عشرات القتلى بطائرات التحالف على حلب.. ونشطاء: منبج تباد

الأربعاء 20 يوليو 2016 08:07 ص

سقط عشرات المدنيين السوريين، في غارات للتحالف الدولي على قرية تؤوي نازحين قرب منبج شرق حلب

ففي الوقت الذي نقلت وكالات أنباء مقتل 125 مدنيا، في غارات طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، فجر أمس، غالبيتهم نساء وأطفال, وبينهم عائلات بكاملها، قالت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، التي تسيطر على المدينة، أن القتلى بلغوا 160 مدنيا، في حين ذكرت وكالة «الأناضول» أن القصف استهدف تجمعا لمدنيين كانوا يحاولون الخروج من قرية توخار.

والقتلى نازحون من مناطق أخرى بمنبج، هربوا من الاشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف.

مصادر قالت لموقع «الجزيرة نت» إن عدد القتلى من المدنيين منذ بدء الهجوم على المدينة قبل شهرين، بلغ 283 شخصا قضى العدد الأكبر منهم في قصف للتحالف الدولي.

من جانبه، حمل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، كامل المسؤولية عن مجزرتين في حي الحزاوية بمدينة منبج ومنطقة التوخار بريفها للتحالف الدولي على الصعيد القانوني والإنساني.

وقال في تغريدات له على «تويتر»: «محاربة الإرهاب لا تكون من خلال استهداف المدنيين بشكل همجي، ولا تسوّغ استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال».

ونشر شاب سوري يقيم في الخارج، تسجيلاً لمكالمته مع والدته المتواجدة في منبج، يظهر حالة الرعب واليأس التي يعيشها السكان هناك، والأصوات المرعبة لقصف طائرات التحالف على المدينة.

تضامن إلكتروني

وقد توالت حملات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لنصرة المدينة، طالبت بفك الحصار عنها، لكن الحملة الأخيرة تحاول توجيه الأنظار إلى منبج بريف المدينة، حيث يواجه المدنيون مصير دمويا وتجاهلا صارخا يزيد من معاناتهم.

مع تردي الأوضاع الإنسانية في المدينة لأكثر من 100 ألف مدني، أطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حملة عبر وسم «منبج تباد» و«Manbij perish»، طالبوا فيها الدول العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لإنقاذ المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، ويقصفها التحالف الدولي.

وقال مغردون إن التحالف الدولي والقوات الكردية تقصف المدينة وتحاصرها بحجة وجود تنظيم «الدولة الإسلامية» بداخلها دون مراعاة لحياة وأوضاع المدنيين بداخلها، وأضافوا أن القصف الجوي والمدفعي والحصار ونقص الغذاء والدواء ستؤدي إلى كارثة بالمدينة.

فكتب الناشط الحقوقي «أحمد المحمد»: «تحالف من السماء ووحوش على الأرض يقتلون المدينة وأبناءها».

أما «فواز الشلال»، فاعتبر أن «منبج لا تذبح بصمت إنما جهاراً نهاراً وبكل وقاحة».

وتابع «بسام جعارة»: «الأوربيون يتقززون من مشاهد الاعتقال في تركيا.. أما مجازر سوريا فهي مجرد حدث عادي.. وأجهزة مخابراتهم تنسق مع جزار دمشق».

وكتب «سليم»: «أكثر من مئتي شهيد.. عوائلُ بتمامها أُبيدتْ بطائرات التحالف.. حسبنا الله ونعم الوكيل».

في الوقت الذي قال «موسى العمر»: «بطائرات أمريكا وبندقيات الهاجانا الجدد.. وانعدام مقومات الحياة وقطع كل شيء وقتل الأطفال.. سيقولون لك: نحن نحرركم من الإرهاب!.. سحقا لكم ولتحريركم.. منبج تباد».

وأضاف «إبراهيم الفوزان»: «أين النظام العالمي.. أما تبدو له في الشَّام أخطارُ؟.. أين القوانين التي وضعتْ أو ما لهذا الظلم إنكار؟».

وتابع «أحمد غانم»: «سيقولون لك: نحرركم من  الإرهاب.. سحقا لكم ولتحريركم».

وغردت «زينب الهاشمي»: «بحجة تنظيم الدولة الإسلامية، لازال مسلسل قتل السنة مستمر.. الغرب يحاضر عن الإنسانية وحقوق الإنسان في تركيا بينما طائراته تقصف في منبج».

وأضاف «عمر المرادي»: «لتعرف حقيقية ما يجري في منبج, فقط اعلم أنه يتم الآن إحصاء عدد الشهداء بتعداد العوائل وليس بتعداد الأفراد».

ووصف «شفيق»، حال منبج، قائلاً: «في منبج من ﻻ يُقتل بالقصف يموت جوعاً، الجثث في الطرقات وتحت الركام، ﻻ ماء وﻻ دواء وﻻ غذاء، بدل أن تنشروا أي شيء انشروا عن ما يحدث في منبج»، وتساءل: «أين الإعلام؟ أين المنظمات الدولية؟ أين حقوق الإنسان؟».

وأضاف «عبد العزيز النجعي»: «لكل من تعاطف مع حادثة دهس نيس.. هاهي أمريكا جهارا نهارا تقصف منبج.. وقبلها حلب تحترق.. ولا بواكي لك يا سوريا.. ولكن لك الله».

ودعا «طارق الحبيب»، لأهالي منبج: «اللهم استودعناك أهل سوريا شمالها وجنوبها شرقها وغربها.. يا من لا تضيع ودائعه».

ورأى «أنس حاج» أن «ليس تنظيم الدولة الإسلامية، وحدها من تذبح بالسكاكين، فسكاكين العالم كلها موضوعة على رقاب أهل منبج»، مضيفاً: «دماء السوريين ليست غالية إلا عند الله».

وتابع «أنس الدغيم»: «قبورُ أهلنا في منبج.. ستلعنُ قصورَ المتخاذلين من الحُكّام والمسؤولين.. وستؤتي اللّعناتُ أُكلَها ذاتَ حين».

أوضاع صعبة

وبعيدا عن القتلى الذين سقطوا، في قصف التحالف، قال الطبيب «محمد الحمادة»، لموقع «عربي 21»: «كان الوضع مزريا بسبب سياسة تنظيم الدولة الإسلامية بالتضييق على الأطباء والتدخل بشؤونهم المهنية، ومُنع الأطباء الذكور من ممارسة الطبابة للنساء في كل الاختصاصات، لذا أغلب الأطباء تركوا المدينة وهاجروا».

وأشار إلى أن عدد الأطباء انخفض العدد إلى الربع في الأشهر الأخيرة، «وهذا انعكس على المدنيين سلبا وبشكل مباشر، فأغلب الذين هاجروا هم من أهل الاختصاصات»، وفق قوله.

وحول باقي الخدمات الطبية، قال «الحمادة»: «الطبقي المحوري مفقود في المدينة، بينما تم إيقاف عمل معظم المشافي الخاصة من قبل التنظيم، أما بالنسبة لمرضى السرطان والكبد فيتم تحويلهم للموصل ويمنع خروجهم لمناطق النظام أو تركيا أو الجيش الحر للعلاج».

وأوضح أن «المشفى العام في المدينة هو مشفى عائشة، وكان يستقبل المدنيين، لكن في فترة القصف يستقبل فقط جرحى المعارك من التنظيم، كما في الوضع الراهن».

ومنبج، مدينة سورية قديمة وأثرية متوسطة عدد السكان والحجم، وهي مركز منطقة منبج في محافظة حلب.

ولد فيها الشاعر «عمر أبو ريشة»، والشاعر «البحتري»، ولهذا تكنى أحياناً بـ«مدينة البحتري».

وتعد منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب.

 

ولمنبج تحديدا أهمية إستراتيجية لكونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والخارج عبر الحدود التركية.

  كلمات مفتاحية

منبج حلب التحالف الدولي الدولة الغسلامية قصف قتلى سوريا

«قوات سوريا الديمقراطية» تدخل مدينة منبج في ريف حلب

متحدث: وجود مدنيين يؤخر السيطرة على «منبج» السورية

38 قتيلا في غارات جوية على حلب

«حلب تحترق»: تواطؤ الأعداء وصمت الأصدقاء .. حالة ”يتم“ غير مسبوقة ولا يأس من روح الله

«التحالف الدولي» يجدد عزمه تعطيل قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية»

مصادر سورية: أمريكا قصفت منبج بالقنابل العنقودية

منبج السورية بين نزوح الأحياء واستحالة دفن الأموات

مدنيو منبج يتحولون إلى وقود للحرب

النظام السوري يقصف مستشفيات بحلب ويقول إنه مستعد لمواصلة محادثات السلام

‏المرصد السوري: خروج 2300 مدني من منبج

رجال يحلقون لحاهم ونساء يكشفن وجوههن ويدخن احتفالا باستعادة منبج السورية (صور)