وصل رجل الدين الشيعي العراقي زعيم التيار الصدري «مقتدى الصدر»، اليوم الأحد، إلى دولة الكويت، لتقديم التعازي بضحايا تفجير مسجد الإمام الصادق.
وتأتي زيارة الصدر التي لم يعلن عنها مسبقا ضمن ستة وفود عراقية رسمية وشعبية وصلت الكويت لتقديم التعازي، تزامنا مع وصول جثامين 8 من الضحايا إلي مدينة النجف لدفنهم.
وقال مكتب «الصدر» في بيان صدر اليوم، أن «الصدر قدم واجب العزاء والمواساة لأسر الضحايا ولأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد»، كما أشار إلى أن «الإخوة الأشقاء في دولة الكويت عبروا عن خالص شكرهم وعظيم امتنانهم على هذه المشاركة».
وأشار البيان إلى أن «الصدر» أوعز بتصعيد العمليات العسكرية في العراق والمنطقة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي بدأ يشن هجمات إرهابية متفرقة في بعض الدول العربية منها والغربية. بحسب البيان.
في سياق متصل، قال عضو كتلة الأحرار النائب أمير الكناني في تصريحات صحفية إن زيارة «مقتدى الصدر» إلى الكويت هي الأولى من نوعها، والهدف منها دعم حكومة الكويت في مواجهة الإرهاب، فضلاً عن تقوية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خصوصاً أن الصدر يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة ولديه توجهات سياسية.
وأضاف أن «الصدر سيبحث مع كبار المسؤولين الكويتيين سبل طوي الدول الخليجية صفحة خلافاتها السياسية والطائفية بين مكوناتها لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية من خلال التعاون مع العراق للقضاء على آفة الإرهاب في المنطقة».
وكان «الصدر» قد استنكر التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، وأصدر بيانا خاطب فيه «البغدادي» قائلا: «يا أبابكر البغدادي إما أن تدعو لربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وإما قومناك ومن اتبعك بالسيف والسلاح ولرجمناك ونبذناك أنت ومن معك من الإرهابيين ذوي العقول المتخلفة ممن ينظرون الى الإسلام بأنه دين القتل والترهيب».
وأضاف «فوالله لولا نهينا نحن محبو الرسول وآل الرسول عن الذبح والترهيب والتفخيخ لفعلنا بكم ما تفعلون، إلا أننا لسنا منكم ولا من افعالكم في شيء»، وتساءل: «من أعطاك الحق بتفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت ومصلي الجمعة يا (بغدادي)، فأنك إن تفجر المساجد والمصلين وتترك تل أبيب تنعم بالأمن؟! فذلك هو الخسران المبين»، متابعا: «لقد عثت انت ومن اتبعك في الارض فسادا في الكويت وفي تونس وحتى في فرنسا تاركا العدو الحقيقي خلف ظهرك، فما إنت الا ألعوبة بيد الاستعمار الظالم ايها الجاهل».
واختتم بيانه بقوله: «عموما نحن إذ نستنكر كل أعمالك الإرهابية، وبالخصوص ما قمتم به ضد المصلين في الكويت الجارة، فأننا سنوعز لأحبتنا المجاهدين في العراق لتصعيد العمل الجهادي ضد الأراذل من أتباعك الا إن أعلنت التوبة والموالاة لله ولرسوله واهل بيته، ولا أظن أن الله يغفر لامثالك». بحسب البيان.
وفجر انتحاري تابع لـ«الدولة الإسلامية» نفسه بين المصلين في مسجد «الإمام الصادق»، الشيعي بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، أثناء أداء صلاة الجمعة، وقالت وزارة الصحة في أحدث إحصائياتها إن عدد ضحايا هذا التفجير بلغ 28 قتيلاً، و227 جريحاً.
وحددت الكويت، اليوم، هوية الانتحاري الذي نفذ الهجوم، حيث قالت وزارة الداخلية إنه مواطن سعودي يدعى «فهد سليمان عبد المحسن القباع»، مضيفة أنه وصل إلى مطار الكويت فجر يوم الجمعة قبل ساعات فقط من تنفيذه الهجوم.
وشارك آلاف الكويتيين أمس السبت في تشييع ضحايا التفجير الإرهابي إلى المقبرة الجعفرية بمنطقة الصليبيخات وسط إجراءات أمنية مكثفة شملت تحليق طائرات هليكوبتر في المكان، كما انضم إلى المشييعن كبار المسؤولين في الدولة على رأسهم رئيس مجلس الأمة «مرزوق الغانم» وعدد من نواب المجلس.
