أغلقت السلطات الإيرانية مسجدا للسنة بمدينة أسدية في محافظة خراسان الجنوبية، وأوقفت أي تصاريح رسمية لبناء المساجد في المنطقة، بحسب مرصد «هرانا» لحقوق الإنسان في إيران.
ونقل المرصد عن أحد سكان مدينة أسدية أن المسجد أغلق بحكم قضائي صادر عن محكمة إيرانية، بحجة عدم وجود تصريح رسمي لبناء المسجد.
ورغم أن أهالي مدنية أسدية غالبيتهم من السنة، فإن سكان المدينة قالوا إن طلبات السماح ببناء مساجد في المدنية تواحه الرفض من السلطات الرسمية.
وردا على إغلاق المسجد، أقام المصلون صلاتي المغرب والعشاء جماعة في الشارع احتجاجا.
واستعاض المواطنون هناك بتخصيص أماكن للصلاة في بيوتهم بدلا من المساجد، بحسب ما كشف الموقع.
ولفت إلى أن ظاهرة المصليات في البيوت أصبحت ظاهرة في المدن التي يعيش فيها السنة في إيران، رغم أن السلطات تعتبر المصليات في البيوت مخالفة للقوانين ويتم إغلاقها إذا ما اكتشفت.
وقالت مصادر مطلعة من داخل إيران، إن بعض السنة في طهران كانوا يقيمون صلاة الجماعة في سفارتي باكستان والسعودية، ولكن السلطات منعت مساجد سفارات الدول العربية والإسلامية من فتح أبوابها للمصلين.
ومنعت السلطات الإيرانية العام الماضي أهل السنة من إقامة صلاة العيد في طهران، وطالبتهم بأن يقيموا صلاة عيد الفطر في «الحسينيات الكبيرة كحسينية صادقية الشهيرة».
وتمنع السلطات الإيرانية بناء مساجد خاصة بالسنة، بحجة أن السعودية تمنع بناء الحسينيات في مكة والمدينة، وكان بعض المراجع صرحوا بأنه «في حال سمحت السعودية لإيران ببناء الحسينيات هناك فسوف نسمح لأهل السنة ببناء مساجد خاصة لهم في طهران».
وتقع محافظة خراسان في شمال شرق إيران بجانب الحدود التركمانية والحدود الأفغانية.
وبعض المصادر تقول إن نسبة السنة بوجه عام في إيران تبلغ حوالي 15% أو 20% والبعض يقول إنها تصل إلى 25% وأن نصفهم من الأكراد.
ويرجع الخلاف حول العدد الفعلي لأهل السنة في إيران إلى عدم وجود إحصائيات رسمية تم اتباعها.
ولا يزال المسلمون السُّنة في إيران يعانون من الاضطهاد والتفرقة في المعاملة بينهم وبين بقية الشعب الإيراني.
فيما يتعرض أئمة السنة في المساجد لمراقبة كبيرة من الحكومة الإيرانية بهدف عدم إعطائهم الحرية في التحدث خلال الخطب والحرص على عدم خروج الإمام عن الخطوط الحمراء.
جدير بالذكر أن هناك عددًا من كبار الأئمة السنة من أصحاب الاتجاهات المختلفة تم إعدامهم أو سجنهم في إيران.
أبرز هؤلاء الشيخ «أحمد مفتي زاده الذي توفي بعد 10 سنوات من سجنه، والشيخ «أحمد ميرين البلوشي» الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا، والشيخ «محيي الدين الذي تم سجنه ثم نفيه إلى بلوشستان، والشيخ «نظر محمد البلوشي» العضو السابق بالبرلمان الذي تم اتهامه بأنه جاسوس للعراق ولـ(إسرائيل).