دعا وزير الدفاع الإيراني، «حسين دهقان»، إلى إجراءات سريعة وحاسمة ضد ما أسماه بـ«الإرهاب» في سوريا، وشن هجوما حادا على السعودية.

جاء ذلك خلال اجتماع في طهران، أمس الخميس، مع وزير الدفاع الروسي، «سيرغي شويغو»، ووزير دفاع النظام السوري، «فهد جاسم الفريج»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

ووفق الوكالة الإيرانية، أكد «دهقان»، خلال الاجتماع، على «ضرورة اتخاذ اجراءات حازمة وسريعة وشاملة ومنسجمة ضد الارهاب»، موضحا أن اجتماع طهران الثلاثي انعقد لهذا لغرض.

وأعرب عن أمله بأن «نتمكن عبر تبادل وجهات النظر وتضافر الجهود واتخاذ قرارات استراتيجية من اجهاض المؤامرة الخطيرة التي تستهدف زعزعة الأمن وفرض التقسيم والقضاء على السيادة الوطنية لدول المنطقة، وتحقق الانتصار الحاسم على الإرهاب، وتوفر الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة».

وقال «دهقان» إن بلاده «دعمت على الدوام الجهود الرامية لحل الازمة السورية عبر التفاوض والحوار السوري السوري»، مضيفا: «نحن نؤيد الهدنة المضمونة التي لا تؤدي إلى استعادة الإرهابيين قواهم في هذا البلد».

وتشترك إيران وروسيا، مع النظام السوري، في إطلاق صفة «الإرهاب» على كل من يواجه نظام «الأسد» في قمعه للثورة الشعبية المتواصلة في سوريا منذ مارس/آذار 2011، والتي تطالب بحكم ديمقراطي في سوريا، ورحيل الأخير عن السلطة، وبينها فصائل المعارضة السورية المسلحة.

وأكد «دهقان» أن بلاده «تعتبر طريق الحل لازمات سوريا والعراق واليمن وسائر الدول والمناطق التي تعاني من اضطرابات يكمن من جانب في التصدي الحازم ومن دون استثناء للإرهابيين، والغلق التام لجميع أشكال الدعم المادي والسياسي لهم حتى بلوغ مرحلة اقتلاع جذور الارهاب والإرهابيين، ومن جانب آخر توفير أجواء آمنة وهادئة لتقرير المصير السياسي لهذه الدول من قبل شعوبها».

واعتبر في هذا الصدد أن «تبرير تقديم الدعم من جانب أمريكا والسعودية وبعض الدول الاخرى في المنطقة للإرهابيين، والذي يأتي تحت غطاء الدعم للمعارضة المعتدلة، يثبت خواء وكذب مزاعم نظام الهيمنة في التصدي للإرهاب»، حسب تعبيره.

وزير الدفاع الايراني دان، أيضا، بشدة ما أسماه «تواطؤ الكيان الصهيوني والنظام السعودي وعملياتهما المشتركة في دعم الإرهاب»، دون أن يقدم توضحيات عن ما يقصده بهذه العمليات المشتكرة.

وقال: «التحالف مع عدو المسلمين والبشرية، أي الكيان الصهيوني المزيف، سيعود بعواقب خطيرة جدا لحكام السعودية، والشعوب المسلمة في المنطقة والعالم لن تطيق هذا الخطأ الاستراتيجي».

وخلال اجتماع طهران، أيضا، طرح وزيرا دفاع روسيا ونظام «الأسد» حول سبل تقوية وتوسيع جهود مكافحة ما يعتبروه «إرهابا»، وأكدا على ضرورة المزيد من الانسجام للتصدي لهذا الأمر، حسب «إرنا».

ولم توضح الوكالة الإيرانية النتائج التي خرج بها الاجتماع.

ويجمع المراقبون الروس على أن إيران كانت مضطرة إلى الدعوة لعقد ذلك الاجتماع بعد أن تكبدت خسائر فادحة خلال محاولاتها اقتحام مناطق في ريف حلب، شمالي سوريا، فضلا عن الفشل الذريع للعملية التي أطلقتها، مؤخرا، بهدف استعادة السيطرة على مدينة حلب، حسب صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اصدرته قبل انعقاد الاجتماع، إن الهدف من الاجتماع هو بحث تنسيق الجهود على ضوء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري من المحور الجنوبي الغربي لمحافظة الرقة، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وبينما نقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية إن الاجتماع سيبحث «ضرورة تعزيز مراقبة الحدود التركية»، لم تتضح بعد الإجراءات التي خرج بها الاجتماع في هذا الصدد.