسهرات والمقاهي التي تتحول إلى ملتقى العائلات والأصدقاء، وتحلو السهرات الرمضانية الصيفية لاسيما مع انطلاق فترة العطل المدرسية والجامعية.

وتنتشر «موائد الرحمن»، في مختلف أنحاء البلاد، ويشهد الشهر تقديم المساعدات إلى الأسر الفقيرة وتنظيم قوافل تضامنية تقدم هدايا ومبالغ من المال للمحتاجين.

ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات والمسامرات الدينية.

فيما تنظم السلطات التونسية ما يزيد على 400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم في كافة مساجد البلاد، لعل أشهرها المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتي تشهد مشاركة دولا عربية وإسلامية.

الجزائر

يبدأ استعداد الجزائريين لاستقبال رمضان بتنظيف المساجد، وفرشها بالسجاد، وتزيينها بالأضواء المتعددة الألوان؛ وهو الحال في البيوت التي يتم تنظيفها وتزيينها لاستقبال الضيف.

إعلان قدوم الشهر، يعد بمثابة احتفال فريد، يصل إلى إذاعته في مكبرات الصوت بالمساجد، ويتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر الحبيب؛ كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين.

قديما كان الجزائريون يعلنون عن موعد دخول المغرب للإفطار عبر النفخ في الأبواق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى، فضلا عن إضاءة مصبابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب، إيذانًا بدخول وقت الإفطار.

وطوال أيام الشهر المبارك تتم إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل المغرب بنصف ساعة، والجزائريون غالبًا يفضلون صوت القارئ الشيخ «عبد الباسط عبد الصمد».

ويقبل الناس على المساجد بكثرة لأداء صلاة التراويح، حيث يصلونها ثمان ركعات، وأحيانًا عشر ركعات، يقرأ الإمام فيها جزءاً كاملاً من القرآن الكريم، أو جزءاً ونصف جزء، ويتم ختم المصحف عادة ليلة السابع والعشرين.

المغرب

يبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ومن تلك المظاهر تحضير بعض أنواع الحلوى الأكثر استهلاكًا، والأشد طلبًا على موائد الإفطار.

وبمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين : «عواشر مبروكة»، والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني «أيام مباركة»، مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

وفي العبادات، يتواجد المغاربة بشكل كثيف داخل المساجد، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين لاسيما في صلاة التراويح، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين.

وتنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك سنويا «الدروس الحسنية الرمضانية»، وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام خلال أيام الشهر بحضور كوكبة من العلماء والدعاة، وتلقى هذه الدروس اهتماما من الأفراد.

أما ليالي رمضان عند المغاربة، فتتحول إلى نهار؛ فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح، يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث.

وهنا يبرز «الشاي المغربي»، كأهم عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها في هذا الشعب الكريم، وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال.

وفي بعض المدن المغربية تقام الحفلات والسهرات العمومية في الشوارع والحارات ، ويستمر هذا السهر طويلا حتى وقت السحور.

ولا يزال «المسحراتي»، ذو حضور وقبول في الشارع المغربي، ولا يزال حاضرا في كل حيّ، وكل زقاق، يطوف بين البيوت قارعا طبلته وقت السحر.

وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد لقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية، بينما يختار البعض الآخر أن يجلس مع أصحابه في أحاديث لا تنتهي إلا عند طلوع الشمس، عندها يذهب الجميع للخلود إلى النوم بعد طول السهر والتعب.

الفترة ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، غالبا ما تشهد فتورًا ملحوظًا، حيث تخلو الشوارع من المارة والباعة على السواء، لكن سرعان ما تدب الحياة في تلك الشوارع، وينشط الناس مع دخول وقت العصر.

يفضّل أكثر الناس الإفطار في البيوت، إلا أن هذا لا يمنع من إقامة موائد الإفطار الجماعية في المساجد من قبل الأفراد والمؤسسات الخيرية.

موريتانيا

أول ما يلاحظ عند الموريتانيين في شهر رمضان اختلافهم في ثبوت هلاله، ذلك أن الدولة قد عينت لجنة خاصة لمراقبة الأهلة، للبت في أمر رؤية الهلال، غير أن فريقًا من الناس لا يعبأ بما تصدره تلك اللجنة من قرارات، فلا يصوم إلا حين تثبت رؤية الهلال لديه من خلال أشخاص يثق بعدالتهم وصدقهم ودينهم.

وتعد جملتا «مبارك عليكم رمضان» و«الله يعيننا على صيامه وقيامه»، أشهر مباركات الموريتانيين لبعضهم البعض، والذين يكثرون في هذا الشهر الزيارات، وصلات الأرحام، فضلا عن أنهم يملئون المساجد طوال الشهر وفي كل مواقيت الصلاة.

وللموريتانيين عادات وتقاليد في شهر رمضان؛ منها الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين، رغم أن فرق التوقيت بين مكة وموريتانيا يصل إلى ثلاث ساعات، وهم يحسبون أن في ذلك تعويضًا روحًيا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي في هذه الفترة، فيما ينهمك بعضهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين، ويتباهون في تقليد قراءة الشيخين «علي الحذيفي»، و«عبد العزيز بن صالح».

ومن عادات الموريتانيين في مجال العبادة المثابرة على قراءة كتب التفسير في المساجد والبيوت، كما تُنظَّم بعض الحلقات لتدريس كتب الحديث، ولاسيما صحيحي البخاري ومسلم.

وتقام صلاة التراويح في مساجد البلاد كافة، وتصلى ثماني ركعات في أغلب المساجد، ويحضرها غالبية السكان، وتشارك النساء في صلاة التراويح بشكل ملحوظ.

بعض المساجد تختم القرآن مرة في كل عشرة أيام من رمضان، أي أنها تختم القرآن ثلاث مرات خلال هذا الشهر، ومن العادات المعهودة عند الموريتانيين في صلاة التراويح قراءة الأذكار والأدعية والقرآن بشكل جماعي، أما الدروس الدينية أثناء صلاة التراويح فقلما يُعتنى بها.

ومن العادات عند ختم القرآن في صلاة التراويح أن يُحضِر بعض الناس إناء فيه ماء ليتفل فيه الإمام، ثم يتبركون بذلك الماء.

وبمجرد الانتهاء من وجبات الإفطار، والفراغ من صلاة التراويح يبدأ الناس ينتقلون في أطراف القرية لتبادل الزيارات مع الأصدقاء والأحباب، وتجاذب أطراف الحديث، واحتساء «الأتاي»، وهو الشاي الأخضر المخلوط بالنعناع.

وسُنَّة الاعتكاف خلال هذا الشهر تلقى حضورًا خاصة من كبار السن، وبعض الشباب.

وارتباط الموريتانيين بالقرآن في رمضان، هو الأكبر بين الدول العربية والإسلامية، حيث أنه بعضهم يختم القرآن كل يوم وليلة، وبعضهم يختم القرآن ثلاث ختمات في يومين. أي بمعدل ختمة في النهار ونصف ختمة في الليل.

ومؤذنو تلك البلاد لا يتقيدون بوقت محدد للأذان، خاصة أذان المغرب، وأيضًا إمساكهم عن الطعام، مبكرًا قبل أذان الفجر.

ومن الطريف عند أهل موريتانيا اصطلاحاتهم الخاصة في تقسيم أيام الشهر المبارك؛ فالمصطلح الشعبي عندهم يقسم الشهر المبارك إلى ثلاث عشرات: «عشرة الخيول» و«عشرة الجِمال» و«عشرة الحمير»، وهم يعنون بهذه التقسيمات: أن العشرة الأولى تمر وتنتهي بسرعة الخيل؛ لعدم استيلاء الملل والكسل على النفوس، أما العشرة الثانية فإن أيامها أبطأ من الأولى لذلك فهي تمر بسرعة الجمال... ثم تتباطأ الأيام في وتيرتها حتى تهبط إلى سرعة الحمير.

الصومال

يختلف ثبوت الشهر في الصومال، من مكان لآخر داخل الدولة، نظرًا لاختلاف المطالع، فيصوم كل مكان حسب رؤيته الخاصة لهلال رمضان، ولا يعول على رؤية غيره، والبعض يكتفي بما تقوله السعودية في هذا الشأن.

واعتاد الصوماليون، بعد تناول وجبة الإفطار، واستعادة الصائمين لنشاطهم، بالهرع إلى المساجد، رجالاً ونساء، وكبارًا وصغار، وشبابًا وشيوخًا، لأداء صلاة التراويح، حيث تصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، يتخللها أحيانًا كلمة طيبة، أو موعظة حسنة.

وتعقد في المساجد كثير من دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن بعد صلاة التراويح، وفي بعض المساجد تعقد تلك الدروس والحلقات قبل صلاة العشاء، ويتولى أمر هذه الدروس والحلقات أهل العلم من تلك البلاد.

وتلقى ليلة القدر عند الصوماليين، إقبالاً حسنًا، وحضورًا طيبًا، حيث يخرج الناس هناك لإحياء هذه الليلة، ويمكثون في المساجد حتى مطلع الفجر، ثم يؤدون صلاة الفجر في جماعة، ويقفلون بعدها عائدين من حيث أتوا.

أمسيات أهل الصومال في رمضان متنوعة، يتراوح قضاؤها بين صلاة التراويح، والزيارات العائلية، وبعض السهرات الاجتماعية، حيث يكون هذا الشهر مناسبة للاجتماع والالتقاء وتجديد الصلة بين الناس بعد أن أذهبتها هموم الحياة اليومية.

والخير في الصومال لا يزال قائمًا ومستمرًا، رغم ما تشهده تلك البلاد من أزمات؛ فتظهر موائد الإفطار اليومية، يدعون إليها الفقراء والمساكين وذوي الحاجة.

ومن العادات الملحوظة عند أهل الصومال، الجهر بنية الصيام بعد صلاة المغرب من كل يوم، فهم يقولون جماعة: «نويت صوم يوم غدٍ أداء فرض رمضان».

جزر القمر

من الطقوس المتوارثة في جزر القمر في ليلة الرؤيا، أن يخرج أهلها حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلاناً بقدوم رمضان، ويظل السهر حتى وقت السحور.

يبدأ استقبال الشهر الكريم بصدور قرار من الحكومة بإغلاق جميع الكازينوهات الليلية، فضلاً عن منع النساء من ارتداء الملابس القصيرة التي تعكس نوعاً من التبرج والزينة، وأي امرأة تخالف هذا القرار يتم حبسها وتغريمها.

في جزر القمر، من يضبط من وهو مفطر من دون عذر، خصوصاً بين الشباب، يتم حبسه وتغريمه، وتعطى أوامر لجميع المساجد بتفسير القرآن خلال الشهر الكريم في الفترة من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب والإفطار.

ومن العادات الظاهرة لدى مجتمع جزر القمر، تنظيم الحفلات منذ بداية النصف الثاني من شهر شعبان، وكثيرون من الشباب يختارون تنظيم الحفلات الفولكلورية إيذاناً بقدوم الشهر الفضيل.

وأحياناً يتم تنظيمها على الشواطئ ذات الرمال البيضاء، حيث يسبحون ويأكلون ويشربون، وربما تكون تلك الحفلات في بعض المزارع أو المتنزهات.

ومن أبرز العادات أيضاً كثرة حفلات الزواج في شهر شعبان، ليعيش الزوجان معاً خلال شهر رمضان الكريم، حيث يتم تنظيم ما يسمى بالمجالس، إشهاراً لهذا الزواج، ويدعى وجهاء المدن والقرى لحضور المجلس، فيما تحضر فرقة موسيقية بدفوفها التي تغني القصائد الدينية.

  كلمات مفتاحية

رمضان عادات تقاليد أفريقيا العرب مصر تونس الجزائر السودان موريتانيا جزر القمر

«الكبسة» و«الهريس» و«التمور» و«القهوة» قاسم مشترك لطعام أهل الخليج في رمضان

رمضان في الخليج .. «الغبقة» و«قرنقعوه» والمجالس الشعبية عادات لم تهزمها الحداثة

56 ألف نسخة من المصحف.. هدية سعودية إلى السودان وتونس بمناسبة رمضان

4 طقوس رمضانية في مصر متوارثة من العهد الفاطمي

«أحمد بن حنبل» .. أضخم عمل تاريخي في رمضان المقبل من إنتاج قطر وتركيا

«الفول» و«الشباكية» و«الفريكة» و«الويكة».. تعرف على أشهر مأكولات العرب في رمضان

مدفع رمضان.. تقليد يتوارثه الكويتيون منذ عهد العثمانيين

تحويل الحسنات إلى أرقام

«الصحة» السعودية تصدر نشرة علاج لمرضى ارتفاع ضغط الدم في رمضان

اللاجئون في رمضان