تفجير مسجد الصادق بالكويت‬ «يمنح ⁩الحياة» لقرية هندية ⁦

الأحد 26 يونيو 2016 07:06 ص

«سيد رضوان»، مواطن يحمل الجنسية الهندية، كان يعمل حارسا لمسجد الصادق في الكويت الذي تعرض لهجوم نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» في 26 يونيو/ حزيران 2015، وأسفر عن مقتل 28 شخصا من بينهم «رضوان».

«رضوان» لم يكن يعلم أن مقتله في هجوم المسجد سيكون السبب في تبدل حال قريته الفقيرة في الهند.

فعقب الحادث المدمر، وضعت أرملة «رضوان»، «تنجيم فاتيما» مولودا في قريته الواقعة في حي سولتانبور بشمال الهند. وجاء ميلاد الطفل في الأيام العشرة الأواخر من رمضان.

وقرر «هشام الفايلي» الذي فقد والده في الهجوم، وصديقه «داوود الناصر»، الذي فقد هو الآخر 4 من أبناء عمومته جمع أموال من الأقارب والأصدقاء لتقديمها هدية للمولود الجديد بمناسبة عيد الفطر.

وحين بعثا الاثنان وهما موظفان حكوميان بالكويت رسالة في الساعات الأولى من الصباح عبر تطبيق «واتس اب» للدعوة إلى التبرع، جاءت الاستجابة فورية. وبحلول اليوم التالي، زادت الاستجابة بدرجة كبيرة.

ويتذكر «الفايلي» ما حدث، قائلا «لم نكن نتوقع هذا السخاء. تلقينا مكالمات ورسائل كثيرة لدرجة أنني اضطررت للوقوف بجوار سيارتي في الطريق من الظهيرة وحتى حلول الليل لمقابلة راغبي التبرع واستلام الأموال منهم، فيما توجّه داوود إلى منازل من لم يستطيعوا المجيء».

وحدث هذا أثناء ساعات الصيام في قيظ شهر يوليو/ تموز، حيث تصل درجات الحرارة خلال النهار عادة إلى 40 درجة مئوية.

وبعد فترة وجيزة، كان من الواضح أن الأموال التي جُمعت أكثر بكثير مما يمكن منحه كهدية للمولود، ومن ثمّ سعى «الفايلي» و«الناصر» إلى منح الضحايا الأجانب وأسرهم حصة من التبرعات.

وقال «الناصر» لبي بي سي «الحكومة بذلت الكثير لأسر الشهداء وصرفت تعويضات لكل منهم، لكن الوضع كان مختلفا بالنسبة للأجانب».

وأوضح أن رحيل هؤلاء الأجانب عن بلادهم لكسب الرزق يعني أنهم لا يحظون بنفس شبكة الدعم من الأسرة والأصدقاء التي يتمتع بها الكويتيون.

ومع استمرار تدفق التبرعات من أنحاء الكويت ومن الخارج، قام «الفايلي» و«الناصر» بزيارة «تنجيم فاتيما في قريتها واليبور في الهند في ديسمبر/ كانون أول 2015 لدفع تكلفة بناء منزل على قطعة أرض كان يملكها «رضوان ولشراء مساحة أخرى من الأرض للأرملة وابنها.

لكنهما اكتشفا أنهما لم يكونا مستعدين لرؤية ما شاهدوه في القرية الهندية الفقيرة.

وقال «الناصر» «كانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا المستوى من الفقر، حيث لا توجد منشآت للصرف الصحي، كما أن الكثيرين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة».

ولدى عودتهما إلى الكويت، دشن «الفايلي» و«الناصر» مبادرة لتمويل مشروعات في قرية واليبور و 5 قرى مجاورة لها في الهند.

وتشمل المشروعات بناء مدارس، ومنشآت للصرف الصحي، ومضخات مياه، بالإضافة إلى مساعدات مالية للمحتاجين.

وبعد مرور عام على المبادرة، أوشكت أعمال بناء مدرسة على الانتهاء، فيما تمضي قدما أعمال بناء ثلاث مدارس أخرى، واكتمل حفر 15 بئرا على الأقل، بالإضافة إلى بناء 33 دورة مياه.

ورغم هذا، مازال الصديقان يؤكدان أن كل ما فكرا فيه في بداية الأمر هو جمع تبرعات لا تتجاوز 400 دينار كويتي (1300 دولار أمريكي) كهدية لمولود «رضوان» أما الآن، وقد تمكنا من إحداث فارق، فهما يفكران في الاستمرار وربما بناء مستشفى في المنطقة في المستقبل.

وأعربت أرملة «رضوان» عن سعادتها بأن هذه المشروعات تُبنى باسم زوجها.

وقالت «لا أستطيع أن أتحدث لغتهم، لكني أريد أن أشكرهم على إحسانهم».

المصدر | الخليج الجديد+ بي بي سي

  كلمات مفتاحية

الكويت الهند مسجد الصادق

«الدولة الإسلامية» يضع قاضي «مسجد الصادق» على قائمة المطلوبين لديه

«الدولة الإسلامية» يتوعد شيعة الكويت في تسجيل صوتي لمنفذ تفجير مسجد «الصادق»

الداخلية الكويتية: منفذ الهجوم على مسجد الإمام الصادق سعودي الجنسية

«هيئة كبار العلماء»: تفجير مسجد «الإمام الصادق» انتهك جميع الحرمات

ارتفاع ضحايا تفجير مسجد الصادق بالكويت إلى 28 قتيلا وسط إدانات دولية واسعة