قالت مصادر طبية كويتية إن حصيلة التفجير الذي وقع أمس الجمعة في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر وسط العاصمة الكويت، وصلت إلى 28 قتيلا على الأقل، وأكثر من 200 جريح.
وبحسب مسؤول أمني كويتي، فقد فجر انتحاري نفسه أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة.
وبحسب مصادر صحافية، فإن المعلومات الأولية أشارت إلى أن المادة المستخدمة في التفجير خمسة كيلوجرامات من مادة «تي إن تي» ومادة «أر تي اي اكس»، وقد تم إلقاء القبض على صاحب السيارة رباعية الدفع التي أنزلت المفجر الانتحاري، كما تم إلقاء القبض على ١٨ شخصا من خلال مداهمات في مناطق الصليبية وتيماء والرقة والأحمدي.
وأعلن مجلس الوزراء الحداد في الكويت لمدة يوم واحد وهو اليوم السبت، مؤكدا أن البلاد لن تشهد تنكيسا للأعلام، على أعقاب هذا التفجير.
وقال رئيس مجلس الوزراء الشيخ «جابر المبارك» إن «المستهدف هو جبهتنا الداخلية وثقتي كبيرة في الشعب الكويتي ووعيه وفي رجال الأمن أن وحدتنا الداخلية خط أحمر لا يمكن المساس بها».
واعتبر رئيس الوزراء الكويتي أن الهجوم يستهدف الوحدة الوطنية للكويت، مضيفا أثناء خروجه من المستشفى الأميري، حيث نقل عدد من القتلى والجرحى: «هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيئ».
وقال شاهد عيان إن عددا من المصلين سقط بين قتيل وجريح في الهجوم على مسجد الإمام الصادق الذي كان مكتظا بنحو ألفي مصل أثناء صلاة الجمعة.
وقد أعلنت الكويت إلقاء القبض على عدد من المشتبه فيهم، وأكدت مصادر في وزارة الداخلية إلقاء القبض على مشتبه فيهم، في حين قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي إن بعض المشتبه فيهم بشكل عام أوقفوا، لكن التحريات ما تزال قائمة من أجل التأكد من هوية الشخص الذي قام بهذه العملية.
من جهته، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن التفجير، وقال في بيان إن أحد عناصره، ويدعى «أبو سليمان الموحد، نفذ التفجير.
في أعقاب ذلك، أدانت دول «مجلس التعاون الخليجي» التفجير الذي استهدف الكويت، ووصفه الأمين العام للمجلس «عبداللطيف الزياني» بأنه جريمة مروعة تنافي القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية كافة.
كما أعربت دولة قطر عن إدانتها للتفجير، وأكدت وزارة الخارجية في بيان تضامن قطر الكامل مع دولة الكويت وتأييدها كافة الإجراءات الأمنية التي قد تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وندد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بالهجوم، معتبرا أن ما حدث يهدف إلى إشعال صراع طائفي في هذا البلد، حسب تعبيره.
واستنكر الأمين العام لـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الشيخ «علي القرة داغي» تفجير مسجد الإمام الصادق، منوها إلى أنه يفتح باب الفتنة.
كما وصف «عزت الرشق» عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التفجير بالعمل الإجرامي الذي ينافي كل الشرائع والقيم والأعراف.
من جانبه، أدان الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر التفجير، وأكد في بيان له أن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي لا تراعي حق البشر في الحياة الآمنة، والتي تنتهك حرمات بيوت الله تخالف تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة، بل وجميع الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية.
وطالب شيخ الأزهر بضرورة التكاتف والتعاون من أجل دحر هذا تنظيم «الدولة الإسلامية»، محذرا من الانسياق وراء المخططات التي تسعى إلى تأجيج الفتن الطائفية والصراعات المذهبية.