«ستراتفور»: تداعيات الهجوم على مطار أتاتورك في تركيا

الأربعاء 29 يونيو 2016 10:06 ص

هناك الكثير من التفاصيل لا تزال غير واضحة ولا تزال الأمور تواصل التطور. ولكن الهجوم على مطار أتاتورك في إسطنبول قد أسفر عن مقل 28 شخصا على الأقل وإصابة 60 آخرين (ارتفع لاحقا إلى 41 قتيلا و147 مصابا). ثلاثة انتحاريين، واحد منهم على الأقل شوهد شاهرا كلاشينكوف، دخلوا إلى صالة المغادرين في المطار. وعندما حاولت الشرطة منع المفجرين من اجتياز حاجز أمني، فقد قام المهاجمون بتفجير المتفجرات التي كانوا يحملونها.

عانت تركيا مع ثلاثة مسارات منفصلة من التهديدات الإرهابية، بما في ذلك الجماعات الكردية المسلحة. ولكن هدف هذا الهجوم، وهو واحد من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، يشير إلى مسؤولية «الدولة الإسلامية» على الأرجح. تنظيم هجوم دراماتيكي خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان يقدم وسيلة مسرحية لنقل المشاعر المناهضة للغرب. على مدى الأشهر القليلة الماضية، شهدت تركيا عددا من الهجمات الانتحارية الكبرى ضد أهداف سياحية في المدن الكبرى. قام تنظيم «الدولة الإسلامية» بتنفيذ هجمات انتحارية خارج محطة السكك الحديدية المركزية في أنقرة في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وفي ساحة السلطان أحمد في إسطنبول في يناير/ كانون الثاني وعلى شارع الاستقلال في إسطنبول في 19 مارس/أذار. عبر استهداف مناطق الجذب السياسي الأكثر شعبية، فقد كانت هجمات «الدولة الإسلامية» مختلفة عن تلك التي تنفذها الجماعات الكردية في نفس الوقت تقريبا على أهداف حكومية وعسكرية.

الهجوم على المطار المزدحم في إسطنبول، ولاسيما خلال موسم الصيف المشغول بالسفر يمثل ضربة للحكومة التركية. وقد حاولت أنقرة وضع خطوطها الجوية الوطنية كمنافس للشركات الرائدة في العالم، ولكن تلك الخطط الطموحة لأنقرة للتوسع في جميع أنحاء العالم تتوقف على أمن وكفاءة إسطنبول كمركز. سوف يزيد الهجوم من إصرار أنقرة على قانون مكافحة الإرهاب الذي أصبح نقطة خلاف في المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي خلال محادثات أزمة المهاجرين، وتحرير التأشيرات والانضمام. 

وعلاوة على ذلك فإن الهجوم يضعف قطاع السياحة في تركيا والذي يمثل 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. أفادت وزارة الثقافة والسياحة في 28 يونيو/حزيران أن نسبة الزيارات إلى تركيا قد انخفضت بنسبة 34.7 في مايو/أيار وهو أكبر انخفاض مسجل منذ التسعينيات. وسوف تظل المخاوف الأمنية في تركيا رادعا رئيسيا للسياح، لاسيما في ضوء هجوم المطار.

التوتر بين موسكو وأنقرة قد أضر بدوره بقطاع السياحة في تركيا. منذ توتر العلاقات بين روسيا وأنقرة في أواخر عام 2015 في أعقاب إسقاط تركيا للطائرة روسية، فإن السياح الروس قد أحجموا عن زيارة تركيا. الآن يدخل الطرفان مرة أخرى في مفاوضات مشروطة، وتأمل أنقرة في إحياء السياحة الروسية في البلاد. تثير المصالحة الفاترة بين البلدين أيضا مسألة ما إذا كانت تركيا ستواصل خططها طويلة الأمد للتدخل في شمال سوريا.

تعطي هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» لتركيا سببا ملحا لتوسيع عملياتها عبر الحدود، حيث ترغب أنقرة أيضا في احتواء وحدات حماية الشعب الكردي. ولكنها لن يمكنها المخاطرة بذلك إلا إذا توصلت إلى تفهم تكتيكي مع روسيا. وتسعى تركيا لمحاصرة متشددي «الدولة الإسلامية» القادمين من شمال القوقاز، وهي نقطة أساسية أخرى من شأنها أن تدفع تركيا نحو تعزيز التعاون الاستخباراتي مع روسيا.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

تركيا الأكراد الدولة الإسلامية تفجيرات إسطنبول الإرهاب تفجير أردوغان السياحة التركية

«بوتين» يجري اتصالا هاتفيا مع «أردوغان» ويقدم تعازيه في ضحايا تفجير إسطنبول

إدانات دولية للاعتداء على مطار أتاتورك بإسطنبول

7 مصابين سعوديين في الهجوم على مطار ⁧أتاتورك‬⁩

قطر تدين بشدة التفجير الذي استهدف مطار أتاتورك بإسطنبول

عشرات القتلى والجرحى في انفجار بمطار أتاتورك في إسطنبول

عودة العمل بمطار أتاتورك والتحقيقات وأعمال الصيانة مستمرة

نجح في إنقاذ ابنه من تنظيم «الدولة الإسلامية».. فحصدت روحه تفجيراتهم

«المرزوقي»: تركيا تدفع ثمن نجاحها

السعوديون يلغون الحجوزات لتركيا بنسبة 50% عقب تفجير مطار أتاتورك

السلطات التركية تعلن جنسيات منفذي الاعتداء على مطار أتاتورك

«أردوغان» يفتتح رابع أطول جسر معلق في العالم

تفجيرات تركيا والإرهاب الذي يستهدف المسلمين

إغلاق البعثات الدبلوماسية الفرنسية في تركيا حتى إشعار آخر لأسباب أمنية

اعتقال انتحارية حاولت تفجير نفسها بمطار أتاتورك بإسطنبول