«هآرتس»: تركيا في «موسم» فرص سياسية تقلق إيران

الأحد 3 يوليو 2016 07:07 ص

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن عدة قنوات دبلوماسية فتحت أمام تركيا مؤخرا، والتي من الممكن أن تؤدي لانتصارات سياسية، ومن أهم هذه القنوات هي المصالحة مع روسيا، وذلك رغم استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية»، لأنقرة.

وقال المحلل السياسي والاستراتيجي لصحيفة «هآرتس»، «تسبي بارئيل»، إنه من الكافي النظر لردود الفعل في بعض الصحف الإيرانية لاستنتاج أهمية المصالحة التركية-الروسية.

وبين أن أحد العناوين التي برزت في صحيفة «بافات» الإلكترونية، المقربة من الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، هو: «نهاية الأيام الجميلة بين روسيا وإيران»، وأشارت الصحيفة إلى أن «دخول روسيا لمنطقة الشرق الأوسط لا تفيد أي طرف من أطراف الصراع في سوريا (...) هذا لا يعدّ تدخلاً إيديولوجياً، لكنه تدخل نابع من حسابات سياسية تهدف لاستغلال ميزان القوى الجديد بعد انسحاب الولايات المتحدة من المشهد».

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، لم يبدأ الانقسام القائم بين روسيا وإيران مع المصالحة بين أنقرة وموسكو، لكنه عزّز الشعور لدى إيران أن روسيا قد تتصل بالخط السياسي التركي، أي أن تنضم لمطالبة تركيا برحيل «بشار الأسد»، وإبعاد إيران عن المشهد السوري.

وبالنظر إلى التعليقات على المقال المذكور، يتضح أن غالبها كان مباشراً وأكثر حدة وصراحة من ذلك، فأحد القرّاء علّق قائلاً: إن «روسيا أصبحت أقرب اليوم لإسرائيل منها لإيران»، وآخر ذكّر بكلام خامنئي حين قال: إن »أمريكا أسوأ من بريطانيا، وروسيا أسوأ من كلتيهما».

ويضيف الكاتب أنه في المحور التركي-الروسي تعتبر إيران لاعباً جانبياً في أحسن الحالات، وفق «الخليج أون لاين»، فقبل 3 أسابيع التقى في طهران وزير الدفاع الإيراني، ونظيراه الروسي والسوري من أجل مناقشة الخطوات الاستراتيجية القادمة، لكن إيران لم تخرج من الاجتماع بكثير من التفاؤل، فروسيا أعربت عن استعدادها للتنسيق جزئياً فقط مع إيران، فيما لا يمتلك الجانب السوري أصلاً أي قدرة على فرض الإملاءات.

ورغم كل ما حدث، توفر إيران جهدا كي تحافظ على روسيا إلى جانبها، فمن كان وزير الدفاع بفترة الرئيس «محمد خاتمي»، وعمل على تحسين علاقات إيران مع دول الخليج، عيّن هذا الشهر بمنصب المنسق الأكبر بين إيران وروسيا فيما يخص الشأن السوري، وعليه حضر إلى موسكو هذا الأسبوع للتخفيف من التوتر بين البلدين، ولفحص إمكانية تعزيز التنسيق في الملف السوري.

وفي هذا السياق يذكر «بارئيل» أن إيران مهتمة باستمرار تولي الأسد لمنصبه، وفي نفس الوقت متخوفة من أن تكون روسيا غير معنية بقتال قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بـ«الأسد».

يذكر أن رغبة روسيا بمتابعة عمليات القصف الجوي مرتبط بقدرة جيش «الأسد» على احتلال المزيد من المناطق، وخاصة حلب، والتي لا تعتبر روسيا على عجل لقصفها.

ورفعت روسيا، الخميس الماضي، العقوبات المفروضة على الرحلات السياحية إلى تركيا.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكرملين إن الرئيس الروسي، «فلاديمر بوتين» «وقع مرسوماً يقضي برفع العقوبات المفروضة على حظر بيع الرحلات السياحية، ورحلات الطيران (شارتر) إلى تركيا اعتباراً من يوم الخميس»، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء التركية الرسمية.

وأضاف البيان أن «بوتين» وافق على قيام الجانب الروسي بعقد محادثات مع الحكومة التركية، بخصوص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأنه وفقاً لنتائج تلك المحادثات، سيتم إجراء تقييم لتغيير العقوبات الاقتصادية السارية على تركيا التي اتخذتها موسكو في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وأوعز الرئيس الروسي إلى حكومة بلاده بتطبيع العلاقات مع تركيا، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية، وذلك فور الانتهاء من المكالمة الهاتفية التي أجراها، ظهر أمس الأول الأربعاء، مع نظيره التركي، «رجب طيب أردوغان».

جدير بالذكر أن بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، بدأت عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، مؤخرًا، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.

وسبق لمقاتلتين تركيتين من طراز «إف-16» أن أسقطتا مقاتلة روسية من طراز «سوخوي-24»، في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبًا).

وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة، شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو توترًا؛ حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية قطع علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض موسكو قيودًا على البضائع التركية المصدّرة إلى روسيا، وحظراً على بيع الرحلات السياحية والطائرات المستأجرة المتجهة إلى تركيا.

  كلمات مفتاحية

أردوغان إسرائيل العلاقات التركية الإسرائيلية العلاقات التركية الروسية

روسيا ترفع الحظر عن الرحلات السياحية إلى تركيا

الاتفاق مع تركيا.. ماذا كسبت «حماس»

الكرملين: «بوتين» و«أردوغان» يتفقان على عودة العلاقات الثنائية

«بوتين» يجري اتصالا هاتفيا مع «أردوغان» ويقدم تعازيه في ضحايا تفجير إسطنبول

«أردوغان»: سنطبع العلاقات مع روسيا قريبا ولن نقبل بالإخلال بحقوق الفلسطينيين