إيران و«الدولة الإسلامية» يملكان هدفا مشتركا في زعزعة استقرار الخليج

السبت 27 يونيو 2015 10:06 ص

ما هو الفارق بين قتل «الدولة الإسلامية» للشيعة في مساجد الكويت والسعودية وقتلهم للسنة أيضا من ثوار سوريا الذين يقاتلون ضد «بشار الأسد»؟.. هذه العبارة ترددت كثيرا علي ألسنة مغردين عقب تفجير مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر بالكويت، والذي أسفر عن مقتل  28 شخصا وإصابة العشرات، بعد شهر واحد من تفجير مسجدين بالسعودية وقتل وإصابة العشرات، إضافة إلى تفجيرات أخرى مماثلة في اليمن.

وبرغم أن مراقبين ومحللين ربطوا الأمر بإيران ورغبتها في تفجير منطقة الخليج طائفيا، وقالوا إن هناك مصلحة إيرانية من ذلك، بدليل أن من كان يفجر الحسينيات والمراقد فى سامراء العراق كان الحرس الثوري الإيراني باعتراف من شيعة العراق ومنشقين عن الحرس الثورى، إلا أن تحليل الأحداث، وإعلان تنظيم الدولة تبنيه للعمليات رسميا، يشير إلى رغبة مشتركة بين «داعش» وإيران في «تفجير الخليج طائفيا» بهدف تفتيته. وأن الطرفان يشتركان في المصلحة من وراء تفجير الكويت ومن قبله تفجير مسجدين بالسعودية بنفس الطريقة بنفس التنظيم تحت اسم «ولايةنجد».

بيد أنه المؤكد أن استهداف مساجد للشيعة في دول الخليج علي التوالي، وإعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسئوليته عنه، يشير بوضوح لمحاولات خلط الأوراق الخليجية والإقليمية ونزع الورقة الأهم في يد السلطات الخليجية وهي الأمن والاستقرار، وإبعاد جبهتها الداخلية عن أي صراعات داخلية، لهذا يمكن القول إن تنفيذ الهجوم على المسجد الشيعي في الكويت استهدف تفجير صراعات طائفية بين الشيعة والسنة علي غرار ال في السحاولة ذاتها في السعودية، بهدف رئيسي هو السعي لهدم الأنظمة الخليجية عبر استغلال نقاط ضعفها وهي الاستقرار ولو الشكلي.

وهو أمر اشار له تنظيم «داعش» في رسالته بشكل واضح عندما توعد «أبو خطاب البغدادي»، أحد مقاتلين تنظيم (داعش)، عبر مواقع التنظيم الجهادية، «بمواصلة استهداف الشيعية بالدولة العربية سواء كانوا في الكويت أو السعودية أو غيرها من بقاع الجزيرة العربية».

وذلك بعدما أعلن تنظيم داعش مسئوليته، عن تفجير مسجد الصادق «الشيعي» بالكويت، وقال «البغدادي»، «أن جنود الخلافة شنوا غزوة جديدة ضد الرافضة في الكويت، في إشارة الي الشيعة، بعد أن فجرو إحدي معابدهم " في إشارة الي مسجد الصادق"، بمنطقة فى منطقة الصوابر».

وكان تظيم «الدولة الإسلامية»، قد فجر مسجدين في السعودية، بنفس الطريقة التي فجر بها مسجد الإمام الصادق في الكويت، من خلال الانتحاريين، وقبلها اتبع التنظيم نفس الطريقة، في مساجد اليمن، خلال صلاة الجمعة.

حرب طائفية أم أصابع ايرانية

وقد ظهر من تغريدات السياسيين والنشطاء أنهم لا يستعبدون الدور الإيراني،  ورأى عدد من المغردين أن إيران هي المستفيد الوحيد من التفجير، بينما قال آخرون إن مصلحة إيران و«داعش» والقاعدة واحدة، وهي تفجير الاستقرار الداخلي، ونشر الفتنة الداخلية بين السنة والشيعة.

فالدكتور «علي القره داغ»ي نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين في قطر قال: «تريد داعش أن تشعل حرباً طائفية في دول الخليج يستفيد منه أعداؤنا، فهي لا تعيش إلا في أجواء الحروب والصراعات والفتن»، والدكتور «أحمد بن راشد بن سعيد» أستاذ الإعلام بالسعودية علق بدوره بالقول : «اعتداءات وحشية دخيلة على مجتمعاتنا الخليجية التي عُرفت عبر القرون بالتعايش. فتش فقط عن الأصابع الفارسية».

بينما علق الكاتب الصحفي «عبد العزيز قاسم» ‏ بالقول أن «التفجير الغادر في مسجد الصادق بالكويت جر لمنطقة الخليج إلى أتون حرب طائفية»، وتوقع انتقال التفجيرات للبحرين وقطر والإمارات، قائلا «سنصل لهذه المواجهة».

أما الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» فقال أن «الدواعش» يستهدفون الشيعة والسنة علي السواء وأنها: «مسألة وقت وسوف يستهدفون مساجد السنة أيضا فدائرة التكفير تتسع طالما انها تدور، حصل هذا في باكستان والعراق».

 أما الكاتب المصري «جمال سلطان» فقال إن «#تفجير_مسجد_الإمام_الصادق_بالكويت هي جريمة إرهابية وليست طائفية، وقتلة الشيعة فيها هم أنفسهم قتلة السنة في أماكن أخرى عديدة»، في حين غرد «عبد اللطيف هاجس» قائلا: «تفجير_مسجد_الإمام_الصادق_بالكويت خطة قذرة تسعى لتأجيج الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة ..اسأل عن المستفيد لتعرف من هو الفاعل»، ووصف «د. ناصر الحنيني» ‏ ما جري بأنه «خطة محكمة لإثارة الفتن وإراقة الدماء وإيران هي المستفيد»، بحسب قوله.

ويقول مغردون و«مدونون» أن ما يساعد «داعش» وايران علي تنفيذ هذا المخطط الطائفي في الخليج هو أن العديد من خطباء الجمعة يمارسون صراخًا طائفيًّا معلنين أن حرب السعودية وحلفائها هي حربٌ ضد الشيعة، وفي نفس الوقت نجد ميليشات «الحشد الشعبي» العراقية الشيعية تمارس أعمال النهب والحرق والقتل في تكريت ضد السنة.

ويؤكد بعضهم أن الفتنة الطائفية قائمة، ومشتعلة في العديد من مناطق عالمنا الإسلامي، وليست بحاجة إلى من يؤجج الفتنة أكثر، وأنه مثلما توظف إيران الطائفية لأجل مصالحها، في مناطق مختلفة، يلجأ «داعش» لنفس السلوك بتفجير الخلافات الطائفية فيقتل في سوريا الثوار السنة، ويقتل في العراق الحشد الشعبي الشيعي.

وعقب تفجيرات الكويت نشر مغردون تغريدة لقناة (وصال) السنية قالوا أن «فيها تهديد مبطن للتعايش السني الشيعي في الكويت» بعدما دعت لمراقبة الحسينيات الشيعية.

التوترات الطائفية لزعزعة الاستقرار

وسبق أن أشارت عدة تقارير أجنبية عقب تفجيرات مساجد السعودية أن التفجيرات ستطال مساجد أخري في الخليج، وأن الهدف هو ضرب الداخل بأي وسيلة ولو عبر الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة بفعل التفجيرات، حيث ذكر تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية بعنوان (تنظيم الدولة الإسلامية يعيد الحرب إلى داخل المملكة العربية السعودية) تم نشره في 22 مايو/أيار الماضي أن «تنظيم الدولة» (داعش) قصد بالتفجير داخل مسجد شيعي أن يجلب ساحة المعركة إلى الداخل السعودي.

ونوه إلى أن تنظيم «الدولة الاسلامية» أثبت بذلك أنه متغلغل في الداخل السعودي ويتمدد في العمق السعودي أيضا، وأنه نجح في اختراق السياج الأمني الذي يحاول منعه من تنفيذ عمليات في الداخل.

وقال تقرير المجلة الأمريكية، إن «داعش» والقاعدة لهما هدف واحد، هو ضرب السعودية من الداخل؛ بسبب ما قال قادتهم إنه «مساندة الغرب والإخفاق في الوقوف أمام الأنظمة الشيعية الغاشمة في دمشق وبغداد»، وأن إشعالهم نار التوترات الطائفية في المملكة هو السبيل الوحيد لزعزعة استقرار السعودية كما يراه هؤلاء المتطرفون.

كذلك قالت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية أن هدف «تنظيم الدولة» هو نقل إراقة الدماء إلى داخل دول الخليج الهادئة، وإن هذا الهجوم على المسجد سوف يعزز التوترات الطائفية التي ارتفعت بصورة حادة نتيجة للحرب التي يشنها التحالف الخليجي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن المجاور.

فيما قال تقرير لشبكة «بلومبريج» الإخبارية الأمريكية أن الهدف من التفجيرات داخل مساجد الشيعة هو «إشعال العنف والتوترات الطائفية» داخل دول الخليج، وإنه يضع البذرة الأولى للتوترات الطائفية في هذه البلدان الخليجية.

وقال تقرير الشبكة إن «عميق الانقسامات بين الشيعة والسنة في المنطقة كان العامل الأساسي في اندلاع القتال في اليمن وإشعال فتيل العنف في كل من سوريا والعراق»، وأن هذا جاء في الوقت الذي تقود فيه المملكة العربية السعودية تحالفا سنيا ضد معاقل الحوثيين الشيعة في اليمن.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية الكويت تقجير مسجد الصادق تفجيرات القديح إيران الدولة الإسلامية

ارتفاع ضحايا تفجير مسجد الصادق بالكويت إلى 28 قتيلا وسط إدانات دولية واسعة

ردود فعل سياسية وشعبية غاضبة بعد تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت

«ستراتفور»: في السعودية .. الشيعة والحكومة يشكلان حلفا مرتعشا

«تفجير القطيف» يكشف فشل السعودية في كبح التوترات الطائفية

ما الذي تهدف إليه «الدولة الإسلامية» من هجماتها داخل السعودية؟

تطاول «الأقزام» والأفق المصري المسدود

مسؤول إيراني: «الدولة الإسلامية» يخرج الأجنة من بطون الحوامل ويشويها

مصدر تركي يكشف عن اتفاق تعاون بين «الأسد» و«الدولة الإسلامية»

تنظيم «الدولة الإسلامية» ينسج شبكة تأييد بدول الخليج العربية

«داعش» يقتل دول العرب بخطايا أنظمتها

دولــة الخـلافــة تتمــدد في الخـليــج

العرب وإيران والحوار المطلوب