تسبب فارق توقيت أذان المغرب بين المساجد في منطقة القطيف (شرقي السعودية) التي تعتمد في حساب دخول وقت المغرب بعد غروب الشمس بشكل كامل، في إفشال تخطيط الإرهابيين الذين كانوا يستهدفون قتل المصلين في مسجد الشيخ حسين العمران (المخصص لأتباع المذهب الشيعي) بمحافظة القطيف الاثنين أثناء أدائهم الصلاة.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الوطن السعودية اليوم الثلاثاء فقد كان وقت وصولهم للموقع متأخرا عن وقت دخول المصلين لأداء الصلاة، وفي الوقت ذاته متقدما عن نهاية الصلاة.

وتشير المعلومات الأولية التي نشرتها الصحيفة إلى أن أكثر من انتحاري فجروا أنفسهم على أطراف المسجد الذي كان يكتظ بالمصلين، وأغلبهم من كبار السن، حيث تفاجأ منفذو الهجمات بصعوبة الدخول لبوابة المسجد، بسبب وجود حواجز أسمنتية أخفت مكان بوابة الدخول، مما دفع الانتحاريين إلى تفجير أنفسهم في أقرب موقع تمكنوا من الوصول إليه.

وتشير المعطيات الميدانية إلى تمكن المنفذين من الدخول للحي الذي يقع فيه المسجد، والذي يعتبر أحد أكثر المناطق الحيوية في محافظة القطيف، إذ يتوسط كلا من سوق مياس وسوق الخضار المركزي في المنطقة، بشكل طبيعي قبل أن تفاجئهم صعوبة الوصول إلى البوابة الرئيسية للمسجد، خاصة أنهم وصلوا بعد دخول المصلين لأداء الصلاة.

كما تشير المعطيات إلى أن طبيعة موقع المسجد الواقع في حي قديم ومتشعب الطرقات، إضافة إلى وجود حواجز أسمنتية شكلت مفاجئة للمهاجمين، مما دفع اثنين منهم إلى تفجير نفسيهما خلف الحاجز وبين مواقف السيارات.

وأظهرت صور أولية من موقع الحادث تناثر أشلاء لشخصين يعتقد أنهما لانتحاريين، فيما ذكر شهود العيان من داخل المسجد أن الصوت الذي سمع داخل المسجد كان لانفجارين متتابعين يفصل بينهما فارق زمني أقل من دقيقة.

وأشار مصدر بالدفاع المدني إلى وقوع أضرار مادية في السيارات المتوقفة بالمواقف وتناثر شظايا على بعض المنازل، إلا أنه لم تسجل أي إصابات.

وأعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي الليلة الماضية العثور على ثلاث جثث عقب قيام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه في محافظة القطيف والتي يسكنها عدد كبير من الشيعة.

ووقع تفجيران انتحاريان في مديني جدة (غرب) والقطيف؛ وأسفر أحدهما عن سقوط 3 مصابين، فيما لم يسفر الثاني عن سقوط ضحايا.

وأعقب التفجيرين، تفجير ثالث وقع قرب الحرم النبوي في المدينة المنورة، أسفر عن سقوط 6 قتلى بخلاف الانتحاري منفذ الهجوم، إضافة إلى 9 مصابين.

لكن تنظيم «الدولة الإسلامية» سبق أن تبنى سلسلة تفجيرات وهجمات بالرصاص في السعودية منذ منتصف 2014 قتل فيها العشرات أكثرهم من الشيعة وقوات الأمن.