تجميد الأموال في البنوك يقود اليمن لمجاعة قريبة

الخميس 14 يوليو 2016 06:07 ص

توشك مناطق كثيرة في اليمن على الانزلاق إلى المجاعة لأسباب عدة، منها عجز المستوردين عن شراء كميات جديدة من السلع الغذائية من الخارج، في الوقت الذي تسببت فيه الحرب في احتجاز أكثر من 200 مليون دولار بالبنوك، حسبما أفادت مصادر في مجالي التجارة والمساعدات الإنسانية.

وبحسب تقرير لوكالة «رويترز»، كانت بنوك غربية قد قلصت، بالفعل، خطوط الائتمان للشركات التجارية، التي تشحن مواد غذائية إلى اليمن، وذلك خشية أن تعجز عن السداد، بسبب الفوضى الأمنية وهشاشة النظام المالي.

وتزايد عزوف البنوك عن إصدار خطابات الائتمان التي تضمن للجهات البائعة السداد في الموعد المتفق عليه.

وترفض البنوك تقديم ضمانات، لأن النظام المصرفي اليمني أصيب بالشلل.

وقال المصدر الذي يشارك في تجارة المواد الغذائية مع اليمن، وعلى دراية بمشاكله المالية، إنه لا يمكن تحويل ما يصل إلى 260 مليون دولار محتجزة بعملات أجنبية مختلفة في بنوك يمنية إلى الخارج، وذلك لأسباب، منها انقطاع العلاقات مع كثير من البنوك الغربية.

ويفرض هذا الوضع على التجار سحب الأموال في اليمن، ثم إرسالها إلى الخارج، عبر الطائرة غالبا، وهو حل محفوف بالصعوبات.

وامتنع مسؤولون في البنك المركزي اليمني عن التعقيب.

كما أكد مصدر المساعدات الإنسانية المطلع أيضا على مشاكل التمويل بحسب التقرير، أن جهودا بذلت لنقل أموال للخارج جوا لاستخدامها في سداد قيمة سلع.

وتابع: «ما زالت هناك أموال كبيرة محتجزة داخل اليمن، بسبب غياب عمليات المراسلة المصرفية أو التمويل التجاري الأساسي للمستوردين اليمنيين».

وقال مسؤول في بنك من بنوك الدولة في اليمن، إن التحالف العربي بقيادة السعودية سمح، في وقت سابق من العام الجاري، بنقل ما يصل إلى 100 مليون دولار من ثلاثة بنوك تجارية بالطائرة إلى البحرين.

وأوضح المسؤول والمصدر التجاري، أن هذه الأموال أودعت في حساب لدى بنك التضامن الإسلامي الدولي اليمني في السعودية، وهي عملية استغرق إتمامها شهورا.

وقال المسؤول: «لقد خسرت البنوك مالا كثيرا من خلال ذلك، لأن قيمة استئجار الطائرة التي نقلت الأموال بلغت نحو 600 ألف دولار».

وقال مسؤولون آخرون في بنوك تجارية يمنية، إن مساعي أخرى بذلت لمحاولة نقل مزيد من الأموال إلى البحرين.

وقالت الأمم المتحدة، إن الاقتصاد اليمني يوشك على الانهيار، وإن مناطق كثيرة معرضة لخطر المجاعة، وهي كلمة تقتصد المنظمة الدولية في استخدامها، ولا تستعملها إلا عندما تتوفر معايير معينة.

وأضافت أن عشرا من محافظات اليمن، البالغ عددها 22 محافظة، أصبحت الآن في المرحلة الرابعة، ما يعني أنها بلغت وضعا استثنائيا. وإذا بلغت منطقة المرحلة الخامسة فستعلن المجاعة فيها.

وقال «عبد السلام ولد أحمد»، الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إن «الواردات الغذائية تتراجع، وهو ما سيترجم إلى انخفاض المخزونات».

وتعلن المجاعة عندما يواجه 20%، على الأقل، من الأسر نقصا حادا في الغذاء مع قدرة محدودة على التعايش مع هذا الوضع، وعندما تتجاوز معدلات سوء التغذية الحاد 30% ويتعدى معدل الوفيات شخصين يوميا لكل عشرة آلاف نسمة.

وقالت الأمم المتحدة، إن 21 مليونا من سكان اليمن، البالغ عددهم 28 مليون نسمة، يحتاجون شكلا من أشكال المساعدات الإنسانية، وإن أكثر من نصف السكان يعانون من سوء التغذية.

وتبلغ احتياجات القطاع التجاري من استيراد الحبوب ثلاثة ملايين طن في العام الجاري، لكن إجمالي ما تم استيراده من القمح حتى الآن بلغ 580 ألف طن فقط، بسبب نقص العملة الصعبة وتعطل موانئ البلاد، التي لحقت أضرار ببعضها بسبب الاشتباكات.

وقال «سجاد محمد ساجد»، مدير مجموعة أوكسفام للمساعدات في اليمن، إن «الحصار الاقتصادي الفعلي يمنع التجار من إبرام صفقات في اليمن»، مشيرا إلى أن «القيود المصرفية غير المنصفة تصعب لجوء التجار اليمنيين إلى شراء الغذاء من الأسواق العالمية».

وأضاف: «إذا لم تفتح السلطات المصرفية من جديد حسابات اليمن المصرفية، وتسمح لشركات الغذاء بالتعامل، فلن يمر وقت طويل قبل أن تصبح نذر الكارثة حقيقة واقعة».

وأفادت المصادر بأن البنك المركزي اليمني توقف، في فبراير/شباط، عن إعلان أسعار الصرف التفضيلية للتجار المحليين المستوردين للأرز والسكر، ما ساهم أيضا في تعطيل إمدادات الغذاء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن مجاعة تجميد الأموال

برنامج الأغذية العالمي: نصف محافظات اليمن على شفا المجاعة

انهيار الاقتصاد والمجاعة الوشيكة في اليمن

«أوكسفام»: الحرب في اليمن أوصلت 6 ملايين لحافة المجاعة

«الفاو»: نحتاج 8 مليون دولار بشكل عاجل لإنقاذ 11 مليون يمني من خطر المجاعة

تقرير سري: 14 مليار دولار حجم الخسائر التي كبدتها الحرب لليمن

مسؤول في البنك المركزي: الحوثيون طبعوا 3 تريليونات ريال يمني دون غطاء قانوني