أجرى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، اليوم الأربعاء، اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي «رجب طيب أردوغان»، حيث قدم تعازيه الحارة بضحايا الاعتداء الذي وقع في مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول، مساء أمس الثلاثاء.

وأفاد التلفزيون التركي، نقلا عن مصادر قريبة من «أردوغان» أن المكالمة الهاتفية مع «بوتين» استمرت 40 دقيقة، وكانت مثمرة وإيجابية للغاية.

وقال «بوتين» خلال لقاء عقده في موسكو مع مجموعة تلاميذ مدارس روسية وألمانية: «إننا نعبر عن أسفنا وتعاطفنا مع ضحايا العمل الإرهابي الذي وقع في تركيا أمس».

ووصل التلاميذ الألمان إلى روسيا في إطار برنامج يرمي إلى الاحتفاظ بذكريات الحرب العالمية الثانية ورعاية قبور ضحاياها.

واعتبر «بوتين» أن مثل هذه المشاريع توفر مناخا في المجتمعات يحول دون وقوع مثل هذه الجرائم المروعة، في إشارة إلى تفجيرات مطار أتاتورك.

وبعد لقائه بالأطفال، اتصل «بوتين» هاتفيا بنظيره التركي «أردوغان»، في أول مكالمة بينهما منذ حادثة إسقاط سلاح الجو التركي للمقاتلة الروسية «سوخوي-24» في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتعهد «دميتري بيسكوف» الناطق الصحفي باسم الكرملين بالكشف عن تفاصيل المكالمة في وقت لاحق.

وقد أدى تفجير انتحاري وقع، أمس الثلاثاء، عند مدخل مطار أتاتورك الدولي إلى مقتل 41 شخصا وإصابة 239 آخرين.

وكان مكتب الرئيس الروسي، أكد أن «بوتين» سيجري مكالمة هاتفية مع نظيره التركي «رجب طيب أردوغان»، الأربعاء، من أجل شكره على رسالته الأخيرة، التي أعرب من خلالها عن حزنه العميق حيال حادثة إسقاط المقاتلة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية قبل نحو 8 أشهر.

يشار إلى أن «أردوغان» قال في تصريحات، أول أمس الاثنين: «أعتقد أن علاقاتنا سوف تطبع في أقرب وقت مع روسيا، تاركة وراءها الوضع الحالي الذي يضر بالبلدين»، مضيفا أنه تم اتخاذ خطوات من شأنها القضاء على الآثار السلبية الناجمة عن الأزمة مع موسكو، على خلفية إسقاط المقاتلة الروسية العام الماضي.

وأضاف الرئيس التركي: «أعتقد أن الاتفاق الذي توصلنا إليه لإعادة تطوير علاقاتنا مع روسيا من خلال الرسالة التي بعثتها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سينعكس بشكل إيجابي على كلا البلدين».

وقال: «لقد أعربت في رسالتي التي بعثتها إلى السيد بوتين، عن حزني جراء الحادث (إسقاط الطائرة الروسية)، وأيضا ذكرته بفرص التعاون الإقليمي التي يمكننا الاستفادة منها على نطاق واسع».

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، أمس الثلاثاء، إن عملية التطبيع بين البلدين بدأت بالفعل، من أجل إنهاء حالة الأزمة، وإعادة العلاقات إلى طبيعتها، مشيرا إلى أن روسيا ترغب هي الأخرى في التطبيع.

وأكد «يلدريم» في كلمة ألقاها أمام نواب البرلمان التركي، أن مرحلة التطبيع بدأت بين روسيا وتركيا، قائلا: «أدت اتصالات غير مباشرة بين زعيمينا إلى نتائج، وبدأ الجليد في العلاقات يذوب، وبدأت مرحلة التطبيع».

ونقلت وسائل تركية، عن «يلدريم» قوله إن «الحديث لا يدور عن دفع تعويضات لروسيا عن الطائرة، نحن فقط قدمنا اعتذارنا».

وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أسقط الطيران التركي مقاتلة «سوخوي-24» روسية بعدما قالت أنقرة إنها انتهكت الأجواء التركية، وقتل الطيار بإطلاق النار عليه أثناء هبوطه بالمظلة، ما تسبب بتوتر كبير في العلاقات بين أنقرة وموسكو.

وأكدت تركيا آنذاك أن المقاتلة دخلت مجالها الجوي وأنها حذرتها عشر مرات خلال خمس دقائق، فيما أكدت موسكو أن المقاتلة كانت تحلق في الأجواء السورية ولم تتلق تحذيرا قبل إسقاطها.