‏«لافروف»: مستعدون للعمل مع تركيا لإيجاد حل للنزاع في سوريا

الخميس 30 يونيو 2016 08:06 ص

أبدى وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» استعداد بلاده للعمل مع تركيا لإيجاد حل في سوريا، مشيرا إلى أن التطبيع الجاري بين موسكو وأنقرة يمكن أن يساعد في حل الأزمة.

جاءت تصريحات الوزير الروسي عقب لقاء ضمه ونظيره الفرنسي «جان مارك أيرولت» في باريس الأربعاء، خصص لجولة في الموضوعات الساخنة: «أوكرانيا، كاراباخ، القمة الأطلسية، ونزاعات الشرق الأوسط وتحديدا سوريا»، التي استحوذت على جزء كبير من المحادثات ومن المؤتمر الصحفي الذي أعقبها.

وقال «لافروف» إنه سيلتقي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو»، في منتجع سوتشي في الأول من يوليو (تموز) المقبل، في إطار اجتماع مجلس وزراء التعاون الاقتصادي لمنطقة البحر الأسود.

وتوقع الوزير الروسي أن يعاود الطرفان «التعاون» من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، علما بأن الطرفين تبادلا لشهور الاتهامات بدعم الإرهاب وتغذية الحرب.

وأكد أن التطبيع الجاري بين موسكو وأنقرة عقب الأزمة الأخيرة يمكن أن يساعد على إيجاد حل للنزاع في سوريا.

وأضاف «لافروف»: «كما تعرفون، يتعلق كثير من الأمور بالموقف التركي، وتتضمن قرارات الأمم المتحدة دعوة موجهة إلى جميع الدول لمساعدة الدول الإقليمية، وعدم السماح باستخدام أراضيها من قبل الإرهابيين أو أولئك الذين يقومون بـ(تغذية) الإرهابين في سوريا والعراق ودول أخرى».

ومن التهم التي كانت تسوقها موسكو أن تركيا تفتح حدودها أمام تنقلات الإرهابيين، وتوفر لهم الملاذ الآمن والتزود بالسلاح.

من جهة أخرى، اعتبر الوزير الروسي أن الأطراف الغربية وخصوصا الولايات المتحدة، قد أخلت بالتزاماتها بشأن إخراج قوات المعارضة المعتدلة من المناطق التي يتواجد فيها «جبهة النصرة»، و«منذ يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى الآن لم يحصل أي تقدم».

وبرأي ل«افروف»، فإن الطلب الأمريكي - الغربي بعدم استهداف هذه المناطق من أجل حماية المعارضة المعتدلة «ساعد (النصرة) على تقوية مواقعها» وعلى الاستمرار في تلقي المال والسلاح.

كما اتهم لافروف» المعارضة المعتدلة، وتحديدا الهيئة العليا للمفاوضات بأنها تقدم مقترحات «استفزازية» غير متضمنة في قرار مجلس الأمن الدولي، ولا في بيان جنيف 2012، بسبب مطالبتها برحيل بشار الأسد».

ووجهة نظر الطرف الروسي أن موقف المعارضة «غير بناء» وبالتالي أفضى إلى إجهاض المحادثات المباشرة التي أدار 3 جولات منها ستيفان دي ميستورا».

واعتبر أن الأخير، أصبح، بحسب «لافروف»، «رهينة» الهيئة العليا للمفاوضات.

وحث «لافروف» المبعوث الدولي على «التعجيل» بالدعوة لجولة جديدة من المحادثات مع الأطراف الأخرى للمعارضة التي قدمت، بحسب الوزير الروسي، «مقترحات بناءة»، بينما وفد الهيئة العليا «لم يقدم أي شيء»، وعلى الرغم من ذلك، فإن موسكو ما زالت «منفتحة» على الجميع بمن فيهم الهيئة العليا.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فإن خلاصة المنطق الروسي أن عرقلة المحادثات والحل السلمي ليس مصدرها النظام الذي داوم على المناورة في الجولات الثلاث والتوقف عند الأمور الإجرائية.

 كما أن «لافروف» يجانب الحقيقة عندما يقول إن وفد الهيئة العليا لم يقدم «مقترحات» بينما قدم خطة متكاملة لعملية الانتقال السياسي التي رفض وفد النظام الخوض فيها.

وإذا كان الأخير قد علق مشاركته فلأنه يعتبر أنها تستغل لكسب الوقت ومحاولة النظام بدعم روسي - إيراني وبمساعدة عدة ميليشيات، تغيير الوضع الميداني وفرض واقع جديد يمكن استخدامه على طاولة المفاوضات.

من جانبه، وصف «أيرولت» اللقاء بأنه تميز بـ«الصراحة» ما يعني في اللغة الدبلوماسية، أن مواقف الطرفين متباعدة، معترفا بأن بين باريس وموسكو «نقاط اتفاق، ولكن أيضا نقاط اختلاف»، ولكن عليهما العمل معا، مشيرا إلى أنه يتعين على كل الأطراف بما فيها الأطراف الإقليمية المساهمة في ترميم وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، والعودة إلى المفاوضات السياسية، وأنه طلب ذلك من وزيري خارجية إيران والسعودية في اللقاءين اللذين عقدهما معهما في باريس، مؤخرا.

وقالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانب الروسي «ما زال حتى الآن متمسكا ببقاء الأسد ولم يكشف بعد أوراقه، وهو على تناغم مع الطرف الأمريكي لتأجيل البحث في مصير الأسد، والتركيز في الوقت الحاضر على محاربة الإرهاب».

وترى هذه المصادر أن قول لافروف إن روسيا «مستعدة للانفتاح على الجميع» لا يعني إلا أنها جاهزة للحوار بناء على مواقفها وطروحاتها، وليس على مواقف وطروحات الآخرين.

 وتضيف هذه المصادر أن موسكو «مستمرة في حماية الأسد وإيقاف نظامه على قدميه، على الرغم من التحذيرات التي ترسلها بين وقت وآخر لإفهامه أنها سيدة اللعبة وليس أي طرف آخر غيرها».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا سوريا فرنسا

«أردوغان»: سنطبع العلاقات مع روسيا قريبا ولن نقبل بالإخلال بحقوق الفلسطينيين

‏تركيا تتهم روسيا بقتل 60 مدنيا بقصف مستشفى ومسجد في سوريا وموسكو تنفي

لماذا تسعى تركيا وروسيا إلى تفادي المواجهة مع بعضهما البعض؟

«بوتين» يستبعد تطبيع العلاقات مع تركيا ويؤكد: لن تقرر قوة خارجية مستقبل سوريا

تركيا وروسيا ومستقبل الشرق الإسلامي

المسألة الكردية.. مقترح لمبادرة قَطرية لدعم تركيا

«التعاون الإسلامي» تجدد في رسالة إلى «لافروف» الدعوة لحل سياسي للأزمة السورية