مصر.. ناشطات يهاجمن الكاتبة «نوال السعداوي» لمطالبتها بـ«تقنين الدعارة»

الثلاثاء 19 يوليو 2016 02:07 ص

شنت ناشطات مصريات هجوما حادا ضد الكاتبة «نوال السعدواي» إثر مطالبتها بـ«تقنين الدعارة» في مصر بدلا من إخفاء ممارستها، واعتبارها أن الإسلام لا يعارض الإجهاض.

وأكدت الناشطات أن دعوة «السعداوي» تتنافى مع ديننا وقيمنا وأعرافنا الشرقية، كما أنها انتهاك واضح وصريح لحقوق المرأة، لا سيما أنه سيحولها إلى سلعة.

وكانت «السعداوي» قد طالبت في إحدى ندواتها، بتقنين الدعارة قائلة «الدعارة مرض ومن الأفضل الاعتراف بوجودها في المجتمع المصري بدلا من إخفائه ووضعه تحت إشراف الحكومة بشكل قانوني يسمح للعاهرات بممارسة الفحشاء مع الرجل الشرقي».

من جانبها، قالت «داليا زيادة» الناشطة الحقوقية، إن دعوة «السعدواي» لتقنين الدعارة، انتهاك واضح وصريح لحقوق المرأة المصرية، متسائلة: «كيف لمن كانت تدافع عن حقوق المرأة تدعو لانتهاكها كذلك».

وأضافت «زيادة» أن هذا المقترح يدعو إلى تحويل المرأة إلى سلعة تباع وتشترى، كما أنه لا يمكن تقبله في المجتمع الإسلامي، مؤكدة أنه انحراف عن الصواب، وكسر شنيع لقواعدنا وديننا.

من جهتها، واستنكرت «عصمت الميرغني»، رئيسة «اتحاد المحامين الأفرواسيوي لحقوق الإنسان»، مطالبة «السعدواي» بتقنين الدعارة، لافتة إلى أن هذا الأمر بعيد كل البعد عن مبادئنا وتقاليدنا الشرقية.

وأوضحت «الميرغني» أن تلك الفكرة لا يمكن تنفيذها على الإطلاق، لاسيما أنها تتنافى مع الأديان السماوية كافة «الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي»، مشيرة إلى أنه في حالة تطبيق مقترحها، فإن مجتمعنا سيصبح أشبه بالغابة، كما أن الأسر المصرية سيغلب عليها التفكك.

ووجهت «الميرغني» رسالة إلى «السعدواي» قائلة: «ارحمينا.. ومتضيعيش مجتمعنا بأفكارك»، مؤكدة أن هذا المقترح صادم للفكر والعقائد المصرية.

وفي ذات السياق، أكدت «ماجدة عادلي» الناشطة الحقوقية، مديرة «مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف»، أن الاستماع إلى هذا المقترح سيؤدي بالشباب إلى الهلاك وسيقودهم إلى طريق الانحراف.

وأوضحت أن البعض يسعى إلى نقل العادات الغربية السيئة إلى المجتمع المصري الشرقي، متناسيين أن كل تلك العادات الغربية تتعارض مع الدين.

وكانت «السعداوي» قد تحدثت عن كتابها الأخير الذي وصفته بـ«الواقع غير المرغوب في قوله»، مؤكدة أن المجتمعات لن تتغير إلا من خلال الصراحة والاعتراف بالمشاكل الموجودة في المجتمع، فضلا عن إخفاء الحقائق والعيوب المجتمعية الموجودة في كافة المجتمعات.

وأوضحت أن المجتمع ينصر خطأ الذكور ويرفض خطأ النساء وهو الظلم الاجتماعي الذي وصفته بميل ميزان الحق نحو الذكور، والأمر الذي اعتبرته أول أسباب انتشار الفحشاء، مؤكدة أن ممارسة الفحشاء في العلن أفضل من ممارستها في الخفاء.

وقالت «السعداوي»: «الدين سياسة، وتفسير الدين ينبع من القوى السياسية حسب النظام الحاكم، مضيفة أن ازدراء الأديان والفتن الطائفية تأتي من السياسة، سواء كانت داخلية أو خارجية، ونشوء الأديان لا يفترق عن السياسة، فالإله كان هو الحاكم في عصر مصر القديمة، وظهور ازدراء الأديان حديثا كان في عصر السادات، ولم نسمع عنه من قبل».

وأضافت خلال مناقشة روايتها «موت الرجل الوحيد على الأرض» بمكتبة مصر الجديدة، أن الإجهاض مشروع ومحلل في الدين الإسلامي بالإضافة للأديان الأخرى، وذلك ما يفعله عناصر الدولة الإسلامية ويصبح وقتها علاجا طبيا لمشاكل كثيرة.

وأوضحت أن المرأة مقهورة في جميع دول العالم، ولكن الأسرة المصرية تعيسة بسبب هيمنة الرجل وسلطويته، ويشجعه المجتمع على إقامة علاقات خارجية مع الآخرين ويحرمها على المرأة، وتأتي الخيانة من الرجل الضعيف على عكس القوى الذي يصون العلاقة وكذلك المرأة.

وحثت «السعداوي» الفتيات على كتابة تجاربهن الشخصية خصوصا فيما يتعلق بقضية الختان والألم الناتج عنه، ويقضي على ثقتهن بأنفسهن ولا يستطعن ممارسة حياتهن في الكبر.

وقبل 67 عاما، وهي المدة التي عاشتها مصر بدون وجود «دعارة مرخصة»، وعلى عكس ما يظن الجميع كانت الدعارة مقننة من الدولة، واعتاد المجتمع الذي عاش في أربعينيات القرن الماضي على مشاهد بالنسبة لنا اليوم غير قابلة للتصديق.

واستمرت «الدعارة المرخصة» في مصر طوال 118 عاما، حتى تم تجريمها عام 1949.

  كلمات مفتاحية

مصر الدعارة تقنين ترخيص الدين السياسة نوال السعداوي

تقرير سري يكشف ممارسة 10 آلاف فتاة للدعارة في طهران والمسؤولون يتكتمون

في (إسرائيل).. أكثر من 12 ألف امرأة وألف مخنث يعملون في الدعارة

منظمة «العفو» بمرمى انتقادات دينية ونسوية بعد دعوتها لإباحة الدعارة

فوج تدعو قراءها للاطلاع على أعمال 5 كاتبات عربيات.. من هن؟

الموت يغيب الكاتبة المصرية نوال السعداوي عن عمر ناهز 90 عاما