عقد وزيرا خارجية تركيا «مولود جاويش أوغلو»، وروسيا «سيرغي لافروف»، لقاء ثنائيا في مدينة سوتشي الروسية اليوم، على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود.
وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير تركي إلى روسيا، منذ أن أثار إسقاط طائرة حربية روسية، في 24 نوفمبر/ تشرين ثاني 2015، في أزمة بين البلدين.
وفي كلمة قصيرة في مستهل اللقاء، وجه «جاويش أوغلو» الشكر إلى «لافروف»، على دعوته للمشاركة في الاجتماع الذي يعقد في توقيت هام، وعلى الاستقبال الودي الذي تلقاه.
وأشار «جاويش أوغلو» لكون الاجتماع يتزامن مع الذكرى الـ 25 لتأسيس المنظمة، التي بذلت روسيا وتركيا جهودا كبيرة ومؤثرة في إطارها.
وأكد «جاويش أوغلو» أن الرسالة التي بعثها الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» بداية الأسبوع، والمكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيسان أول أمس، كانتا خطوتين بناءتين إيجابيتين، مشيرا إلى أنه سيتابع مع «لافروف» في لقائهما، الخطوات التي يتم اتخاذها من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، ورفعها إلى المستوى المنشود.
بدوره وجه «لافروف» الشكر إلى «جاويش أوغلو» على حضوره اجتماع المنظمة، الذي مثل فرصة لعقد لقاء بينهما، واعتبر أن خطاب «أردوغان» والمكالمة الهاتفية، كانتا خطوتين عمليتين، في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين.
واستغرق اللقاء بين الوزيرين حوالي 36 دقيقة.
والتقى الوزيران آخر مرة، يوم 3 ديسمبر/ كانون أول الماضي، في بلغراد، على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف»، إن الرئيس الروسي، ونظيره التركي، قد يلتقيان قبل قمة العشرين التي ستعقد في الصين، في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأوضح «بيسكوف»، في تصريحات صحفية بموسكو اليوم، أن هناك احتمال للقاء الرئيسين قبل قمة العشرين، إلا أنه لم يُحدد بعد موعد ومكان اللقاء.
وأضاف «بيسكوف»، أن الفترة المقبلة، ستشهد لقاءات مكثفة بين المسؤولين الأتراك والروس، من أجل تطبيق الرفع التدريجي للقيود الاقتصادية التي كانت روسيا قد فرضتها على تركيا، وأصدر «بوتين» تعليمات برفعها أول أمس الأربعاء، بعد إجرائه مكالمة هاتفية مع «أردوغان»، اتخذ فيها الرئيسان قرارا بإعادة تطبيع العلاقات بين بلديهما.
جدير بالذكر أن بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، بدأت عقب إرسال الرئيس التركي رسالة إلى نظيره الروسي، بداية الأسبوع الجاري، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز »إف - 16»، أسقطتا مقاتلة روسية من طراز »سوخوي - 24»، في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبًا).
وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة، شهدت العلاقات بين أنقرة وموسكو توترًا، حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية، قطع علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض موسكو قيودًا على البضائع التركية المصدّرة إلى روسيا، وحظراً على بيع الرحلات السياحية والطائرات المستأجرة المتجهة إلى تركيا.